- الغنوشى: ندعو لتحييد كامل للمساجد عن التوظيف الحزبى.. والرئيس التونسى: الحركة لم تعد خطرًا على الديمقراطية - محلل تونسى: الحركة استوعبت ما حدث للإخوان فى مصر.. وتواجه تحدى إقناع الداخل بأنها تغيرت أعلن زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية فى تونس، الشيخ راشد الغنوشى اليوم، أن الحركة ستفصل نشاطها السياسى عن النشاط الدينى، ما يراه مراقبون خطوة تسعى من خلالها الحركة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، إلى النأى بنفسها عن تيار الإسلام السياسى. ووسط الآلاف من الحضور بصالة الرياضة فى رادس جنوب العاصمة تونس، قال راشد الغنوشى فى افتتاح المؤتمر العاشر للحركة «حريصون على النأى بالدين عن المعارك السياسية، وندعو إلى التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبى لتكون مجمعة لا مفرقة»، حسبما نقلته وكالة رويترز. وأضاف الغنوشى أن «الحركة تطورت من السبعينيات إلى اليوم من حركة عقدية تخوض معركة من أجل الهوية إلى حركة احتجاجية شاملة فى مواجهة نظام شمولى ديكتاتورى إلى حزب ديمقراطى وطنى متفرغ للعمل السياسى بمرجعية وطنية تنهل من قيم الإسلام». من جانبه، رحب الرئيس التونسى، الباجى قائد السبسى، الخصم السياسى السابق للحركة، بخطط النهضة للتخصص السياسى والفصل بين الجانبين الدينى والسياسى. وقال السبسى فى كلمة أمام مؤتمر النهضة «لا يفوتنى أن أنوه بالتطور الذى عرفته حركة النهضة بقيادة الغنوشى الذى تجلى فى ضرورة القطع بين الدعوى والسياسى، وكذلك القطع مع احتكار الدين»، معتبرا أن «النهضة لم تعد حزبا يمثل خطرا على الديمقراطية». والنهضة أول حركة إسلامية تصل للحكم بعد انتفاضات الربيع العربى فى 2011، حيث كونت ائتلافا حكوميا عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على. وعقب اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 التى اطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، تخلت النهضة عن الحكم ودخلت فى حوار مع خصومها العلمانيين انتهى بالتوافق حول دستور جديد وحكومة غير حزبية قادت الانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2014. وكان ذلك سببا رئيسيا فى أن ينظر العالم إلى تونس على أنها نموذج للانتقال الديمقراطى فى المنطقة المضطربة، حيث جنب التوافق، البلاد الانزلاق فى الفوضى التى اجتاحت بعض بلدان المنطقة. والنهضة الآن جزء رئيسى فى الائتلاف الحاكم مع خصمها العلمانى نداء تونس المنبثق عنه الرئيس الباجى قائد السبسى، وهى أكبر قوة فى البرلمان بسيطرتها على 69 مقعدا من إجمالى 217 مقعدا، بعد أن استقال نواب من كتلة النداء. وتعليقا على فصل الدعوى عن السياسى، رأى محللون وخبراء فى الشأن التونسى إن التغييرات التى أعلنتها النهضة تمثل فيما يبدو محاولة لتمييز نفسها فى منطقة منى فيها الإسلام السياسى بانتكاسات، كما تهدف أيضا للاستعداد للانتخابات المحلية المقررة فى العام القادم والانتخابات الرئاسية 2019. وأوضح الصحفى والمحلل السياسى التونسى جمال العرفاوى لرويترز إن «النهضة استوعبت جيدا التغييرات الإقليمية وما حصل للإخوان فى مصر.. وفهمت أنه لا مستقبل للإسلام السياسى.. وخطواتها نتيجة قراءة متزنة لما يحدث فى المنطقة عموما للمحافظة على وجودها كلاعب رئيسى». واعتبر العرفاوى أن «النهضة نجحت فى رسم صورة جديدة للإسلاميين فى الخارج»، ولكن يبقى السؤال «هل هى قادرة على إقناع الداخل بأنها تغيرت فعلا». وتابع: «هناك اعتقاد فى تونس بأن النهضة تواصل الرقص ولكن فقط غيرت الموسيقى»، مؤكدا أن الامتحان المقبل أمام النهضة سيكون الانتخابات البلدية فى مارس 2017.