صرح الدكتور ناصر القحطاني مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بأن المنظمة بصدد عقد «المؤتمر الإقليمي لبحث تداعيات الأزمة النفطية على إدارة الاقتصادات العربية» تحت رعاية المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بجمهورية مصر العربية، وتستضيفه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 مايو. وأكد الدكتور القحطاني على ضرورة مواجهة تداعيات الأزمة النفطية التي يمر بها العالم الآن، وانعكاساتها على إدارة الاقتصادات العربية، ولفت إلى أن الاقتصاد العالمي يمر منذ فترة ليست بالقصيرة بإحدى أكبر الأزمات في التاريخ الحديث؛ وذلك بسبب الانخفاض الحاد والمتسارع في أسعار النفط العالمية وانعكاسات ذلك على اقتصاديات كافة الدول قاطبة، بما في ذلك الدول العربية سواء كانت منتجة أم مصدرة أو مستهلكة، وبحكم تأثير ذلك على معدلات النمو وموازين المدفوعات وأسعار السلع والخدمات. وأضاف، المتابع لأسعار النفط يرى انخفاضًا حادًا لسعر برميل النفط؛ فمنذ حوالي أواسط عام 2014 وأسعار النفط، التي كانت آنذاك بحدود 120 دولارًا للبرميل الواحد، تتجه نحو الإنحدار، وأصبحت أسعار نفوط الإشارة المعتمدة لمعظم التعاملات مثل «خام برنت» من بحر الشمال و«النفط الأمريكي» أقل من 30 دولارًا للبرميل، كما هبط سعر سلة نفوط «أوبك» إلى أقل من 25 دولارًا في منتصف يناير الماضي، وبذلك يكون النفط قد فقد ما يزيد عن 70% من سعره، وأصبح السعر أقل مما كان عليه بأسعار الدولار في الثمانينات. لافتًا إلى أن أسعار بعض أنواع النفوط الثقيلة التي تتزايد معدلات إنتاجها بالقياس للنفوط الخفيفة، أصبحت أقل من 20 دولارًا، ما تسبب في إرباك الأسواق العالمية، بما في ذلك أسعار الأسهم والسندات والعملات والمعادن والمواد الغذائية والخدمات، بالإضافة إلى توقف الكثير من المشاريع وتسريح أعداد كبيرة من العاملين، وانعكس ذلك على موازنات الدول، وأربك حسابات مسؤولي التخطيط الاقتصادي والمالي. وذكر مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، أنه من هذا المنطلق، تعقد المنظمة «المؤتمر الإقليمي لبحث تداعيات الأزمة النفطية على إدارة الاقتصادات العربية»، بهدف تسليط الضوء بموضوعية على أسباب الأزمة ومن ثم المساهمة في إدراك خارطة طريق وحلول لمواجهة آثارها وتداعياتها. مشيرًا إلى أن المؤتمر يتحدث فيه نخبة من المتخصصين والخبراء في هذا المجال من منظمات دولية وإقليمية يناقشون محاوره التي تتناول أسباب الأزمة النفطية، والنفط ما بعد أزمة 2016 ومستقبل أسعار النفط في السوق العالمي، والنفط الصخري، وآثار الأزمة النفطية على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعالم، وأشاد الدكتور بسمان الفيصل منسق عام المؤتمر بتعاون شركتي «سوميد» و«إنبي» في دعم فعاليات المؤتمر وإثراء فعالياته.