• المنظمة تستهدف تنفيذ برامج «النمو الأزرق» فى 5 سنوات لتعظيم الاستفادة من الثروة السمكية • استخدام المنتجات السمكية الثانوية وتحديث المرافق للحد من الفاقد يتراوح الفاقد والمهدر من الأغذية السمكية فى إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بين 20 إلى 30%، وفقا لما أعلنته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، مشيرا إلى أن ذلك يتسبب فى خسائر مادية واقتصادية. «الأسماك سلعة غذائية شديدة التلف.. وتُفقد منها نسبة مهمة من المصيد بفعل سوء المناولة خلال التجهيز والتخزين والتوزيع»، أوضحت المنظمة خلال مؤتمرها الإقليمى الذى عقد أخيرا بروما، مشيرة إلى أن معالجة هذه القضية من الأمور الأساسية لدعم جهود التحسين الأمثل لقطاع ما بعد الحصاد، وزيادة إيرادات الأعمال التجارية وتوليد فرص العمل. وشددت المنظمة الدولية على أن تحديث مرافق التجهيز، والحد من الفاقد والمهدر، وزيادة استخدام المنتجات السمكية الثانوية، وتعزيز قدرات الجهات الفاعلة الصغيرة فى سلسلة القيمة، يوفر فرصا مهمة لزيادة استهلاك الأسماك والإسهام فى تحقيق النمو الاقتصادى فى الإقليم، وهما مسألتان حددتا على أنهما من الأولويات. لحسن أبابوش، رئيس وحدة مصايد الأسماك فى المنظمة الأغذية، قال إن الفاو أطلقت مبادرة «النمو الأزرق» لضمان تمتع السكان المنخرطين فى مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وأنشطة صيد الأسماك بصورة مباشرة وغير مباشرة، بمنافع مستدامة وطويلة الأجل مستمدة من المحيطات، والبحار، والمناطق الساحلية، والمسطحات المائية الداخلية. «ترتكز المبادرة على مفاهيم الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق، كما أنها تدعم مجموعة من البرامج الاستراتيجية للمنظمة لجعل الزراعة، والحراجة، ومصايد الأسماك أكثر إنتاجية وأكثر استدامة»، أوضح أبابوش. وتهدف مبادرة النمو الأزرق إلى إرساء بيئة مؤاتيه للعاملين فى مجال صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وتركز على أربعة مجالات عمل رئيسية هى: مصايد الأسماك الطبيعية؛ وتربية الأحياء المائية؛ وسبل المعيشة ونظم الأغذية (التجارة، الأسواق، مرحلة ما بعد الحصاد، والدعم الاجتماعى)؛ وخدمات النظم البيئية. وبحسب المنظمة، سيؤدى الاستخدام الأمثل لسلسلة إمدادات سمكية مستدامة إلى تحسين مصايد الأسماك من المصيد إلى المستهلك، وسيركز على تعزيز إدارة مصايد الأسماك باستخدام نهج النظم الإيكولوجية فى مصايد الأسماك، وتحديد المصايد الجديدة التى ستتم تنميتها، وتمكين مجتمعات الصيد المحلية والجهات الضعيفة فى كنف مجتمعات الصيد، وتعزيز فرص العمل للشباب، وتحديد فرص السوق، وسيشكل تقاسم أفضل الممارسات والمعارف والخبرات عنصرا مهما. ويقول أبابوش إن المبادرة أرست أسسا يمكن من خلالها تنمية مزيد من فرص النمو الأزرق، حيث ساهمت فى صياغة استراتيجيات وتشريعات بشأن مصايد الأسماك فى عدد من بلدان الإقليم، بما فى ذلك إنشاء مؤسسات إحصائية واجتماعية واقتصادية، إلى جانب إحراز تقدم باتجاه إنشاء منظمة إقليمية جديدة لإدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وبذل جهود لتقييم موارد مصايد الأسماك، وإحراز تقدم فى تنمية تربية الأحياء المائية فى الأقفاص البحرية والمفارخ، ورسم خرائط مكانية لسواحل البحر الأحمر، بغية تحديد وتوزيع المواقع المحتملة لتنمية تربية الأحياء المائية. وبالإضافة إلى ذلك، انتهجت منظمة الفاو مجموعة من المبادرات والأنشطة، بهدف بناء قاعدة معارف بشأن احتياجات بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا فى مجالات متعددة، كما أدت الأنشطة المنبثقة عن مشاريع الفاو الإقليمية لمصايد الأسماك والمنظمات الإقليمية لإدارة مصايد الأسماك، دورا هاما فى تعزيز التعاون الإقليمى وتقاسم المعارف، علاوة على تنفيذ مجموعة من المبادرات والأنشطة المتسقة مع النمو الأزرق على المستوى الوطنى والإقليمى الفرعى. وأضاف أبابوش: «من شأن تطبيق مبادرة النمو الأزرق فى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا المساعدة على تقييم وترميم طاقات المحيطات والبحار والمياه الداخلية من خلال منهجيات متجددة مستدامة ومسئولة توفق بين النمو الاقتصادى واحتياجات الأمن الغذائى، مع صون الموارد المائية للإقليم، وينطوى هذا على تعزيز استخدام خدمات النظم البيئية المائية عبر تطبيق نهج بيئى على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، مع أخذ التكنولوجيات المبتكرة والتمويل؛ والعمل اللائق؛ وكفاءة الطاقة؛ والإنتاج المستدام والاستهلاك، فى الحسبان». وستقدم المنظمة مقاربات متكاملة ومبتكرة لتربية الأحياء المائية ستشمل تعزيز أفضل الممارسات وتقاسم التكنولوجيات لتربية الأحياء المائية البحرية، وتربية الأحياء المائية فى الصحراء، والاستخدام الذكى للمياه؛ وتحديد الفرص لتكامل تربية الأحياء المائية مع الزراعة؛ وإنشاء شبكة لأصحاب المصلحة فى مجال تربية الأحياء المائية من أجل التواصل بشأن صحة الحيوانات المائية وتوزيع أعلاف وإصبعيات عالية الجودة. كما ستعمل على بناء القدرة على الصمود، والحد من التعرض لآثار الكوارث والتغيرات والتقلبات المناخية والتكيف معها، وسيشمل ذلك أنشطة من قبيل إقرار خطط مستدامة وملائمة للسياق لإدارة مصايد الأسماك، وإدماج نهج النظم البيئية فى مصايد الأسماك؛ وبناء قدرات صغار الصيادين على الصمود عن طريق تعزيز الحماية الاجتماعية، وتدعيم السبل المعيشية وتعزيز السلامة فى البحر؛ واستطلاع إمكانية تنويع مصايد الأسماك؛ وتنمية الفرص للسياحة الإيكولوجية ومصايد الأسماك الترفيهية المستدامة. وقد تتضمن المناطق المستهدفة النقاط الساخنة المحددة لتغير المناخ مثل منطقة الخليج العربى، والبحر الأحمر، وخليج عدن، ودلتا النيل، وشط العرب. وبحسب المنظمة تعتبر مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية شديدة الصلة بإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وتتراوح مصايد الأسماك الطبيعية فى البلدان الساحلية فى إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بين الإنتاج السنوى المرتفع للبلدان ذات السواحل الطويلة والأساطيل الكبيرة التى تنفذ إلى نظم متنامية عالية الإنتاجية، والبلدان ذات الإنتاج والأساطيل الأصغر نطاقا، وتعتبر مصايد الأسماك فى الإقليم صغيرة النطاق بأغلبيتها الساحقة، وتضطلع بدور مهم من حيث التوظيف، كما تنطوى على قيم تقليدية وثقافية، وتقتضى وسائل محددة للمشاركة.