يحتفل العالم في 12 مايو من كل عام، باليوم العالمي للتمريض، والذي يوافق الذكرى السنوية لميلاد «فلورنس نايتينجيل» التي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث. والعاملون في مجال التمريض والذين يقع عليهم أعباء كثيرة في أماكن العمل بالمستشفيات والوحدات الصحية وغيرها، قد لا يحظون بالانتباه مقارنة بغيرهم من العاملين بالمجال الطبي، برغم أنهم من أكثر الشرائح التي تعاني. حنان عبدالمحسن، التي عملت ممرضة لأكثر من 30 عاما، والتي تعيش بالإسكندرية وتعمل بها، ترى في مهنتها أنها "من أجل الناس أولا وأخيرا"، وبرغم من حبها لتلك المهنة، إلا أنها ترى أن هناك حقوقا كثيرة للعاملين بالتمريض مهدرة. حنان التي تخرجت من المدرسة الثانوية الفنية للتمريض في 1985، عملت بعدة أماكن بالقطاع الصحي، آخرها مستشفى الرمد العام بالإسكندرية، وفور أن بدأت عملها بتلك المهنة، سافرت إلى السعودية للعمل هناك في 1990، ومكثت هناك عاما واحدا، قالت عنه "الشغل هناك فيه تقدير مادي أكتر من هنا، وفيه التزام، وفيه تقدير، لكني اضطريت أرجع بعد ما الأمور اتلخبطت وقت حرب العراق والكويت". تقول حنان إن نظرة المجتمع الدونية للعاملين بالتمريض بدأت تتغير للأفضل مؤخرا، إلا أنها تقول إن هناك العديد من الحقوق المهدرة للعاملين بتلك المهنة، مضيفة أنهم لا يُقدرون بما يكفي نظير طبيعة عملهم الصعبة؛ وضربت مثالا ب"بدل العدوى" الذي يبلغ 15 جنيه شهريا، وهو ما وصفته بالقليل جدا، نظير المخاطر والعدوى التي قد تحدث لهم أثناء مزاولة عملهم، وتوفير خدمات علاجية تليق بهم، في حال تعرض أحدهم لأي من الأزمات المرضية، وكذلك حماية المستشفيات وتأمينها، كي لا تتعرض لأي اعتداء، وهو ما حدث في السنوات الأخيرة بكثرة، وما تعرضت له هي شخصيا أثناء عملها، حيث تعدى عليها أهل أحد المرضى. المرتب لا يكفي تقول حنان إن الممرضين كغيرهم من موظفي الدولة يعانون المرتب القليل الذي لا يكفي متطلبات المعيشة، وتقول ل"الشروق": "بعد 32 سنة شغل بالمهنة باخد أساسي مرتبي 557 جنيه، وهو ما لا يكفي، ولو كان الحافز على المرتب هو الذي يحسن من وضعنا، فهذا الحافز سأحرم منه بعد إحالتي للمعاش"، وهنا أكدت حنان أن طواقم التمريض دائما ما تطالب بوجود كادر لها، وليس مجرد حافز على المرتب سيحرمون منه بعد الإحالة إلى المعاش، وكذلك المطالبة أيضا برفع مكافأة نهاية الخدمة، فطواقم التمريض تحصل على شهر عن كل سنة، وذلك بخلاف قطاعات في آخرى في الحكومة، برغم صعوبة ومشاق مهنة التمريض. "تمرد تمريض" تقول حنان إن حركة "تمرد تمريض" تأسست منذ أربع سنوات، وهي ليس لها توجها سياسيا، وإنما توجهها مهني فقط، وأسست من أجل تجميع العاملون بمهنة التمريض للمطالبة بحقوقهم والضغط من أجل الحصول عليها؛ أولها توفير الأمن في المستشفيات، والعمل على تغيير نظرة المجتمع للعاملين بتلك المهنة وتقديرهم، وتوفير فرص للتطوير مهارات العاملين بتلك المهنة للنهوض بها، "لتكون مهنة التمريض مقدرة في نظر الناس" بحسب قولها. وأنهت حنان حديثها إلى "الشروق" قائلة إنها تتمنى لو أن تهتم الدولة بالعاملون بمهنة التمريض، بتوفير فرص لتحسين مهارتهم المهنية والشخصية، والسماح للحاصلين على دبلومات باستكمال دراستهم بمعاهد التمريض العليا.