تسود حالة من الهدوء المشوب بالحذر جبهات حلب بين قوات الحكومة السورية ومسلحي المعارضة. لكن تقارير أفادت بأن المعارضة خرقت هذا الهدوء بقصف لأحياء الميدان والعزيزية وحلب الجديدة صباح الخميس، قتل فيه شخص وجرح آخر، بحسب مصادر حكومية. واستمر تحليق الطيران الحكومي ليلا دون الإغارة أو القصف، بحسب ما ذكره سكان. وقتل 8 أشخاص وجرح 50 آخرون في تفجيرين انتحاريين في ريف حمص الشرقي. وكان تطبيق نظام التهدئة التي أعلنت القوات الحكومية عن الالتزام به، لمدة 48 ساعة قد بدأ في الواحدة من فجر الخميس بحسب توقيت دمشق، بعد 13 يوما من القصف المتبادل والمعارك بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة. وسبق بدء الهدنة معارك عنيفة في أحياء جمعية الزهراء، والبحوث العلمية، والفاميلي هاوس، والليرمون، والراشدين حيث شنت المعارضة هجمات مكثفة تصدت لها القوات الحكومية، بحسب مصادر موالية. وقالت المعارضة إن قصفا حكوميا طال أحياء بستان القصر، وبستان الباشا، وصلاح الدين والصاخور. وفي حمص وقع انفجاران انتحاريان: الأول بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، والثاني بعبوة ناسفة فجرها انتحاري آخر، قتل فيهما 8 أشخاص وجرح 50 آخرون، بحسب سكان في بلدة المخرم الفوقاني في ريف حمص الشرقي. ويشهد الريف الشرقي لحمص معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أشهر، طالت تدمر ومهين والقريتين. "تراجع ملحوظ"وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال إن "هناك تراجعا ملحوظا في حدة القتال، غير أن بعض الاشتباكات لاتزال مستمرة." وأضاف كيري أن "الولاياتالمتحدة وروسيا ستراقبان وقف الأعمال العدائية، بالإضافة إلى تدفق مساعدات الإغاثة إلى من يحتاجون إليها." وجاء نبأ الاتفاق على الهدنة أثناء اجتماع أعضاء مجلس الأمن الدولي في نيويورك لبحث الوضع المتأزم في حلب. ورحب أعضاء المجلس بالنبأ. وكان مجلس الأمن قد استمع إلى إفادة مسؤولي الشؤون السياسية والإغاثة في الأممالمتحدة بشأن حلب. وطالب جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، وستيفن اوبراين مسؤول شؤون الإغاثة في المنظمة بتقديم المسؤولين عن قصف المستشفيات وتجويع مدينة حلب بسبب الحصار إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وقال فيلتمان "دعوني أوضح مجددا: الهجوم المتعمد المباشر على المستشفيات جريمة حرب، واستخدام التجويع والحصار في الصراعات أيضا جريمة حرب". أما اوبراين فوصف حياة سكان حلب بأنها "مروعة" مؤكدا أن المسؤولين عن الهجمات في حلب يجب أن "يفهموا أن هذه الأفعال لن تنسى."