35 غارة جوية تستهدف معقل «داعش» فى سوريا.. دى ميستورا يحاول انقاذ الهدنة.. ولندن تدعو لمبادرة سياسية جديدة مع هدوء لغارات طائرات النظام وحلفائه الروس على الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، كثفت الأخيرة أمس من قصفها للأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام، تزامن ذلك مع ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها، استهدفت مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» فى سوريا، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الانسان. وبحسب المرصد نفذت طائرات حربية، لم يعلم ما إذا كانت روسية أو تابعة للتحالف الدولى بقيادة واشنطن، «أكثر من 35 ضربة جوية على مدينة الرقة» فى شمال سوريا. وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن «لم تتعرض الرقة منذ أسابيع لضربات جوية مكثفة بهذا الشكل، وقد استمرت طوال الليل وحتى صباح أمس». واسفرت الضربات وفق المرصد عن مقتل «ما لا يقل عن 13 مدنيا وإصابة العشرات بجروح، كما قتل خمسة عناصر من تنظيم داعش». ويشن التحالف الدولى بقيادة واشنطن منذ سبتمبر 2014 غارات جوية تستهدف مواقع الإرهابيين وتحركاتهم فى سوريا. كما تشن روسيا منذ 30 سبتمبر الماضى حملة جوية فى سوريا، وبرغم أنها سحبت فى منتصف مارس الماضى الجزء الأكبر من قواتها على الأرض، إلا أنها أكدت أنها تواصل ضرباتها ضد «الأهداف الأرهابية» فى سوريا. فى غضون ذلك، قصفت الفصائل المعارضة، صباح أمس، بشكل مكثف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام فى مدينة حلب، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طفل، وفق ما أفاد الإعلام الرسمى للنظام والمرصد السورى. وقال مدير المرصد، رامى عبدالرحمن إن «الفصائل الإسلامية والمقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال أمس بالقذائف أحياء حلب الغربية» ومن بينها الموكاكبو والمشارقة والأشرفية وشارع النيل. وأسفر القصف خلال الصباح عن مقتل «4 مدنيين فى شارع النيل وأصيب نحو 50 آخرين بجروح، بعضهم فى حالات خطرة» بحسب التلفزيون الرسمى السورى. وفى المقابل، لم تسجل أى غارات جوية للنظام أمس على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية والمرصد السورى. إلا أن المرصد السورى أشار إلى اشتداد الاشتباكات أمس الأول بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة فى محيط حى جمعية الزهراء وأطراف حى الراشدين الواقعين تحت سيطرة النظام. وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا، بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السورى. سياسيا، أجرى المبعوث الدولى إلى سوريا أمس ستفان دى ميستورا محادثات مع المسئولين الروس فى موسكو بشأن الهدنة بسوريا وسط مساعٍ لتوسيع الهدنة لتشمل حلب، فى حين أكدت بريطانيا الحاجة إلى مبادرة جديدة بسوريا من أجل مواصلة المحادثات. وقال دى ميستورا قبل مباحثاته مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى بيان إنه لا يمكن إحراز أى تقدم فى المباحثات السياسية من دون الهدنة وخطوات أخرى لتحقيق «منافع ملموسة على الأرض للشعب السورى». من جهته، قال وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند أمس الأول إنه قلق للغاية بشأن ما آل إليه وقف إطلاق النار فى سوريا، وإن ثمة حاجة لمبادرة جديدة كى يظل الحوار قائما بعد تصعيد حاد فى أعمال العنف بمدينة حلب. وأكد هاموند للصحفيين خلال زيارته لمكسيكو سيتى أن «ثمة حاجة لمبادرة جديدة فى الحوار السورى لإبقائه حيا»، مشيرا إلى أن «المعارضة السورية المعتدلة تواجه صعوبات متزايدة فى تبرير مشاركتها بالعملية السياسية». وقال إنه يأمل فى إحراز تقدم بالأيام المقبلة فى الوقت الذى تتوسط فيه روسيا والولايات المتحدة فى اجتماعات بشأن سوريا فى جنيف، وتوقع «مزيدا من الاجتماعات الدولية فى الأسبوع المقبل أو نحو ذلك». وينذر القتال فى حلب بتقويض أول محادثات سلام تشارك فيها الأطراف المتحاربة والتى من المقرر أن تستأنف فى موعد لم يحدد بعد أن تعثرت فى أبريل الماضى عندما انسحب وفد المعارضة بسبب ما قال إنها انتهاكات الحكومة لوقف إطلاق النار.