- نهال كمال: أهم وصاياه كانت «لا تقفلى بابك وتليفونك وأنا مش ملكية خاصة».. ونطلق اليوم موقعًا إلكترونيًا يجمع تراثه على مدى نصف قرن - غدًا احتفال شعبى بالإسماعيلية يحييه على الحجار بقصر الثقافة وإطلاق اسمه على ميدان الجامعة - لم يكتب أوبريت قناة السويس لمحمد منير.. ولم يضف «كوبليه» جديدًا لأغنية «أحلف بسماها» لماجدة الرومى تمر اليوم الذكرى الأولى للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، الذى رحل عن عالمنا بجسده 21 أبريل 2015 بعد صراع مع المرض، ولكن يبقى بأعماله وإنجازاته، واحدا من أهم شعراء العامية الذين أنجبتهم مصر. ولأن الشاعر الكبير كان يحب البهجة والأمل والتفاؤل، كان قرار أسرته بأن تكون البهجة سمة غالبة للاحتفالات بذكراه، والتى بدأت 11 أبريل الجارى عيد ميلاده ، بباقة من الورد تحملها زوجته الإعلامية نهال كمال بزيارة إلى مقبرته، لتقول له «كل سنة وانت طيب يا عبدالرحمن». وتقول نهال كمال، إنها تعتبر نفسها الحارس الذى استأمنه الأبنودى على تراثه، وتعمل حاليا على تنفيذ وصيتة بأن يكون إبداعه ملكا للناس وليس ملكية خاصة لأسرته، من خلال تدشين موقع الكترونى يجمع ويوثق كل تراثة الأدبى والفنى على مدى نصف قرن، ليكون متاحا لكل محبيه مراعاة حقوق الملكية الفكرية لأسرته. وأكدت نهال فى تصريحات ل«الشروق» أن الاحتفالات بذكرى عبدالرحمن الأبنودى لا تتوقف خلال شهر أبريل، حيث بدأت 11 أبريل بمناسبة ذكرى ميلاده باحتفالية، وهناك أخرى بالمجلس الأعلى للثقافة 28 أبريل ستعلن خلالها جائزة للمواهب الأدبية باسمه، أما الاحتفالية الأبرز والأهم ستكون فى مدينة الإسماعيلية التى قضى بها آخر سنوات حياته، ودفن فيها بناء على وصيته بقرية «الضبعية»، حيث يقام احتفال شعبى كبير يوم 22 أبريل، فى ميدان أطلقت عليه محافظة الإسماعيلية اسم عبدالرحمن الأبنودى، بجوار جامعة قناة السويس، وفى نفس الوقت ستقام احتفالية أخرى فى قصر ثقافة الاسماعيلية يحييها المطرب على الحجار يغنى فيها أشعار الأبنودى التى قدمها فى ألبومات أو غناها تترات للمسلسلات، وسيتم نقل الحدث الثانى لعشاق الأبنودى فى ميدانه على الهواء من خلال شاشة كبيرة. واعتبرت نهال كمال أن هذه الاحتفالية الشعبية التى يشرف عليها اللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية، والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ستكون الأفضل، لأن عبدالرحمن الأبنودى سيكون مع الناس الذين أحبهم وعاش من أجلهم. وقالت نهال كمال، أن هناك حدثين كبيرين بعد وفاة الأبنودى، الأول افتتاح «متحف الأبنودى للسيرة الهلالية» بمسقط رأسة فى «أبنود»، وكان حلمه أن يحضر الافتتاح الذى تأخر من أجله، وعندما اشتد عليه المرض فى أيامه الأخيرة، لم يكن يريد الاستسلام، وطلب أن يتم تجهيز طائرة تنقله إلى «أبنود» ليحضر الافتتاح قبل الوفاة مع أفراد أسرته، وكان متمسكا بهذا الحلم الا أن القدر لم يمهله، ورحل قبل أن يتحقق الحلم، وتم الافتتاح فى ذكرى الأربعين. أما الحدث الثانى الذى رحل دون أن يعلمه، فهو تكريمه وترجمة أشعاره إلى اللغة الإسبانية لأول مرة، من خلال احتفالية كبرى أقامها البيت العربى فى مدريد ديسمبر الماضى، بالتعاون مع المعهد المصرى، ومن المقرر أن يتم طرح ترجمة هذه الأشعار فى كتاب، يتم إيداعه فى المكتبة الوطنية بمدريد التى تضاهى مكتبة الإسكندرية فى مصر، كما ستتم إتاحته لطلاب الجامعات فى إسبانيا، ومن المقرر إقامة احتفالية أخرى بمناسبة صدور الكتاب خلال الصيف القادم فى مدينة أشبيلية جنوب إسبانيا. وأكدت كمال أن الأبنودى لم يكن يعلم قبل وفاته أن أشعاره تترجم للإسبانية، وأن هذا الحدث كان مفاجئا للأسرة بالكامل، وكان سيسعده اذا كان على قيد الحياة. أما المشاريع التى لم تكتمل، فهى أوبريت عن قناة السويس كان مقررا أن يغنيه محمد منير، ويلحنه محمد رحيم، وكذلك لم يتحقق رغبة المطربة اللبنانية ماجدة الرومى بأن يكتب لها «كوبليه» جديدا تغنيه مع أغنية «أحلف بسماها وترابها» الذى غناها من قبل عبدالحليم حافظ، ولكنه من البداية لم تكن لدية رغبة كبيرة فى إضافة جديد لأغنية قديمه، وكان رده على ماجدة الرومى عندما طلبت منه ذلك «لو ربنا حدفهولى هكتبهولك». وختمت كمال حديثها، بأنها تحصد ما زرعه عبدالرحمن الأبنودى، من حب فى نفوس الناس طوال حياته، فأهل قرية «الضبعية» لا يتروكنها لحظة، ودائمو السؤال عنها، كما أنها لم تغلق بيت الإسماعيلية بعد وفاة الأبنودى، ودائما مفتوح لكل محبيه، ومن يرغب بزيارة البيت يجده مفتوحا دائما حسب وصيته التى قالها «يا نهال لا تقفلى بابك ولا تليفونك».