«رايتش واتش»: نزوح 30 ألف سورى إلى الحدود التركية.. والجيش التركى يستخدم الذخيرة الحية فى مواجهتهم تشهد محافظة حلب تصعيدا عسكريا بين أطراف عدة وعلى أكثر من جبهة، ما يهدد الهدنة الهشة المعمول بها فى سوريا، ويشكل ضغطا على محادثات السلام بين المعارضة والحكومة فى جنيف. وكان الجيش السورى المدعوم بغطاء جوى روسى شن، الخميس، هجوما جديدا على مناطق فى شمال حلب، مهددا بقطع طريق حيوية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة بالمدينة. وتهدف العملية العسكرية التى تعد استكمالا لهجوم واسع نفذته قوات النظام فى فبراير الماضى، إلى قطع طريق الكاستيلو و«بالتالى محاصرة الأحياء الشرقية للمدينة بالكامل»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رامى عبدالرحمن، مدير المرضد السورى لحقوق الإنسان. وفى واشنطن، أعرب مسئول أمريكى عن «قلق (الولاياتالمتحدة) البالغ» حيال المعلومات عن الهجوم الذى يشنه النظام السورى «قرب حلب»، الأمر الذى قد يشكل انتهاكا لوقف إطلاق النار المعلن. وقال المصدر نفسه إن المسئولين الأمريكيين «أعربوا عن القلق البالغ» لجميع الدول الأعضاء فى المجموعة الدولية لدعم سوريا ومن بينها روسيا، ودعوا الكرملين إلى الضغط على الرئيس السورى للالتزام بالمحادثات حول عملية الانتقال السياسى. كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى، فيدريكا موجيرينى، عن قلقها بشأن المعلومات عن «هجوم جديد للنظام السورى قرب حلب وشرق دمشق». وفى جنيف، أعربت الأممالمتحدة عن «قلق شديد إزاء الوضع فى شمال سوريا ومحافظة حلب ضمنا، حيث تصاعدت أعمال العنف التى تفاقم بدورها الوضع الانسانى»، وفق ما قالت مسئولة إعلامية فى مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية. وبالإضافة إلى هجوم قوات النظام، تشهد محافظة حلب اشتباكات بين أطراف مختلفة على جبهات عدة وبالقرب من الحدود التركية، ما دفع الكثير من المواطنين إلى النزوح للحدود التركية. وأعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، أن ثلاثين ألف شخص على الأقل «نزحوا فى ال48 ساعة الماضية» هربا من المعارك التى تشهدها محافظة حلب بشمال سوريا، داعية تركيا إلى فتح حدودها للسماح بمرورهم. وقالت المنظمة، فى بيان نشرته على موقعها الالكترونى: «أدى تجدد القتال بين داعش وجماعات المعارضة المسلحة شمال حلب إلى نزوح ما لا يقل عن 30 ألف شخص خلال ال48 ساعة الماضية». كما أوضحت أن «الحدود التركية لاتزال مغلقة تماما» أمام جميع السوريين «باستثناء المصابين إصابات خطيرة». ونددت باستخدام الجيش التركى ل«الذخيرة الحية بدلا من التعاطف» مع النازحين، مشيرة إلى أن «حرس الحدود التركى أطلق النار على بعض النازحين عند اقترابهم من الحدود». إلى ذلك، أعرب مبعوث الأممالمتحدة للسلام فى سوريا، ستافان دى ميستورا، عن «خيبة أمل واحباط» مجموعة العمل الإنسانية حول سوريا جراء النقص الحاصل فى إيصال المساعدات إلى عدد من المناطق المحاصرة فى سوريا من قوات النظام بمعظمها. وكان من المفترض وصول وفد الحكومة السورية إلى جنيف، أمس والجريدة ماثلة للطبع لعقد أول لقاءاته مع دى ميستورا الذى أكد أن جدول أعمال الجولة الراهنة يتضمن الانتقال السياسى والحكم والدستور، وأن جميع الأطراف المعنية وافقت على مضمونه.