قال السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر المقرر لها غدا الخميس، تؤرخ لبدء استعادة النظام الإقليمي العربي لفعاليته وقدرته على التأثير في قضايا وخلافات المنطقة بما يصب في صالح شعوبها، ويضع حدا للتوغلات الإقليمية والدولية الفجة في شئون أوطاننا، مؤكدا أن التلاقي بين القاهرةوالرياض سيسرع بناء القدرات العربية للتصدي للإرهاب. وأضاف السفير حجازي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، أن التلاقي بين القاهرةوالرياض بوصفهما ركيزتا الاستقرار في المنطقة سيسرع في بناء القدرات العربية للتصدي لظاهرة الإرهاب التي باتت التهديد الأهم للكيانات القومية في الوطن العربي، وإن تلك المواجهة سيكون عمادها ما تم من تنسيق أمني وعسكري جاد متمثلا في مناورات رعد الشمال، وتمتد للمواجهة الأيديولوجية والثقافية، علاوة على التنمية ودعم اقتصادات المنطقة، وكذلك التعامل مع القضايا والخلافات الإقليمية التي تعد البيئة الحاضنة للإرهاب. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر والمملكة السعودية هما جناحا الأمة العربية، ومعا سيمكنهما بناء واقع عربي يختلف عما نشهده من تشرذم بات يهدد كيان الوطن العربي، وأتاح الفرصة لتكالب القوى الخارجية، وتوغل التنظيمات الإرهابية وانتشار الأفكار المتطرفة. وقال إنهما معا وبتقويتهما للواقع العربي ودعمه أمنيا وعسكريا واقتصاديا سيكون من الأسهل التعامل مع أية قوى إقليمية أو دولية ساعية للتدخل في الشؤون العربية أو لفرض نفوذها، كما سيسهل هذا التلاقي فرص إيجاد حلول وصياغة علاقات إقليمية مبنية على التكافؤ، بما توفره من عوامل ردع لا تترك خيارا لأي دخيل إلا بالتعامل مع المنطقة وفقا لشروطها، وأساسها حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون العربية. وأضاف أنه وفقا لهذا المنظور المعمق لمسار العلاقات المصرية السعودية، يجب أن يتم النظر لأبعاد حزمة الدعم والمساندة الاقتصادية والاستثمارية المقرر أن تقدمها الرياض للقاهرة، فنجاح الاقتصاد المصري واستقرار الأوضاع سيتيح الفرصة للإسراع بإعادة بناء الواقع العربي الجديد الأكثر استقرارا وتطلعا للمستقبل، والأقدر على مواجهة الإرهاب وأعداء الوطن، كما لا يجب إغفال حقيقة أن الاقتصاد المصري يبني قواعده من أجل المستقبل، ورغم ضغوط السنوات السابقة داخليا، والصراعات الإقليمية وانكماش الاقتصاد العالمي، حافظ الاقتصاد المصري على بنيته الأساسية، وظلت بيئة الاستثمار وعوائده من أفضل النسب العالمية، وهو حتما ما سيعود بالنفع على المستثمرين السعوديين والعرب. كما أكد أن ما تحمله زيارة خادم الحرمين من آفاق اقتصادية واستثمارية هي في نطاق الإدراك الواعي للمملكة بأهمية دعم ومساندة مصر واقتصادها في مرحلة تتعرض فيها لضغوط سياسية واقتصادية غير مسبوقة، منوهًا بأهم الاتفاقيات التي تناولتها الاجتماعات التنسيقية الخمس التي عقدت في القاهرةوالرياض بالتناوب منذ تأسيس المجلس التنسيقي المشترك في نوفمبر 2015. وأشار إلى توقيع اتفاق مهم واستراتيجي لمد قطاع البترول المصري باحتياجاته من النفط ومشتقاته بقيمة نحو 23 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وبتسهيلات ائتمانية لمدة عشرة أعوام، وكذلك ضخ استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار كمرحلة أولى، بالإضافة الى اتفاقية لتنمية سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار لإقامة تجمعات سكانية زراعية، والأهم تأسيس جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز بمدينة الطور بجنوب سيناء، مما سيتيح الفرصة لأبناء سيناء لتوسيع دائرة معارفهم وتعلم العلوم المطلوبة للتنمية، إلى جانب مشروعات لإقامة وتطوير الموانىء، وكذلك مشروع الربط الكهربائي بين البلدين الذي سيجمع شبكات الكهرباء بدول مجلس التعاون الخليجي ومصر ودول شمال آفريقيا، لتصبح شبكة ربط كهربائي كبرى قوامها 90 ألف ميجاوات من الأحمال المتبادلة لصالح الجانبين، بما يوفر الطاقة للمشروعات التنموية بالبلدين. واختتم السفير حجازي تصريحاته بالإشارة إلى مقولة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عندما ذكر عام 1945 عند جبل رضوى عن العلاقات المصرية السعودية "إن جيش مصر هو جيشكم، وجيشكم هو جيش مصر، وحضارة مصر هي حضارتكم، وحضارتكم هي حضارة مصر، والجيشان والحضارتان جند العرب".