تبدأ في فيينا محادثات تهدف إلى إنهاء أسوأ عنف خلال عقود يندلع في الأراضي المتنازع عليها من ناغورنو كراباخ، بعد مقتل 46 شخصا خلال ثلاثة أيام من القتال. ويضم الاجتماع روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا - فيما يسمى مجموعة مينسك - في محاولة لإنهاء الصراع الذي اشتعل الجمعة بطريقة دموية خطيرة. ويخشى محللون من أن تكون الأزمة الحالية شرارة تلهب منطقة القوقاز، التي تضم جماعات متنافسة مختلفة. وكانت روسيا والولايات المتحدة قد دعتا إلى وقف القتال، لكن تركيا تساند أذربيجان، وتقول إن المنطقة المنفصلة أراض آذرية وسوف تستعيدها أذربيجان يوما ما. وظلت منطقة ناغورنو كراباخ، وهي منطقة جبلية غير ساحلية تقطنها غالبية أرمنية تقع داخل أذربيجان، منطقة نزاع منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991. وأعلن انفصاليون، مدعومون من أرمينيا ولاءهم لها، ثم أعلنوا إنشاء جمهورية مستقلة، لم تنل الاعتراف من أي دولة أخرى، حتى أرمينيا. وفي المعارك التي اندلعت فيما بعد فقد نحو 30.000 شخص حياتهم، كما أجبر آلاف السكان من الجانبين على الفرار من منازلهم. ثم وقع اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية في عام 1994، لكن الطرفين لم يتفقا على خطة سلام دائم. وأخذت الاشتباكات المتقطعة تنشب على الجبهة الأمامية من وقت لآخر، غير أن أحداث العنف الدموي الأخير - بحسب ما يقوله معلقون - كانت تصعيدا خطيرا. ويهدد اشتعال الوضع "استقرار منطقة القوقاز الاستراتيجية التي تعد طريق عبور لنفط وغاز القوقاز إلى الأسواق الأوروبية، متجاوزة روسيا، مما يحد من اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن سيرغي كابنادزي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تبليسي. وكانت أذربيجان - الغنية بالطاقة، والتي تفوق نفقاتها العسكرية ميزانية أرمينيا كاملة - قد هددت باستعادة المنطقة المنفصلة بالقوة. وتقول إنها استعادت عدة مواقع استراتيجية داخل كراباخ، بعد اندلاع القتال الجمعة، مما يعد تغييرا لخط الجبهة بين الجانبين بعد انتهاء الحرب. وقالت وزارة الدفاع الآذرية إن 16 جنديا من قواتها قتلوا خلال اليومين الماضيين.
وأعلنت باكو هدنة من جانبها الأحد، لكنها فشلت في وقف القتال، وقالت أرمينيا الاثنين إن وقف إطلاق النار قد يكون ممكنا إذا عاد الطرفان إلى مواقعهما السابقة. وبدلا من ذلك أمر وزير الدفاع في أذربيجان، ذاكر غازانوف، قوات الجيش بالاستعداد لضرب عاصمة كراباخ، ستيباناكيرت، المعلنة من جانب واحد "إذا استمر قصف الأرمينيين لأهداف مدنية في أذربيجان". وتوافد على المدينة، بعد هذا التصريح، مئات الأرمينيين المتطوعين للقتال إلى جانب قوات الانفصاليين، بينما اهتمت السلطات بتوفير ملاجئ للنازحين القادمين من القرى الواقعة على الجبهة الأمامية. ومن المقرر أن تبدأ محادثات فيينا في الساعة الواحدة بحسب توقيت غرينتش، ولكن جلسة الثلاثاء ستكون قصيرة، ولن يصدر بعد انتهائها أي بيان لوسائل الإعلام.