في تعليقه على المعارك المتواصلة بين أذربيجانوأرمينيا بسبب إقليم ناغورنو قره باغ، المتنازع عليه بين البلدين, فجر الرئيس الجورجى السابق ميخائيل ساكاشفيلى مفاجأة اتهم فيها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالمسئولية عن تفجر هذه الأزمة. وفى حسابه على موقع "فيس بوك", قال ساكاشفيلي الذى يشغل حاليًا منصب والى مدينة أوديسا الأوكرانية: "إن موسكو كانت تخطط لإشعال هذه المعارك منذ فترة طويلة، وهى تعمل على تسليح كلا الطرفين". وتابع: " الهدف الرئيس لموسكو هو الاستيلاء على الأراضي الأذرية التي تمر منها خطوط أنابيب النفط، وحرمان أوروبا من مصادر نفط أذربيجان وتركمانستان". واستطرد: "بوتين يريد أيضًا إحراج تركيا وإجبارها على مواجهة الجبهتين"، في إشارة إلى سورياوأذربيجان". وكانت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية, قالت أيضًا إن روسيا هى الضامن الرئيس لأمن أرمينيا، وتسعى أيضًا بقوة لمنع تركيا من مساعدة أذربيجان, وذلك في تعليقها على تجدد المعارك في إقليم ناغورنو قره باغ. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها أن روسيا لديها خمسة آلاف جندى متمركزون بأرمينيا، وأن وظيفة هذه القوات هى ردع التدخل التركي. وتابعت: "الولاياتالمتحدة تعتبر إقليم ناغورنو قره باغ منطقة نزاع، ولكنها تشير أيضًا إلى أراض احتلتها أرمينيا عليها إعادتها لأذربيجان". وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع بإقليم ناغورنو قره باغ بدأ عام 1988عندما كان الاتحاد السوفيتى يتفكك. وقالت: "كريستيان ساينس مونيتور", إنها لا تعرف ما إذا كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين جادًا فى وقف المعارك الحالية بين أذربيجانوأرمينيا, أم أنه يفضل استمرارها لبيع أرمينيا تحديدًا مزيدًا من الأسلحة الروسية, أم أنه يسعى لإشعال مواجهة جديدة مع تركيا, التى تدعم أذربيجان, وهى دولة مسلمة. وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أعلنت فى 3 إبريل وقف إطلاق النار من جانب واحد فى إقليم ناغورنو قره باغ، لكنها هددت بالرد حال تعرضِ قواتها للهجوم. وأكدت الوزارة فى بيان لها أن "أذربيجان قررت إظهارا منها للنوايا الحسنة، وقف الأعمال القتالية من جانب واحد"، محذرة من أنها "ستحرر كافة الأراضي المحتلة إذا لم تتوقف القوات الأرمينية عن ممارسة الاستفزاز". وأشارت الوزارة إلى أن قواتها استعادت السيطرة على مرتفعات إستراتيجية وقرى فى إقليم ناغورنو قره باغ, الذى يحتله الأرمن. وأوقعت المعارك العنيفة التى بدأت منذ مطلع إبريل 18 قتيلاً من الجنود الأرمينيين و12 فى صفوف الجنود الأذربيجانيين، فى حين سقط مدنى واحد من كل جانب من خط الجبهة. وحسب "الجزيرة", تبادلت الدولتان الاتهامات باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية والدبابات، والمبادرة إلى بدء القصف. فى هذه الأثناء, طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بوقف فورى للمعارك، معربًا عن قلقه بشكل خاص لسقوط عدد كبير من الضحايا بينهم مدنيون. وفى موسكو، دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الطرفين إلى وقف فورى لإطلاق النار وإلى ضبط النفس لتجنب سقوط ضحايا جدد، وفق ما قال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف. كما أدان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى المعارك بين القوات الأرمينية والأذرية، ودعاهما إلى الاحترام الصارم لوقف إطلاق النار والبدء فورًا بمفاوضات. ومن جانبه, تعهد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بدعم أذربيجان "حتى النهاية" فى نزاعها مع أرمينيا حول ناغورنو كاراباخ. ونقلت الرئاسة التركية فى 3 إبريل عن أردوغان قوله أثناء زيارته إلى الولاياتالمتحدة: "نصلى من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين فى هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة". وهاجم أردوغان أيضًا مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، والتى تسعى منذ سنوات فى ظل رئاسة فرنساوروسياوالولاياتالمتحدة إلى إيجاد حل للنزاع، لكن من دون جدوى. وقال: "لو اتخذت المجموعة إجراءات عادلة وحاسمة، لما كانت حصلت مثل هذه الأمور". وتقيم تركيا علاقات ثقافية ولغوية قوية مع أذربيجان، وتعتبر حليفة أساسية لباكو، ولا تقيم فى المقابل علاقات مع أرمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الأرمن فى ظل حكم العثمانيين عام 1915، والتى تعتبرها يريفان "إبادة"، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به. وكان النزاع على ناغورنو قره باغ قد اندلع عام 1988 حين أعلنت الأغلبية الأرمينية لسكان ذلك الإقليم الجبلى -الذى كان منطقة أذرية ذاتية الحكم- الانفصال عن جمهورية أذربيجان, التى كانت ضمن الاتحاد السوفياتى السابق آنذاك. وتدخلت أرمينيا عسكريا لدعم الانفصاليين الأرمن فى الإقليم, وتسبب هذا الصراع فى سقوط نحو ثلاثين ألف شخص، ونزوح مئات آلاف الأشخاص, غالبيتهم من الأذريين. ورغم التوقيع عام 1994 على اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنه لم يوقع أى اتفاق سلام. ولم يحل اتفاق وقف إطلاق النار أيضا قضية انتماء الإقليم , الذى تسكنه أغلبية أرمينية, ويقع ضمن حدود أذربيجان. وتعتبر المعارك الأخيرة هى الأخطر بين باكو ويريفان منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.