هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. هل توافق على بيع حقوق البث التليفزيوني لمباريات الدوري المصري لشركة ليست مصرية لمدة خمس سنوات مقابل مليار جنيه، على أن يبقى من حق التليفزيون المصري عرض مباريات الدوري أرضيا فقط؟! وهذا بالمناسبة ليس سؤالا افتراضيا وإنما هناك عرض حقيقي بذلك لدى اتحاد الكرة وأمام اللجنة السباعية التي تمثل أندية الدوري الممتاز.. وأطرح هذا السؤال الآن لأقوم بما لن يقوم به اتحاد الكرة واللجنة الممثلة للأندية.. أخرج بالأمر من القاعات مغلقة الأبواب إلى الهواء الطلق وأدعو كل الناس للفكر والمشاركة.. فهي المرة الأولى من نوعها وليست لدينا سوابق في هذا الأمر نستند إليها، وبالتالي يحق لكل الناس أن يكون لهم رأي ومكان وجزء من القرار.. ولا تتخيلوا أنه سؤال تسهل إجابته، سواء كانت تلك الإجابة لا أو نعم.. فكلمة لا هنا.. تعنى باختصار رفض مليار جنيه للأندية المصرية في السنوات الخمس المقبلة.. وبعد خصم نسبة العشرة بالمائة لاتحاد الكرة.. تبقى تسعمائة مليون جنيه.. ومن المؤكد أن أنديتنا كلها، بما فيها الأهلي والزمالك، في أمسّ الحاجة لكل هذه الملايين.. فإن رفضنا هذا المبلغ، لن يبقى من حقنا مطالبة أنديتنا بالكف عن شكاوى الفقر والحاجة أو نفتش داخلها عن أي تطوير.. أو نبقى نملأ الدنيا صراخا عن الأندية الشعبية التي تموت في مواجهة طغيان أندية الوزارات والهيئات، التي فيما يبدو لن تختفي حتى بعد ثورة يناير.. هذا إلى جانب أن المائة مليون جنيه التي سيتقاضاها اتحاد الكرة -وفي حال عدم سرقتها وتحويل مسارها لجيوب البعض وليس خزانة الاتحاد- ستنهي أزمات مستحقات الحكام وتوفير مستلزمات أساسية لملاعب الدوري أمنيا وطبيا وإنسانيا.. وقد يختار كثيرون أن يقولوا "لا"، لأن الشركة التي ستشتري ليست مصرية، ويرى هؤلاء أنه لا يليق بيع الدورى المصري لمن هو ليس مصريا، أما الإجابة ب"نعم".. فهي تعنى كل هذه الملايين لأندية الكرة واتحادها.. ولكن ينبغي علينا الاتفاق أولا على الثمن الذي سندفعه كلنا لكلمة "نعم".. صحيح أن التليفزيون المصري سيبقى يذيع المباريات أرضيا حتى يهدأ كل الذين لايزالون يرون الكرة ليست أقل أهمية من رغيف الخبز.. ولكن لن يبقى من حق بقية الفضائيات المصرية إذاعة هذا الدوري، سواء المصرية أو مودرن أو الحياة أو دريم أو قناة الأهلي.. وهناك من لن يرضيه ذلك.. وهي بالمناسبة فرصة لأن نحترم دائماً الرأي الآخر دون تسفيه أو سخرية.. فليس كل الذين سيدافعون عن هذه الفضائيات واستثماراتها هم أصحاب منافع ومصلحة مباشرة.. وليس صحيحا أن كل من يخالفنا في الرأي هو بالضرورة جاهل أو فاسد أو ميت الضمير أو صاحب مصلحة.. فهي في النهاية آراء قد تتوافق أو تتعارض.. ولا أحد منا بمفرده يمتلك أو يحتكر اليقين، ليكون دائما رأيه فقط هو الحق والصواب.. كما أننا يجب أن ننتبه إلى أن هذه الشركة متعددة الأصول والجنسيات، التي ستدفع مليار جنيه.. لن تقدم هذا المبلغ الضخم على سبيل المنحة أو الهبة.. وإنما ستكون لها حقوق لابد من احترامها، وبالتالي سيصبح الدوري المصري منتظما ومحدد البدايات والمواعيد رغم أنف الجميع.. لا مجال في تنظيمه وإدارته لأي مصالح أو أهواء شخصية.. وهو ما يعني معاودة النظر في تشكيل واستقلالية لجنتي المسابقات والحكام، ووضع ضوابط صارمة وعادلة ودائمة بلا مجاملات أو استثناءات.. ولن يجوز تأجيل أو ترحيل مباريات الدوري لأي سبب أو مبرر غير الظروف القهرية.. فلا يوجد ناد يطلب التأجيل لأنه يستعد لمباراة إفريقية مهمة ولا أي مدرب للمنتخب من حقه طلب إيقاف الدوري من أجل معسكرات إعداد أو رحلات ترفيهية خارج مصر.. والأهم من ذلك هو تأسيس رابطة أندية الدوري الممتاز ووضع لوائحها ونظمها، والاتفاق على نسب توزيع عوائد البث بعدالة وحكمة ومنطق.. وهكذا ترون أنه ليس من السهل إجابة هذا السؤال، الذي بدأت به الكتابة.. والآن أنتظر إجاباتكم. *