لم يكن النظام الفاسد الذي نادى جموع المصريين بإسقاطه هو مبارك فقط الذي سقط بالفعل، ولم يكن فقط أحمد عز والعادلي وجرانة وغيرهم من الذين سقطوا، ولم يكن فقط أيضا الشريف وسرور وعزمي وغيرهم من الذين لا نعرف أين هم الآن.. لقد كان النظام الذي نادينا بإسقاطه هو الفساد بكل صوره وأشكاله.. كان الفساد كبيرا.. انتشر في كل مكان.. تغلغل في كل ربوع مصر، وها نحن نسقط رءوسه فقط، أما الأذناب والذيول فمازالت موجودة تنتظر الفرصة لتعود من جديد وتنقض علينا وعلى مصرنا، معتقدين أن بإمكانهم إعادة الحال إلى ما كان عليه، والعودة بعقارب الساعة إلى الوراء، وتحديدا إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير.. إن كل مؤسسة وكل هيئة وكل شركة وكل اتحاد رياضي وكل ناد وكل شارع وكل مدرسة وكل جامعة، كلها بها مبارك؛ مبارك بنظامه الفاسد الطاغي الذي اعتصر مصر قدر استطاعته، ولكنها ووسط لحظات ضعفها استفاقت لتنقض عليه وعلى نظامه، وتكيل له الضربة تلو الأخرى.. فإلى هؤلاء الذي يعتقدون أنهم بعيدون عنا، وأنا لا نلتفت لهم الآن، وإلى هؤلاء الذين يعتقدون أن بإمكانهم خداعنا والعودة من جديد إلى الساحة، وإلى كل مبارك في كل مكان: أنتم كلكم مبارك، ومبارك قد سقط، وأنتم أيضا ستسقطون، فلا تحاولوا.. ستكون نهايتكم حتمية وقريبة.. إلى كل مبارك أقول: هل كنت أقوى منه؟ هل كنت تملك ما ملك من سلطة ونفوذ وطغيان وجبروت؟ هل لديك ذرة من خيلائه وكبريائه وغروره بسلطانه؟ بالطبع لا، وها هو قد سقط، ولهذا فأنتم جميعا ساقطون.. أنتم جميعا ستسقطون.. وسيظل المصريون الحقيقيون الآملون الحالمون الطامحون لأن يأخذوا بلدهم بالأحضان ويرتفعوا به إلى مكانته التي يستحقها.. أنتم جميعا ستسقطون، وستبقى مصر، وإذا كان لديكم ذرة من شك، فلتنظروا إلى أنفسكم في المرآة، وستجدون جميعا أنكم كلكم مبارك.. ومبارك قد سقط..