عقب قرار المحكمة الإدارية العليا بقبول الطعن المقدم من ممدوح عباس الرئيس السابق ضد الحكم بحل مجلسه وتحويل القضية إلى الدائرة المختصة بالطعون للبت في الأمر يوم 26 مارس المقبل.. بدأت تشتعل حرب جديدة داخل القلعة البيضاء ولكنها هذه المرة من نوع مختلف؛ حيث لم يكن طرفاها الخصمان اللدودان (عباس/ مرتضى) ولم يكن القضاء ساحة المعركة فيها.. ففي هذه المرة كانت الحرب بين أنصار الطرفين وعن طريق استخدام سلاح جديد هو نسخ وتوزيع المنشورات المسيئة للطرف الآخر. فأنصار عباس عكفوا على كتابة المنشورات التي تظهر فضل رئيس النادي السابق على القلعة البيضاء، وقيامه بصرف 100 مليون جنيه -على حد تعبيرهم- على النادي من أجل عودة المجد له، كما أنهم لم يخفوا معلومة أن الزمالك مدين لعباس بأكثر من 20 مليون وتأكيدهم أن رجل الأعمال صاحب القلب العاشق للأبيض سيغلق صفحة الديون في حالة عودته لكرسي الرئاسة مرة أخرى. كما لوح عباس نفسه بقدرته على دعم تمويل صفقة ميدو بمليون جنيه لينضم النجم المصري إلى صفوف القلعة البيضاء، بالإضافة إلى تشديده على أنه قادر على إكمال مسيرة عطائه للزمالك مهما كانت الظروف. كلها محاولات من فريق عباس إلى محاولة استقطاب أعضاء الجمعية العمومية والحصول على رضاهم تمهيدا للانتخابات المقبلة على رئاسة نادي الزمالك. وعلى الجانب الآخر.. لم يقف أنصار مرتضى منصور مكتوفي الأيدي بل قاموا باللجوء بدورهم إلى استخدام السلاح نفسه، إذ قاموا بكتابة منشورات وتوزيعها داخل النادي لتظهر -على حد تعبيرهم- فساد ممدوح عباس وأنصاره. ولعل أهم ما جاء في منشورات المنصوريين اتهامهم عباس بتبديد الأموال عن طريق صرف المبالغ المالية الضخمة على لاعبين ومدربين جاءوا للنادي وهربوا منه دون أن يقدموا له شيئا يذكر في إشارة إلى اللاعب الغاني أجوجو والمدير الفني الفرنسي هنري ميشيل، كما شدد المنصوريون في ادعاءاتهم على أن النادي قد تعرض لعملية تخريب واسعة أثناء فترة رئاسة عباس، فضلا عن اعتماد المذكور على البلطجية وقطاع الطرق -على حد وصفهم-. وركزت أيضا المنشورات على حكم المحكمة الذي قضى بحل مجلس عباس بسبب وجود مخالفات في الانتخابات السابقة للنادي، وأخذوا يكررون "كيف يكون رئيس نادي الزمالك العريق شخصاً جاء بالتزوير".. واهتم المنصوريون في حربهم على إظهار حسنات مرتضى بتعديد الإنجازات التي حققها أثناء فترة جلوسه على كرسي الحكم، ووعدوا أعضاء الجمعية العمومية بالمزيد من النجاحات في حالة عودة مرتضى إلى الرئاسة مرة أخرى. ومن الواضح أن هذه الحرب قد بدأت مبكرا لكنها لن تنتهي سريعا فالطريق مازال طويلا بين الخصمين سواء أمام القضاء أو في ساحة انتخابات النادي القادمة والتي من المتوقع أن تكون الأشد والأشرس في تاريخ النادي. ويأتي كل هذا الكم من الخلافات في الوقت الذي تحتفل فيه القلعة البيضاء بمرور مائة عام على إنشائها، وانشغال بال جميع الزملكاوية بظهور الاحتفالات بالشكل الذي يليق بناد عريق مثل الزمالك.. ولذلك يبقى السؤال هل تؤثر خلافات مرتضى وعباس على شكل احتفالية النادي؟؟. ولا يخفى على الجميع معاناة الزمالك المادية ووقوف ذلك أمام مسيرة الفرق الرياضية في تحقيق المراد بحصد البطولات المختلفة، لذا لجأت الإدارة إلى اتباع سياسة تلقي الدعم الخارجي للخروج بالنادي من النفق المظلم، وفي ظل الحرب الدائرة سيكون كل طرف سواء مرتضى أو عباس على استعداد تام لتقديم الدعم القوي للنادي من أجل إمالة الكافة تجاهه وحسم المعركة قبل أن تبدأ.. لذا يظهر على السطح سؤال آخر هل الزمالك مستفيد من الصراع بين عباس ومرتضى؟؟