كنا أشدنا بحسام حسن لأنه أصبح يتحكم في أعصابه، وقلت أكثر من مرة إن اللاعب والمدرب والمسئول عليهم أن يكونوا قدوة في سلوكهم وفي تصريحاتهم.. لكن انفلات أعصاب حسام حسن في مباراة أصفهان وعدم إكمالها، لا يبرره خوفه على لاعبيه من الإصابات، فمن واقع ما قرأته أنه اقتحم أرض الملعب محاولا الاعتراض على الحكم.. وهو سلوك غير محمود.. ويوم قال حسام حسن إن الزمالك كان ميتا قبل توليه المسئولية وجدت في تلك الكلمات غرورا، وتجاوزا أو سوء تعبير، على الرغم من أنه كان ساحرا في إنقاذ الفريق بالفعل، وقد وجدتها جملة صادمة، حتى لو قبلها بعض جمهوره.. ومرارا طلبنا من الناجحين الانحناء لنجاحهم وللناس.. فهم الذين يصنعون النجوم بهذا الحب الجارف، وبهذا الإيمان الصادق.. لكن هل تلك النجومية تعنى أن يكون حب الناس حصانة للانفلات؟ لا يحصن الانفلات أحدا على الإطلاق.. وأعود وأطالب حسام حسن بالعودة إلى هدوء الأعصاب، وأن يحسب كل كلمة وتصرف، وأن يحاسب نفسه ويراجعها فيما يقول.. وأن يكون حريصا كل يوم على كسب المزيد من المعجبين والمؤيدين، وأن يدرك جيدا أن خسارة شخص واحد تمثل خسارة كبيرة.. لماذا لا يعي كثير من النجوم قيمة التواضع.. ولماذا يظنون أن التواضع ضعف، وهو قوة وثقافة وتحضر؟!
ظهر أحمد بلال مع المنتخب.. وكان فريق سموحة هو جسر بلال إلى الفريق الوطني، بعد تسجيله خمسة أهداف ودخوله ضمن قائمة هدافي المسابقة.. كيف يتألق بلال مع سموحة، ويخفق مع الأهلي؟ لأنه في سموحة حصل على فرص حقيقية بلا ضغوط تكبل القدمين والعقل، فكان يمنح دقائق في الأهلي، ويحاسب فنيا ومعنويا لأنه لم يسجل.. هنا علينا أن نراجع جيدا مفهوم الفرصة التي تمنح للاعب.. وهنا أيضا نؤكد الفوائد الفنية لتلك الدورة والتي جناها المنتخب على الرغم من ضعف المنتخبات المشاركة؟
أذكر يوم فوز منتخب الناشئين على السنغال في بطولة الأمم الإفريقية بهدفين مقابل لا شيء أن الصحافة والإعلام والبرامج الرياضية تعاملت مع النتيجة على أنها انتصار عظيم ومبهر، ويساوي الفوز بكأس الأمم من أول مباراة.. راجعوا ما قيل وماذا كانت الآراء بعد الخسارة أمام بوركينا فاسو.. فالأسود الذين كانوا أمام السنغال أصبحوا فضيحة بعد الهزيمة من بوركينا فاسو.. نحن لا نريد أن نفهم أبدا أن المبالغة وتضخيم الفوز العادي أو الخسارة العادية أو الحدث البسيط وراء عدم تصديق الناس لما يكتب أو ما يقال في كثير من وسائل الإعلام.. ومن ذلك بالمناسبة هذا الحديث الذي لا يصدقه أحد عن جريان وفيضان مياه نهرنا الخالد لأننا نظمنا دورة حوض النيل.. إذن إذا كانت مباريات الكرة قادرة على حل المشكلات الدولية فأنتم قريبا على موعد مع دورة حوض البحر الأبيض.. ودورة حوض البحر الميت.. ولاحول ولاقوة إلا بالله؟!