ظلم الاتحاد المصري لكرة القدم مسمى "البطولة" عندما أطلقها على منافسات حوض النيل.. هي دورة رمضانية سيئة الصنع رديئة الجودة.. يقولون إنها بطولة مهمة.. عظيم، أعلم أن الأهمية تظهر في التنظيم لكن والشهادة لله لم أرَ في حياتي تخبطا بهذا الشكل.. فاللجنة المنظمة تغير صباح كل يوم ملعب المباراة.. فينقل من استاد الكلية الحربية إلى المقاولون العرب، ومن المقاولون إلى اتحاد الشرطة.. والإجابة؟؟ إيه المشكلة.. الأتوبيس موجود والسواق بتاعنا وعلى رنات!!! لم أرَ في حياتي فرقا دولية –ولا حتى محلية درجة تالتة- تجري عملية الإحماء أمام غرف الملابس على -البلاط- لأن الإخوة المنظمين لم يقدروا جيدا وقت حفل الافتتاح وبالتالي لا يجوز للاعبين أن يجروا في الملعب بينما الاحتفالات قائمة.. وأسألوا الكابتن حمادة صدقي الذي طلب من الإعلاميين إخلاء المنطقة الواقعة أمام غرفة الملابس وهو يبتسم ابتسامة سخرية وتهكم وكأنه مكسوف مما يحدث. لا أعرف سببا وحيدا وواحدا ومتوحدا يدفعنا لتنظيم بطولة نريد أن نقول من خلالها "هم لاقيين.. مش كفاية عليهم الأكل والشرب والانتقالات"، وكأننا نجبي على هذه الدول التي وافقت أن تشارك في هذه المنافسة.. وحسب معلوماتي احنا اللي عايزين ولو مش لأبعاد سياسية ومهمة بالنسبة للبلد دي فعلى الأقل علشان نثبت إننا قادرين على تنظيم أي حدث رياضي، لكن للأسف شوية مباريات بلا طعم ولا لون ولا رائحة. لا نتحدث عن المستوى الفني.. الطبيعة الجغرافية تشير إلى أن دول حوض النيل ليست البرازيل ولا الأرجنتين ولا إسبانيا بالتأكيد.. نعرف من البداية أننا نواجه منتخبات أوغندا وتنزانيا وبروندي والكونغو الديمقراطية، ومستوياتها معروفة للكل، ولكن إذا كنا ندعم علاقتنا بدول حوض النيل فلنضحِ بالمستويات الفنية، لا أن نضحي بشكلنا وهيبتنا وإمكانياتنا، نظمنا البطولة من أجل مستقبل المياه.. ولكنهم إذا قطعوها.. فاللوم على اتحاد الكرة والإخوة المنظمين لهذه البطولة الكاريكاتيرية. الحقيقة أنه وبخلاف الإمكانيات الجبارة المتمثلة في أتوبيس بسواقه وكارنيه بشريطة زرقا مكتوب عليه اسم البطولة -يستطيع كل فريق أن يرتديه في عنقه بسهولة ويسر- لا توجد حسنة وحيدة للجنة المنظمة.. وهو ما يدفعك لمصمصة شفايفك وأنت تتابع كأس أمم آسيا -تنظمه قطر بالمناسبة-.. فرحان؟ آه.. سعيد؟ جدا.. بس مكسوف.. بقينا في آخر الصف وكل أما ربنا يدينا فرصة نأكد ونثبت للجميع أن صفر المونديال كان قليل علينا.. ولو فيه تقييم بالسالب كنا سنستحقه بجدارة. نحن بحاجة إلى أمانة في كل شيء من الجميع ومن غير فذلكة وببساطة شديدة كده نقلع -بضم النون مش بفتحها أحسن تبقى مصيبة- تماما عن تنظيم أي بطولة في الكون مهما كان حجمها إلا إذا كانت كل أدوات النجاح متوفرة، وبلاش نعمل زي الحصان اللي عاوز ينضرب بالنار.. عارف إنه بيعرج وفاكر نفسه هيكسب السباق. أحيانا مش عيب خالص.. نروح نسأل اللي بينظموا بطولات محترمة.. إنتم بتعملوا كده ازاي؟؟ الريادة والحضارة.. الفراعنة والجو ده.. لازم نسيبه لكتب التاريخ، عمره ما هيتنسي.. وندور بقى على الجديد واللي يعمل اسم وتاريخ مضاف لتاريخنا العريق. النقاط كثيرة وطويلة.. لكن الاستهتار أيضا أكبر والإهمال أعم وأشمل.. ولا يوجد تفسير وحيد لهذه النسخة السيئة من دورة حوض النيل إلا أن السادة أعضاء الاتحاد لديهم رغبة أكيدة في عدم تكرارها مرة أخرى.. "حرمتوا ولا لأ"؟