فى بورسعيد.. وبعد فوز منتخب الشباب على السنغال والتأهل لنهائيات الأمم الأفريقية.. جرى التصريح والتلميح والإشارة إلى أن مصطفى يونس، المدير الفنى لمنتخب الشباب سيتم استثناؤه من قرار اتحاد الكرة بعدم جواز الجمع بين العمل الإعلامى وتدريب أى من المنتخبات القومية الكروية.. لأن هذه هى رغبة علاء مبارك كمكافأة للرجل الذى قاد شباب مصر لتحقيق هذا الانتصار الكبير.. وبالتالى يتم حسم الأمر نهائياً، ويتم إغلاق هذا الملف دون أسئلة مزعجة أو محرجة من الصحفيين المشاغبين أصحاب الألسنة الطويلة الذين سيرفضون أى استثناء لأى قانون.. فالقرار ليس قرار اتحاد الكرة أو سمير زاهر.. واستثناء مصطفى يونس لم يكن نتيجة فوضى وعبث ومجاملات وحسابات عشوائية فى الجبلاية.. إنما هو رغبة رئاسية لابد من طاعتها واحترامها.. وعلى الرغم من أننى لا أتعامل مع ما يقوله أو يريده أو يطلبه علاء مبارك باعتباره رغبة رئاسية، حيث إن لمصر رئيس واحد ليس هو علاء مبارك، وعلى الرغم أيضا من أننى من الفريق الذى لا يتعامل مع الرغبات الرئاسية باعتبارها نصوصاً مقدسة لا تقبل المراجعة والنقد وعدم الاقتناع أو عدم الطاعة.. فإن المشكلة هنا هى علاء مبارك نفسه.. لأننى أثق تماماً فى أن علاء مبارك لم يطلب استثناء مصطفى يونس أو أى أحد آخر من أى قرار أو قاعدة أو قانون.. وأتخيل أن علاء مبارك ذهب إلى بورسعيد فقط لتشجيع منتخب مصر للشباب كأى مواطن من الآلاف الذين كانوا هناك فى استاد بورسعيد يشجعون شباب مصر.. ولست هنا أدافع عن علاء مبارك.. فأنا واحد من الذين لا يصلحون إطلاقا لمثل هذه المهمة.. ولا يناسبهم هذا الدور.. لا هم يريدونه ولا هم يقدرون عليه، حتى إن أرادوا طمعا فى مكاسبه ومغانمه.. إنما فقط أريد التوقف أمام هذه الظاهرة الرياضية الجديدة فى بلادنا.. ظاهرة الذين يجيدون الحديث نيابة عن علاء.. أو جمال مبارك.. والزج بعلاء أو جمال فى أى قرار أو اختيار كروى.. فهذا المدرب تم التجديد له لأنها رغبة علاء.. وهذا اللاعب تم العفو عنه لأنها رغبة علاء.. وهذا القرار صدر لأن علاء مبارك يريد ذلك.. وفى نظام سياسى مهترئ كما هو النظام الحالى فى بلادنا، فإن مجرد التلويح باسم علاء مبارك يجعل الكل يسكت ويطيع دون أى مناقشة أو حتى محاولة للفهم والاعتراض.. وأنا هنا أعتب على علاء مبارك الذى لم يتدخل ليحسم هذا الأمر مرة واحدة ونهائية.. ويؤكد، بشكل واضح وقاطع، أنه يرفض كل هؤلاء الذين يتحدثون باسمه أو يستخدمون اسمه لتمرير ما يريدونه هم وليس علاء مبارك.. وعلى سبيل المثال، كان وجود علاء مبارك فى مقاعد الجمهور باستاد بورسعيد ثم فى غرفة لاعبى المنتخب عقب الانتصار والتأهل الأفريقى، فرصة للاتجار بعلاء مبارك على جميع المستويات.. المدرب الذى يريد الاستثناء.. رجال الاتحاد الذين يريدون المساندة الرئاسية وسط عواصف غاضبة.. المرشح البرلمانى الذى أراد حضور علاء مبارك ليصبح بمثابة اعتراف رسمى بمساندة الدولة له فى الانتخابات.. وفى اختصار، مصر الكروية كلها فى مدينة بورسعيد فقط.. كل منهم كان يغنى على ليلاه.. ولكل منهم كانت أجندته وحساباته الخاصة ومكاسبه أيضا.. وعلاء مبارك بالفعل لا علاقة له بكل هذا.. والدليل أن سمير زاهر عاد أمس الأول فقط ليقول إنه لم يستثن مصطفى يونس من قرار اتحاد الكرة.. وأن هذا القرار سارٍ على كل المدربين بمن فيهم مصطفى يونس وأى أحد آخر.. وهذه هى شهادة البراءة لعلاء مبارك.. فلو كان استثناء مصطفى يونس هو أصلا رغبة لعلاء مبارك أو طلب منه، لما كان تراجع سمير زاهر مطلقا عن الالتزام به.. ولو كان استثناء مصطفى هو قرار علاء مبارك بالفعل، لما كان حسن شحاتة وأعضاء جهازه الفنى اعترضوا عليه وطلبوا من زاهر العدل والمساواة.