.. المصري اليوم 30 أكتوبر من المؤكد أننا.. منذ انفتاحنا المعلوماتى والحياتى الكروى على الشمال الأوروبى عبر شبكة الإنترنت وشاشات الفضائيات الغريبة والبعيدة.. بدأنا استيراد واقتباس وتعلم ونقل الكثير من طقوس ومظاهر الكرة الأوروبية إلى مصر.. الألتراس أنفسهم كانوا أحد تلك الاقتباسات الأوروبية مع مظاهر وقواعد ومعان للتشجيع وتأكيد الانتماء الكروى لا أول لها ولا آخر.. هذا غير أمور أخرى فى مجالات أخرى كلها تخص كرة القدم سواء داخل الملعب أو فى المدرجات أو أمام الشاشات.. إلا الكتابة عن كرة القدم حين يمارسها أهل كرة القدم.. فلم نر حتى الآن مدربا أو لاعبا.. حاليا أو سابقا.. تستهويه فكرة أن يصيغ تجربته مع الكرة ومع الحياة فى كتاب يقدمه للناس.. ولست أقصد تلك الكتب الساذجة التى فاضت بها سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى عن مشاوير النجوم وأين ترعرعوا وعدد مبارياتهم وأهدافهم وبعض أو كثير من الصور التى لا معنى لها أو قيمة.. ومع احترامى لأصحاب تلك الكتب ولمن صاغها إلا أنها اختفت فور صدورها لأنها لم تكن كتبا حقيقية تحمل أى رؤية تهم الناس.. وكنت أتخيل أنه مع هذا الانفتاح الكروى العميق والدائم على الشمال.. سنجد هوى الكتابة والولع بالحكايات سينتاب نجوم اللعبة ورموزها فى بلدى.. لكن أبدا.. ففى حين أملك فى مكتبتى الصغيرة كتبا جميلة تحمل أسماء أليكس فيرجسون وجوزيه مورينيو وبوبى شارلتون.. لا أملك أى كتاب يحكى فيه محمود الجوهرى حكايته ومشواره.. أو كتاباً يطرح فيه حسن شحاتة تفاصيل وأسرار مشاعره وحساباته ومخاوفه ومطامعه فى ثلاث بطولات أمم أفريقية أو حتى نقاط التحول فى حياته من نجم رائع وشهير إلى مدرب أقاليم إلى المدرب الأحسن والأشهر فى كل أفريقيا.. أما اللاعب الأرجنتينى.. خوان بابلو سورين.. فقد قدم للعالم كتابا جميلا عن حكاية أجمل.. فقد عاد النجم الكبير إلى الوطن.. وبالتحديد إلى قرية بامبا دى لوس جواناكوس.. ليسهم مع عشرات الشبان صغار السن فى بناء مدرسة ومستشفى.. وهى تجربة جسدها كتاب سورين الذى سماه «الصبيان الكبار».. وطول الوقت أنظر لهذا الكتاب وأتخيله كتابا مصريا يحمل اسم أبوتريكة.. سواء وهو يبنى مدرسة أو مستشفى فى قريته الفقيرة أو حكاياته وأيامه مع الصغار المصابين بالسرطان فى مستشفى الأطفال.. وإذا كان حارس المرمى الألمانى الشهير جدا.. «أوليفر كان» قد قدم ثلاثة كتب.. أولها بعنوان «الرقم واحد».. ثم «النجاح يأتى من الداخل».. ثم «كيف تحصل على ما تريد».. فإن عصام الحضرى فى مصر.. بحياته الدرامية الساخنة الحافلة بالمفاجآت والانتصار والانكسار من دمياط إلى الأهلى إلى سيون إلى الإسماعيلى إلى الزمالك.. تستحق أكثر من كتاب.. وسيكون الكتاب ممتعا وساحرا لو التزم الحضرى الصدق وهو يروى كل التفاصيل التى سيهتم كل الناس بمعرفتها عن ابن دمياط الفقير الموهوب الذى أصبح الحارس الأفضل فى أفريقيا وفى كل تاريخ الكرة المصرية.. وأتخيل نفس هذه الكتب فى مكتبتى تحمل أسماء الخطيب وفاروق جعفر وطاهر أبوزيد وشوقى غريب وحسام حسن وعمرو زكى ومحمد بركات وأيضا إبراهيم سعيد وشيكابالا.. فكل منهم ألف حكاية تستحق أن تروى وأن يعرفها الناس بتفاصيلها وخوافيها.. وفى النهاية.. أتمنى أن يقتنع نجومنا بأن حياتهم تستحق روايتها فى كتب.. وأنهم أسعدوا الناس دوما بأقدامهم ورؤوسهم.. والآن يمكن أن يسعدوا الناس أيضا بأصابعهم.. بالكتابة بحروف كرة القدم.