تمر علينا كل يوم حوادث كثيرة تؤلمنا، كان آخرها مصرع 5 لاعبين جزائريين غرقا قرب السواحل الإسبانية، في هجرة غير شرعية. حيث قام عدد من لاعبي فريق مولودية حجاج الجزائري بدفع نحو 70 ألف دينار جزائري من أجل السفر إلى إسبانيا لتحقيق حلم الاحتراف في الأندية الأوربية ولتأمين مستقبلهم الكروي، إلا أنهم فوجئوا بقائد المركب يأمرهم بالسباحة في المسافة الفاصلة بين مكان تواجد المركب والسواحل الإسبانية، الأمر الذي أدى في النهاية إلى وفاة خمسة لاعبين، والقبض على الآخرين. هكذا دفع هؤلاء اللاعبين حياتهم ثمنا لتحقيق حلمهم الذي ظل يراودهم وهو الاحتراف في أوربا. ما بالك عزيزي القارئ؛ بلاعبين آخرين تأتي لهم فرص سهلة للاحتراف في أندية أوربية، ويذهبوا إلى هناك ويعودون سريعا إلى وطنهم مرة أخرى بحجج كثيرة، ولكن في النهاية يطلق عليها "الفشل" لا شئ سواه. نعم هم اللاعبون المصريون؛ الذين تركوا سمعة سيئة عن اللاعب المصري في أوربا الذي يفشل سريعا في الاحتراف إلا القليل.
ستيف بروس يصف "عمرو زكي" باللاعب الأناني وغير الملتزم الأمثلة كثيرة فها هو "عماد متعب" نجم النادي الأهلي يتعاقد مع فريق ستاندر لياج البلجيكي، ولكنه سرعان ما يقرر العودة إلى مصر دون أن يخوض أي مباراة رسمية مع فريقه الجديد، لتخرج بعدها الصحف البلجيكية وتهاجم اللاعب ويتعرض لحملة شرسة بسبب هروبه. وها هو "عمرو زكي" نجم الزمالك يتألق مع فريق ويجان الإنجليزي ويسجل 10 أهداف مع فريقه، ثم يبدأ مستواه في التراجع ويرفض مسئولي ويجان التعاقد معه، ليعود "زكي" من جديد إلى نادي الزمالك، ورغم إعارته مجددا لفريق هال سيتي إلا أنه لم يحقق أي جديد مع الفريق ليعود إلى الدوري المصري مجددا. ويخرج بعدها "ستيف بروس" المدير الفني وقتها لفريق ويجان ويهاجم "زكي" قائلا: "إنه لاعب أناني وعنيد، ولا يلتزم مع النادي الذي يلعب له". حلم الاحتراف يراود "الحضري" لكنه دائما ما يفرط فيه ولا تتوقف حكايات اللاعبين المصريين عند هذا الحد فها هو أفضل حارس في إفريقيا "عصام الحضري" يترك الأهلي ويهرب إلى سويسرا للانضمام لصفوف نادي سيون السويسري، حتى يحقق حلمه في الاحتراف بالملاعب الأوربية على حد قوله، ولكنه يعود سريعا إلى القاهرة ويتخلى عن حلمه الذي ضحى من أجله بالكثير ليبدأ مسلسل جديد مع أندية مصرية، ثم الانتقال للمريخ السوداني لنفس السبب وهو الاحتراف ولكنه يعاود المسلسل من جديد ويرفض اللعب في صفوف الفريق السوداني. وكذلك "أحمد فتحي" عندما احترف في صفوف شيفيلد الإنجليزي، و"حسني عبد ربه" عندما انضم لصفوف ستراسبورج الفرنسي، و"محمد شوقي" مع ميدلزبره الإنجليزي، وغيرهم. مدرب روما أكد أن "ميدو" ترك انطباعا سيئا عن اللاعبين المصريين ومن ينسى "حسام غالي" نجم النادي الأهلي الحالي عندما تألق مع فريق فينورد الهولندي، لينضم بعدها إلى توتنهام الإنجليزي أحد أعرق الأندية الإنجليزية، ويتألق معه ويتوقع البعض انتقاله لأحد الفرق الأربعة الكبار بإنجلترا، إلا أنه يكتب نهاية مسيرته الاحترافية مع الفريق بيده عندما يقوم بإلقاء قميص النادي عقب استبداله في إحدى المباريات، ليقابل بصافرات استهجان من الجماهير بعدها. وها هو "أحمد حسام ميدو" نجم الزمالك الحالي الذي قضى سنوات كثيرة في الاحتراف، ولكنه أخطأ كثيرا عندما تنقل إلى أكثر من نادي دون استقرار ليقرر في النهاية العودة إلى مصر. ومن الغريب أن "ميدو" رغم الشهرة التي حققها في أوربا إلى أنه ترك انطباعا سيئا عن اللاعب المصري، حين قال عنه مدربه في روما الإيطالي: "ميدو عندما لعب في روما ترك انطباعا سيئا عن اللاعبين المصريين، ولذلك نحن نبتعد عن التعاقد مع لاعبين مصريين". شوقي عاد إلى الأهلي بعد رحلة احتراف لم تدم طويلا في الملاعب الإنجليزية ورغم ذلك نجح بعض اللاعبين المصريين في ترك انطباع جيد عن اللاعبين المصريين في أوربا يأتي في مقدمتهم "هاني رمزي" و"أحمد حسن" و"محمد زيدان"، ولكن يبقى عدد المحترفين المصريين بأوربا قليل للغاية بالمقارنة مع اللاعبين العرب والأفارقة. في النهاية تبدو الأسباب وراء قلة المحترفين المصريين في الملاعب الأوربية واضحة للجميع، يأتي في مقدمتها عدم وجود الإصرار والإرادة لدى اللاعبين أنفسهم والتي تؤهلهم للالتحاق بالأندية الكبيرة. وكذلك مغالاة الأندية المصرية في مطالبها المادية من أجل الموافقة على احتراف لاعبيها، وهذا أيضا يؤدي إلى ابتعاد الاندية الأوربية عن التعاقد مع اللاعبين المصريين. وأخيرا وكلاء اللاعبين الذين يقع عليهم دور كبير في فشل احتراف العديد من اللاعبين المصريين، بسبب عدم وجود الخبرة الكافية لديهم للتعامل مع الأندية. وسيبقى ملف المحترفين المصريين في أوربا أمرا مثيرا للتساؤلات، بسبب قلتهم وعدم استمراريتهم خارج مصر لفترة طويلة. *