بمجرد أن يحمل لاعب الرقم عشرة يحمل اللاعب بشكل تلقائي مسؤولية وعبء الفريق ككل، لأن هذا اللاعب يعتبر النجم الأول للفريق أو على الأقل اللاعب الأكثر الأهمية لأسلوب وطريقة اللعب حيث ارتبط هذا الرقم الكبير باللاعب الفنان والمبدع والذي يقود الفريق في أرضية الملعب بتمريراته وتسييره للكرة بحيث يصبح قائداً حتى ولو لم يحمل الشارة. رقم عشرة الحقيقي كثيرون هم اللاعبون الذين صنعوا تاريخ الرقم عشرة ، أبرزهم بطبيعة الحال بيليه الذي كان أول من حمله، ومن بعده جاء الكثير من الأساطير أمثال بلاتيني وزيدان ورنالدينيو وباجيو وحتماً دييجو أرماندو مارادونا، وآخر هؤلاء اللاعبين من وجهة نظر كثير من المتابعين كان النجم الأرجنتيني خوان رومان ريكيلمي الذي اعتزل بالأمس آخر لاعب رقم عشرة حقيقي لعب في مركز الارتكاز على اعتبار أن من حملوا الرقم بعده وآخرهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كانوا مزيجاً بين صانع الألعاب والجناح الهداف بسبب تغيير أساليب اللعب والاعتماد على الاجنحة أكثر وأسلوب المهاجم الوهمي التي انتشر بكثرة مع التفوق الكتالوني على العالم. البدايات ولد ريكيلمي في الرابع والعشرين من يونيو عام 1978، أي قبل يوم واحد فقط من إحراز بلاده لكأس العالم لكرة القدم التي جرت على أرضها مما يوحي أن قدره ارتبط بكرة القدم حتى قبل أن يفتح عينيه على هذه الدنيا بشكل صحيح، وبدأ اللعب مع العديد من الأندية المحلية قبل أن تتاح له الفرصة للعب مع أرجنتينوس جونيورز حيث وقع معه رسمياً عام 1992 ولعب في مركز الارتكاز الذي كان مركزه حتى آخر حياته، ونتيجة لموهبته الكبيرة سلّطت الأضواء عليه وبدأ تنافس ريفر بلات وبوكا جونيوز للحصول على خدماته،لكن إصرار مدرب بوكا جونيورز التاريخي كارلوس بيلاردو عليه جعله ينتقل مقابل 800 ألف دولار حيث لعب مع فريق الشباب. بوكا جونيورز مع البوكا لعب ريكلمي ستة أعوام كاملة من عام 1996 -2002 مابين شباب ورجال، وقد لعب أول مبارياته مع الفريق الأول عندما كان عمره 18 عاماً فقط حيث سجل أول أهدافه بعد ذلك بأسبوعين فقط ضد أتلتيكو هوراكان ، وبعد ستة أعوام ناجحة توجها بتسة ألقاب مختلفة بينها كأس الإنتر كونتننتال وكوباليبرتادورس عام 2000 بدأت رحلة ريكلمي الأوروبية بالانتقال إلى برشلونة ب 11 مليون يورو عام 2002. خطوة فياريال الفاصلة لم يحقق النجم الأرجنتيني الكثير من النجاحات مع النادي الكالوني عام 2002 لأن المدرب لويس فان خال لم يكن مقتنعاً به واعتبره تعاقداً سياسياً داخلياً وليس منه، وعلى هذا الأساس لم يقم بإشراكه كثيراً في الدوري ودوري الابطال واكتفى بإعطائه دوراً في الكأس،وعندما كان يشركه فذلك في مركز الجناح الذي لا يستطيع أن يبدع به لا من قريب ولا من بعيد، لكن هذه المعاناة للنجم الأرجنتيني وصلت للنهاية مع إعارته للفياريال. تحت قيادة المدرب مانويل بيليجريني عاش ريكيلمي أجمل أيامه حيث لعب 119 مسجلاً 52 هدفاً وصانعاً أضعافها للمهاجمين أمثال دييجو فورلان ليصبح هذا الفريق الصغير رقماً صعباً في اسبانيا جداً في اسبانيا وتصبح هزيمة الكبار برشلونة وريال مدريد أمراً عادياً بالنسبة له،وقمة هذا المجد كانت عام 2006 حيث حل الفريق رابعاً في اسبانيا والأهم وصوله إلى نصف نهائي الأبطال عام 2006 مبعداً فرقاً من زمرة مانشستر يونايتد قبل أن يخرج أمام الأرسنال نتيجة ركلة جزاء أهدرها ريكلمي نفسه وتصدى لها ينزليمان . العودة إلى الأرجنتين ما بعد هذا الموسم الأسطوري مع الغواصات الصفراء عانى ريكلمي من هبوط في المستوى أبعده معظم فترات بداية موسم 2006 -2007، ومع بقائه احتياطياً ازداد التوتر بينه وبين المدرب مانويل بيليجريني ليقبل بالإعارة لبوكا جونيورز حتى نهاية موسم 2007 قبل أن يتم يتم الانتقال بشكل نهائي مع بداية موسم 2007 -2008 إثر أخذ ورد وإعلان عن الانتقال لاتلتيكو مدريد وفشله في الدقائق الأخيرة، وقد لعب مع الفريق حتى نهاية العام 2014 حيث لعب 165 مباراة مسجلاً 35 هدفاً محرزاً معه كأس كوبا ليبرتادورس عام 2007 وكوبا سود أميريكانا عام 2008 وكأس الأرجنتين عام 2011 -2012 قبل أن ينتقل لناديه الأول أرجنتينوس جونيورز عام 2014 وينهي معه مسيرته بعد 15 لقاءً سجل خلالها ثلاثة أهداف. المسيرة الدولية ريكيلمي دولياً هو انتاج آخر من انتاجات المدرب الكبير للأرجنتين على صعيد الفئات العمرية خوسيه بيكرمان، ومعه فاز بكأس العالم للشباب عام 1997، أما مشاركته على صعيد المنتخب الأول فجاءت بعدها مباشرة حيث أشركه باساريلا في تصفيات كأس العالم خلال نوفمبر عام 1997 ضد كولومبيا والذي لعب في البومبونيرا وهو استاد بوكاجونيورز ..لكن بدايته الحقيقية كانت عام 1999 في بطولة كوبا أميركا، إلا أنه لم يسجل هدفه الدولي الأول حتى العام 2003 أمام ليبيا في طرابلس ، وقد لعب من عام 1997 -2008 تاريخ اعتزاله الدولي 51 مباراة مسجلاً 17 هدفاً لعب خلالها في كوباأمريكا عام 1999 و2007 وكأس القارات عام 2005 وكأس العالم 2006 حيث وصل لربع النهائي وخرج أمام ألمانيا بركلات الترجيح والأهم الذهبية الأولمبية عام 2008 حيث شارك كواحد من ثلاثة لاعبين فوق ال 23. أسلوب اللعب كما ذكرنا فإن فإن ريكيلمي هو لاعب الارتكاز الصريح والرقم 10 الحقيقي الذي يضبط الإيقاع ويسير اللعب ويصنع الأهداف ،وقد قال عنه أحد زملائه عنه يوماً بأن قادر على أن يجعل أي لاعب يلعب أمامه هدافاً للدوري ، لكنه كان عنيداً ومزاجياً حيث اصطدم بالعديد من المدربين منهم بيليجريني وجوليو فالكيوني وهو ما أثّر كثيراً على مسيرته ...لكنه يبقى أحد أفضل صانعي الألعاب في العالم. لقراءة مقالات أخرى للكاتب اضغط هنا : صفحة الكاتب على الفيسبوك وتويتر :