قد يكون بيرلسكوني سببا في نجاحات ميلان السابقة، لكن النادي يعيش حاليا وضعا صعبا وربما يكون التغيير في قمة الهرم مساعدا لعودة شيء من بريق النادي الذي افتقده في السنوات الأخيرة ميلان فاز على نابولي 2-0 في سان سيرو واستطاع فرض نتيجة التعادل 0-0 على روما في ستاديو أوليمبيكو، أداء ونتيجة ربما قد جعلت فيليبو إنزاجي يظهر كمدرب كبير والفريق في تحسن ملحوظ. الرئيس التنفيذي أدريانو جالياني قدَّم هدية بمناسبة العام الجديد عبر مبادلة فيرناندو توريس بأليسيو تشيرتشي وهو اللاعب الذي كان يريده إينزاجي في الصيف الماضي. ميلان انتقل لدبي قبل بداية 2015 وفاجأ الجميع بالفوز 4-2 وديا. الأمور كانت تظهر على أنها في الطريق الصحيح وأن هناك إمكانية للعودة لدوري الأبطال، لكن ميلان بدأ 2015 بشكل سيء بعد خسارته أمام ساسوولو التي كانت الأولى من 1997 ثم الاستمرار في النتائج السلبية وعدم تحقيق أي انتصار حتى في السيري آ في 2015. أمام تورينو، تقدموا في النتيجة عبر ركلة جزاء نفذها جيريمي مينيز وكانت تسديدتهم الوحيدة على المرمى، ثم اللعب بعشرة لاعبين في معظم الشوط الثاني والتحول لخطة 5-4-0 بشكل دفاعي مبالغ فيه لفريق بقيمة ميلان، ولولا تواجد الحارس دييجو لوبيز لانهزموا في المباراة. لوبيز تلقى 27 تسديدة قبل أن يتلقى هدفا من كرة ثابتة للمرة الثامنة هذا الموسم ويتعادل ميلان في المباراة، نقطة كانت أكثر مما استحقه الفريق في مباراة اعتمد فيها تكتيك الفرق الصغيرة. صافرات استهجان لمشجعين ميلان تم سماعها في الملعب يوم الأحد في المباراة التي خسرها أمام أتلنتا 1-0 في سان سيرو. المشجعون يعرفون الأمور كيف تسير، بعد مشاهدتهم فريقهم يخسر على ملعبه أمام ساسوولو وباليرمو وبدون تقديم أداء جيد يمكن أن يشفع له رغم الخسارة، ربما يكون المشجعون متفاجئين لتفاجؤ بيرلسكوني بعد الهزائم. حسب وكالة "أنسا" فإن بيرلسكوني قال:"أنا أتفهم بأنه لم تعد تلك الأوقات عندما كنا نذهب لبرشلونة وننتصر، لكن ليس من المقبول الهزيمة أمام فرق بلاعبين يتلقون أقل بخمس مرات ما يتلقاه لاعبونا". لكنه أنكر لاحقا هذا التصريح. ورغم إنكاره هذا التصريح، فإن "كورييري ديلا سيرا" ذكرت يوم الأربعاء أن بيرلسكوني "قلق للغاية" على النادي وعلى المال الذي يستمر في خسارته مما قد يجعله يبحث عن مشتري للنادي لأن قيمة الميلان تستمر في الهبوط، مما قد يجعل هناك تغيير في المستقبل. - ميلان لديه 3 أكبر رواتب اللاعبين في السيري آ، ب 4 ملايين فقط أقل عن روما الذي تفصله عنه 15 نقطة. لكن فرق كبير بين فريق في مستوى متصاعد والآخر في هبوط حاد، فرق كبير بين استرايتيجية التعادات بين الناديين –فيليب ميكسيس هو من يتلقى أكبر راتب في ميلان-. - ميلان أصبح يعتمد في تعاقداته على الإعارات والانتقالات المجانية، بالاعتماد على لاعبين لا تريدهم أنديتهم لوبيز من ريال مدريد وأليكس ومينيز من باريس سان جيرمان. كيف تريد من فريق أن ينافس وأنت تعتمد على فريق مكون من لاعبين من الخيار الثاني أو الثالث؟ إنزاجي عليه أن يعتمد بشكل ضروري على مينيز كمهاجم وهمي بعد عدم تعاقد النادي مع أي مهاجم في الصيف-إلا إن كنتم فكرتم في توريس-، التعاقد مع توريس وكاكا في العام الذي سبقه ومايكل إيسيان -حسب سكاي فإن ميلان قد رفض عرضا لشراء مايكل إيسيان والذي بدوره رفض الانتقال –ربما يفكر بمساعدة الفريق في العودة لدوري الأبطال- ولاعبين آخرين لم يعودوا كما كانوا سابقا لا يساعد إطلاقا تحسُّن ميلان. الاعتماد على لاعب مثل مينيز في تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات (4 من أهدافه التسعة كانت ركلات جزاء) أمر خطر واستراتيجية يمكن أن لا تنجح. - ميلان سجل 27 هدفًا في السيري آ هذا الموسم –أقل بهدف واحد من أهداف كريستيانو رونالدو التي سجلها لريال مدريد في الليجا-، صعب جدا أن نعتقد أن إنزاجي كمهاجم سابق لا يدرك أهمية مهاجم صريح جيد لفريقه، لديه جيامباولو باتزيني ولكن ربما قد لا يناسب في الوقت الحالي أسلوب اللعب الذي يتمناه إنزاجي، لكن ميلان ليس بمقدوره شراء مهاجم إلا لو استطاع بيع باتزيني وبالتالي سيبقى بشكل كبير دون مهاجم حتى نهاية الموسم. - ميلان أحرز 12 نقطة في آخر 13 مباراة، مما يجعل الصعوبات التي يجدها الفريق هجوميا في حد ذاتها ليست مشكلة لو كان الفريق دفاعيا كما كان في السابق. قبل عام كان ميلان أفضل مع أليجري كان ميلان قبل أن تتم إقالته ويأتي خلفه كلارنس سيدورف الذي حقق (35 نقطة) في النصف الثاني من الموسم الماضي، أكثر مما حققه إنزاجي في النصف الأول (26). لكن طوق النجاة يكمن في أن ميلان في الموسم الحالي أقرب من دوري الأبطال مما كان عليه في الموسم الماضي –الفارق آنذاك كان 20 نقطة والآن 7 نقاط فقط- بعد تعثرات نابولي المتكررة ومنافسة فرق أخرى مثل لاتسيو وفيورنتينا وإنتر. قد يكون إنزاجي مؤثرا مع بريمافيرا ميلان لكن الأمر لا يمكن بالضرورة أن يكون مماثلاً مع الفريق الأول، فيليبو مازال مدربًا شابًّا ويحتاج أن يقوم بالأخطاء حتى يتعلم منها. في حالة فريق مثل ميلان والانتظارات التي يمكن أن يُطالَب بها االمدرب فالأمر يعتبر صعبا –يمكن أن نأخذ على سبيل المثال لا الحصر، لويس إنريكي مدرب برشلونة الذي درَّب برشلونة ب، روما وسيلتا فيجو لكنه حتى الآن لم يصبح المدرب المثالي لبرشلونة لكن ما يتوفر عليه فريق مثل البارسا يجعل مهمته أسهل إن اتخذ القرارات السليمة طبعا-. في ظل عدم وجود لاعبين في مستوى فريق بحجم ميلان فلا يمكن انتظار الشيء الكثير لا من سيدورف أو إنزاجي، لكن ربما قد ينجح مدرب كبير بذلك لو كنت تعرض راتبا يحجم إمكانياته، لكن في حالة الميلان لا يحصل ذلك. إنزاجي لا يستحق أن على هذا الموقف الذي يعيشه الفريق الذي مازال مكونا من لاعبين كانوا في حقبة أليجري، 19 لاعبا حاليا في ميلان كانوا في حقبة أليجري وأيضا في تلك الخسارة أمام ساسوولو في يناير الماضي. لم يستطيعوا إنقاذ أليجري وبالتالي من الصعب أن يقوموا بشيء مع مدرب آخر مثل إنزاجي. بيرلسكوني ما زال يعيش في الماضي، بتعيين سيدورف ثم إنزاجي في مهمة تدريب الفريق الأول، حتى عودة أريجو ساكي للإشراف على الطاقم المكلف بتدريب الفئات الصغرى لكن لا يمكن الانتظار منه أن يطور ويكتشف لاعبين من طينة فرانكو باريزي وباولو مالديني. "إل جراندي ميلان" الذي كان متألقا طيلة 30 سنة، لم يعد الآن. إن كان بيرلسكوني يعي الوضع الحالي جيدا فربما بنظرة محايدة للأمر كمتابع عادي قد يعرف جيدا أن هذا الميلان يشبه ذاك الذي كان في معظم 5 عقود من بداية القرن العشرين أو ذاك الذي كان بين نهاية السبيعنات والثمانينات. رفض بيع النادي لمستثمر سيضعف قيمة ميلان أكثر فأكثر وما فعله ماسيمو موراتي يمكن أن يكون نموذجا قد ينقذ ميلان، مثل تفكير موراتي "إن كنت تحب شيئا، فأطلق سراحه" أو يمكن أن يكون مثل فالنسيا عوض أن نسمع خبرا عن بيع حالة النادي هذا الأسبوع فربما قد يكون البيع وتغيير الإدارة من أعلى الهرم مساعدا لعودة الروسونيري من جديد. للتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا وللتواصل عبر تويتر اضغط هنا