قبل أيام قليلة مضت، اعتزل الملك تيري هنري لعب كرة القدم واليوم فرنسي آخر يحذو حذوه هو إيريك أبيدال عندما نتحدث عن إيريك أبيدال فإننا بالضرورة لا نتحدث الألقاب التي توج بها أو الجوائز التي نالها بل نتحدث عن فوز وانتصار آخر هو انتصاره على عدو -المرض- قليلون جدا ومحظوظون أيضاً من من استطاعوا التفوق عليه والعودة للحياة بشكل أفضل. بعمر ال35 عاما أعلن المدافع الدولي الفرنسي اعتزاله لعب كرة القدم يوم الجمعة في مؤتمر صحفي نظم من طرف نادي أوليمبياكوس، آخر نادٍ يلعب له بعد مسيرة حافلة بالإنجازات مع ليون الذي كان مسيطراً على الدوري الفرنسي ومع برشلونة في حقبة بيب جوارديولا الذهبية. 67 مشاركة مع منتخب فرنسا من بينها نهائي مونديال 2006 بألمانيا والذي خسره منتخب الديكة بضربات الجزاء أمام إيطاليا. صاحب ال35 عاما كان قد أشار أن نهاية مسيرته في لعب كرة القدم هو بأسباب شخصية دون التطرف لتفاصيل أكثرَ : "لقد اتخذت القرار الرسمي لإيقاف مسيرتي الاحترافية هنا في أوليمبياكوس لأسباب شخصية". الحياة، والموت. الموت، الحياة... عندما ننجو من الفترات التي تفصلنا بين الحياة والموت نكرس أنفسنا فقط للضروريات. في مؤتمر صحفي في برشلونة في منتصف أيار/مايو 2011، قال أبيدال أنه سيبيع جميع سياراته (بورش، بينتلي، أودي، ميني، إلخ.). الأموال التي تم جمعها سيتم بها تمويل مراكز تساعد على دفع تكلفة رعاية الأطفال المصابين بالسرطان. "كل شيء قد انهار عندما علمت بالورم، الأهم الآن هو الأسرة، السيارة لن تجلب شيئا. الآن، أريد أن أكون مثالاً وأفعل أشياء جيدة بالمال". لحظات قليلة في عالم كرة القدم وفقط في السنوات الأخيرة - إنييستا عندما سجل هدف الفوز بكأس العالم في 2010 كشف عن قميص يحمل إسم داني خاركي، صديقه المقرب ولاعب كرة قدم سابق توفي بسكتة قلبية عن عمر 26 عاما. أيضاً يمكن أن نضيف إسم لاعب كرة القدم الألماني دانييل إينجيلبريخت الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الألماني واضعاً جهازاً لتنظيم ضربات القلب- التي يمكن أن تكون قريبة من مشهد تتويج برشلونة بدوري الأبطال الأوروبي في 2011. البداية كانت في مارس 2011 عندما تشخيص إصابة أبيدال بورم في الكبيد، في الثامن والعشرين من ماي في نفس السنة لعب أبيدال التسعين دقيقة بأكملها في فوز برشلونة 3-1 أمام مانشستر يونايتد في نهائي دوري الأبطال. عند الاحتفال بالكأس، قدَّم كارليس بويول شارة القائد لأبيدال سامحاً له برفع الكأس كقائد للفريق أمام أكثر من 80 ألف متفرج في الملعب والملايين عبر شاشات التلفاز في كل أرجاء العالم لَفتة عبَّرت عن مدى التضامن الذي تلقاه الفرنسي طيلة شهور من كل العالم وحتى من ريال مدريد الخصم التقليدي لبرشلونة، الذي ارتدى لاعبوه قمصان لدعم المُدافع، وحتى إدراج رسالة تتمنى شفاءه العاجل في لوحة الأهداف المسجلة في مباراتهم أمام ليون -الذين ارتدوا الأقمصة أيضاً، معبرين تضامنهم مع اللاعب الذي شارك مع ليون في 76 مباراة. عاد أبيدال بعد ذلك للعب مع برشلونة بنفس الأداء الذي كان عليه قبل أن يعاني من المرض الخبيث، لكن في مارس من السنة الموالية تم إعلان حاجته لزراعة كبد بسبب مشاكل في العملية السابقة، ولكنه تلقى الأمر بروح عالية وقوية، وحتى عندما حدثه الأطباء حول مستقبله الكروي فقد عبر عن كونه سيكون ممتنا جدا لو أنه أصبح بصحة جيدة مرة أخرى. إريك أجرى العملية الجراحية الثانية بعدما وجد قريبه "جيرارد" الذي كشف عن المعنى الحقيقي للعائلة وقدم لإيريك هدية الحياة مظهراً لنا بأن هناك أشياء أكثر أهمية أضعافاً مضاعفةً من مباراة كرة قدم. وسط كل ذلك، وعده نادي برشلونة بأنهم سيجددون عقده إن استعاد صحته من جديد وهو وعد تراجعوا عنه قبل أن ينتقل المدافع لموناكو لمدة عام وهو النادي بدأ معه مسيرته في كرة القدم سنة 2000 والذي عاد معه مرة أخرى لتمثيل منتخب فرنسا. أبيدال لم يظهر أي كره أو غضب لمسؤولي ناديه السابق، بل على العكس شكرهم من أجل كل ما قاموا به من أجله ومن أجل العناية الطبية التي وفروها له . وحتى يومنا هذا ما زال بعض المسؤولين في البارسا يعبرون عن أسفهم حول الطريقة التي تم التعامل بها مع حالته، ومع ذلك انتقل لموناكو وساعدهم لضمان مركز مؤهل لدوري الأبطال مما جعلهم يجددون عقده قبل أن ينتقل لأوليمبياكوس ويعلن اعتزاله.