هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. صحيح جدا كل ما قد تتخيله الآن سببا وتفسيرا لكتابتي اليوم عن الكرة الإيطالية.. هل هو الخوف من إحساسك بالملل وحاجتك لتغيير ما اعتدت قراءته كل نهار.. أو أن يدركك اليأس والإحباط وأنت كل يوم تجدنا نثير قضايا ونفتح ملفات دون أي تغيير يحدث أو إصلاح يبدأ.. ثم إنه لا داعي للقلق من نسيان الرياضة المصرية يوما أو أكثر.. فسيبقى حسن صقر في مكانه وسمير زاهر والجبلاية ولجانها وقراراتها العشوائية وخطاياها، ولهذا كن مطمئنا وتعال نسافر معا إلى إيطاليا، حيث بدأ الصحفي الرياضي أندريا مونتي، في صحيفة لاجازيتا ديلا سبورت، يخوض حربا قاسية ضد اتحاد الكرة في بلاده.. وأيضا ضد رئيس نادى الإنتر ميلان.. أما القضية التي يستند إليها مونتي في هذا الهجوم فهي لقب بطولة الدوري الإيطالي التي فاز بها الإنتر ميلان عام 2006 في إطار الفضيحة الكبرى التي لحقت وقتها بالكرة الإيطالية رغم فوزها في نفس التوقيت والظروف بكأس العالم.. وتبين وقتها أن اليوفنتوس وعدة أندية إيطالية أخرى تلاعبت بنتائج المباريات وتورطت في اتفاقات وصفقات مشبوهة فتم عقابها بهبوط للدرجة الثانية أو خصم نقاط من رصيدها.. وفاز الإنتر ببطولة الدوري ذلك الموسم.. وبعد تحقيقات جديدة أجريت مؤخرا تبين أن الإنتر أيضا متهم بالفساد نفسه وشريك في الفضيحة نفسها.. فبدأت الأندية بقيادة اليوفنتوس تطالب بسحب لقب الدوري منه باعتباره لم يكن يستحق ذلك.. وأخيرا تقرر أن يجتمع -الأسبوع الماضي- اتحاد الكرة الإيطالي لاتخاذ قرار حاسم ونهائي بشأن ذلك.. إلا أن أبيتي، رئيس الاتحاد الإيطالي، فاجأ الجميع بعدم اتخاذ أي قرار.. وعقب الاجتماع قال أبيتي أغرب تفسير كان من الممكن توقعه أو سماعه.. فقد قال إنه لم يكن هناك قرار إداري عام 2006 بمنح اللقب لإنتر ميلان حتى يمكن إصدار قرار عام 2011 بسحب اللقب.. أي أنه ليس مجلس زاهر وحده الذي يجتمع دون أن يصدر أي قرار.. وقد ظلمنا زاهر كثيرا حين كنا نطلب منه الوضوح والحسم، وها نحن نرى الاتحاد الإيطالي عاجزا عن ذلك في أمر شغل الناس في بلاده خمس سنوات. المشكلة أن زاهر ليس له مستشارون يتابعون ما يجري في أوربا ومؤسساتها الكروية وإلا كانوا قد نقلوا له فلسفة رئيس الاتحاد الإيطالي، وبالتالي كان ولايزال بإمكان زاهر أن يخرج علينا قائلا إنه لم يكن هناك قرار إداري في بداية الموسم بهبوط ثلاثة أندية حتى يلتزم به زاهر الآن أو يحتاج إصدار قرار آخر لإلغاء قرار الهبوط.. وعلى أي حال لم يحتمل أندريا مونتي مثل هذا العبث.. فشن هجوما عنيفا على اتحاد الكرة في بلاده.. وعلى نادي الإنتر أيضا بكل قواه ونفوذه وعلاقاته، مما دعا موراتي، رئيس الإنتر، لأن يعلن غاضبا وثائرا أنه لن يقرأ صحيفة لاجازيتا مرة أخرى.. فكتب مونتي يرد عليه قائلا إن الصحف تصدر لكي يقرأها كل الناس في إيطاليا بمن فيهم رئيس الإنتر، وإنه لن يرد على اتهامات رئيس النادي التي طالته هو وصحيفته، لكنه لن يتراجع عن موقفه أيضا.. قال مونتي أيضاً إن رئيس الإنتر استخدم عبارة قديمة جدا كانت تقال في الماضي لإعلان الحرب على الصحافة وأي صحيفة ولم يعد لها مكان في أوربا اليوم.. وهي أن هناك مؤامرة مخطط لها قامت بها لاجازيتا ديلا سبورت ضد نادي إنتر ميلان.. والذي يوجه اتهاما بالتآمر ضد أي صحيفة أو صحفي عليه أن يقدم الدليل الواضح على صحة كلامه.. فليس الصحفي وحده فقط هو المطالب بتقديم الأدلة، وإنما أي مسئول أيضا حين ينتقد الصحافة ويحاربها أو يسخر منها.. ويبدو أن المسكين مونتي الذي كاد يفقد صوابه لم يأت أبدا إلى مصر حيث الكل يتهم الصحافة بالتآمر طول الوقت ويقولون إنهم لا يقرأونها أو يهددون بمقاطعتها.. ولم يتعلم أحد منهم أبدا أن الصحافة هي التي تنتصر دائما في النهاية. *