شموس نيوز – خاص أقيم مساء يوم الثلاثاء الموافق 18 سبتمبر 2018 في بيت الثقافة والفنون بجبل الحسين حفل تكريم للشاعر نزار اللبدي والكاتبة الإعلامية زهرية الصعوب، برعاية معالي الأستاذ محمد داودية. كانت أمسية مدهشة وتنبض بالمشاعر الجياشة.. حينما تتمازج المشاعر بين النخلة دانية القطوف ومن يلوذ إلى ظلها من الأصدقاء، وقد تدفق من قرائحهم البوح للحديث عن تلك القامات السامقة في سماء المشهد الثقافي الأردني.. حيث تم تكريم كل من الشاعر نزار اللبدي، والكاتبة المتألقة زهرية الصعوب التي تجمعني بها أخوة حقيقية . إن السر في شخصية زهرية الصعوب يكمن في شخصيتها المشعة بالطاقة الإيجابية التي تحفز الشعراء والكتاب والمحاضرين على التألق وهي جالسة قبالتهم في الصفوف الأولى في كل المناسبات الأدبية، إنها ذات الطاقة المحفزة والكاريزما التي كانت تتمتع بها الشاعرة مي زيادة صاحبة الصالون الأدبي الشهير منتصف القرن الماضي في المشهد الثقافي المصري، حيث كان يتسابق إلى مجالسها عمالقة الأدب العربي مثل العقاد، والمازني وغيرهما، وهكذا هي زهرية صعوب التي كلما نظرت إليها، تستعيدني ذاكرة السبعينات من القرن الماضي حينما كنّا تغفوا على صوت شقيقتها الإعلامية المخضرمة زهور الصعوب أثناء قراءتها للشعر في الإذاعة الأردية بصوتها الدافئ آخر الليل فترحب بِنا إلى فضاءات الروح، أو تبلل ريقنا بهديل الحمائم بصوتها الخاشع وهي تتلو على الصائمين الأدعية والمناجاة.. وكأنهما صورة واحدة في جوهر الشخصية الدافئة . ولعل ما يميز زهرية الصعوب التي درست اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز بن سعود هو تذوقها للشعر والأدب عموماً وقد تتلمذ على يدها كثيرون ، وكانت ناشطة جداً في تعزيز المشهد الثقافي الأردني بالنشاطات الثقافية المتميزة من خلال ترؤسها لدارة المشرق للفكر والثقافة التي أسستها مسبقاً . ولا أنسى في سياق تكريمها الحديث عن حنانها ووفائها للأصدقاء، فقبل أعوام قمنا بزيارتها أنا والشاعرة اللبنانية فلورا قازان وزوجتي نجاة السباتين، وبعد انتهاء الزيارة ، خرجنا إلى حديقة منزلها في الشميساني بعمان، وعرفتنا على شجرة مغروسة وسط الفناء، قالت:” هذه الشجرة الظليلة غرستها صديقتي الروائية والإعلامية العراقية هدية حسين، وتمضي الأيام بِنَا ، وذات يوم كنّا في مناسبة أدبية مشتركة، أخبرتني والدموع توشك أن تفر من عينيها” لم تسألني عن هدية حسين! إنها الآن في كندا وصحتها متدهورة والأمراض تنهش جسدها العليل “.. هذه زهرية الصعوب التي لا تنسى أصدقاءها، حيث تنور بحضورها البهي كل المناسبات الثقافية، فيما قلمها السيال يتحفنا بمقالاتها في جريدة الدستور.. ابنة الكرك التي أدارت باقتدار وحميمية أجمل أمسيات مهرجان جرش 2018 في قلعة الكرك، ذاتها التي أشاد بها الأستاذ محمد داودية رئيس جمعية الحوار الديمقراطي الوطني أثناء حديثه عنها في هذا الحفل الذي يقام في منتدى البيت العربي للثقافة والفنون:” زهرية صعوب العضو الفاعل في جمعيتنا قالت مرة بأنه علينا أن نعرف أبناءنا عَلى الوطن وأمكنته حتى يحبونه” لذلك فإن ابنة الكرك زهرية صعوب تحظى بمحبة الناس والوطن. كل الشكر والتقدير لمنتدى بيت الثقافة والفنون ورئيسته الدكتورة هناء البواب التي فتحت باب التكريمات لمستحقيها من المبدعين..