كل جيل معجب بجيله ويردد كبارنا دوما في صيغة تساؤل أين أيام زمان ؟ بل ويطلق الكثير منهم علي زمانهم الزمن الجميل وزمن الفن الجميل زمن القيم جيل أكسبته الحياة حكمة واستعان بالصبر علي ظلم الفراعين الطغاة في عصره جيل صارع الحياة بصعابها و تأقلم بالرضا أو بغير رضا علي الحياة بحلوها و مرها جيل لا يرضى عن جيل أبنائهم الذين هم من صلب أظهارهم و مع ذلك يدعوا و يرجوا لهم حياة أفضل من حياته . انه الأب يكدح ويشقي ليضمن لأبنائه مستقبلا وعيشا كان يتمناه و الأب هو الوحيد الذي يتمني ويسعد بكون شخص أخر أفضل منه . وجيل صاعد فيه فورة الشباب لايرضي بما رضي به جيل الأباء . جيل يتطلع لغد أفضل لا يرضى بما رضي به أبوه فالزمن غير الزمن . و رضي الله عن علي بن أبي طالب قال ذلك من أكثر ومن ألف أربعمائة عام (ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم ) فالتربية للمستقبل هي التربية الناجحة هكذا خلق الله الناس و تتعاقب الأجيال طالما تعاقب الليل والنهار سنة إلي إلي يوم القيامة وهناك دوما صراع الأجيال في البيوت وحوار أجيال يجسد في المدارس والجامعات . المدرس في مدرسته وأستاذ الجامعة في جامعته غالبا ما يكون من جيل غير جيل طلابها بفارق سنوات تقل أو تكثر عدد سنين لا تمنع حوار لا ينتهي بين جيل المعلمين و جيل الطلاب . فالمدرس الواعي لا ينحصر دوره تلقينا لمعلومات يكررها على مسامع طلابه بل يتعدى ذلك ليغرس مبادئ وقيم ويقدم لهم قدوة طيبة في القول والعمل والسلوك وينقل خبراته الحياتية لهم ويحل ما يعرض لهم من مشاكل دراسية وحياتية تختلف باختلاف المرحلة الدراسية و تختلف باختلاف المرحلة العمرية للطالب فلكل مرحلة مشاكلها التي لا تخفى على مدرس خبر الحياة والطالب في حاجة لمن يتفهمه في مراحل عمره المختلفة يتسع صدره له و يأخذ بيده فينموا سليما معافى تعليميا وتربويا و نفسيا ليس عنده ما يعيقه عن التفوق والطالب متي أحب معلمه أحب طلب العلم و أبدع وتفوق برعاية معلمه وكم من معلم يعي القول بأن المعلم( كاد أن يكون رسولا ) فالكثير من المعلمين يحفظون الشطر الأول من البيت ( قم للمعلم ووفه التبجيل ) فحتي تبجل كن رسولا لك رسالة ليست بالهينة رعاية جيل في حاجة لرعايتك . بل لقد أسلمه لك أبوية وهو فلذة كبدهم و أغلى ما يملكون فالضنى لا يقدر بمال ولقد استأمنوك فإن لم تفعل تكون خائن للأمانة وليس لك حق في تبجيل .