معرض المنمنمات والمصغرات الجماعي أعياد ملونة المتواصل في جاليري رؤى حتى 20 الشهر المقبل، يتجلى كمؤشر أولي له أنه معرض شخصي للفنان هاني الحوراني المشارك في المعرض بحوالي 54 لوحة وعملاً فوتوغرافياً منجزاً بوعي تشكيلي. بعد هذا المدخل الابتدائي، تحرص أعمال المعرض الكثيرة والمتوزعة غرف الجاليري الكائن بين الدواريْن الخامس والسادس، وجدرانه ومعظم فضائه على إظهار أفضل ما في المصغرات من حوافز جمال، وقيم تأثير، وما فيها إلى ذلك، من فرصة إظهار قدرات فنية تشكيلية تلوينية بنائية عند الفنانين ضمن نطاق مساحة تعبيرية صغيرة، وأحياناً متناهية الصغر. وفق ما تقدم، يعرض الفنانون المشاركون في المعرض الجماعي، من خلال وسائط اللون بأنواعه: المائي والأكليريك والزيت ومن مواد مختلفة، ومن خلال الطباعة والتصوير والإلصاق ووسائط أخرى، أعمالاً تتباين عوالمها، وتتنوّع مناخاتها، ما يمنح الفكرة خصوبة في فعالية التلقي، وحيوية وألقاً لا يبتعد عن ألق الأعياد التي يحمل المعرض اسمها، ويسعى لتلوينها بفرح الناس ووجدانياتهم. المعرض في هذا الإطار، يستقبل أعمال فنانين أردنيين، وعرب وأجانب، والأردنيون هم بحسب تسلسل ورود أعمالهم في نشرة المعرض: إياد كنعان، هاني حوراني، بدر محاسنة، هاني علقم، جمان النمري، محمد العامري، محمد نصر الله، مي خوري وشذى بطاينة اللتان تعرضان لأول مرة أعمالاً لهما في صالة عرض، حسين نشوان، خالد الحمزة، نوال عبد الله، هاني دلة ومها خوري.ِ وباقي فنانون المعرض هم: زينة سليم، الهولندية مونيكا فان ستين، سالم الدباغ، وليد رشيد، ألبيرت كوما، وفاء خزندار، الفرنسية فيفين ميشيل، رنا سانيج، مراد إبراهيم، العراقية نجلاء الرماحي والعراقي فلاح السعيدي. في أعمال إياد كنعان الغرافيكية خطوط سوداء تخربش بشراً وأشياء وآلات ومعادن. وفي أعمال هاني حوراني المتوزعة على سنوات كثيرة، والمتوزعة كذلك غرف المعرض والمعروضة في أكثر من مكان فيه، بناءات وتكوينات طولية وعرضية، وخطوط، وحركة وانسياب، وبشر، وطبيعة، وطبقات أرض وسماء وصحراء وشرفات وتصاميم، وجدائل لون وبقع زخرفة، ومفردات بيئة شعبية. وفي سياق متصل، تحمل صور وأعمال حوراني ثنائية المتن والهامش، وتظهر حرصه على معالجة الصورة في بعديّ المبنى والمعنى. وجوه بدر محاسنة، وشغله وتجريداته عليها، تعكس جهده في تكريس هوية تشكيلية جمالية له في المساحة الفنية المحيطة الممتدة. وجه هاني علقم الوحيد بنسخه الغرافيكية المكررة، جرت معالجته بلفائف كأيقونة صارت سمة لعلقم وهوية تشكيلية يعمل على تطويرها في كل مرة، وإضافة رؤية تعبيرية دلالية عليها. جمان النمري أخذت رمزاً أسطورياً آسيوياً وأعادت إنتاجه غرافيكياً بعدة ألوان في أربع نسخ متناسلة من بعضها. أملاح محمد العامري، وضفاف نهره السرمدي، وألوان السبخ والأرض، والطمي، ومجاوراتها الطبيعية في السماء واليابسة، تجلت، كالعادة في أعماله للمعرض. وكذلك تراكيب محمد نصر الله وتكويناته وخطوطه الخاصة به، باحت بها أعماله الأربعة للمعرض الذي توافد إليه في يومه الأول زهاء 200 فنان وناقد وإعلامي ومهتم وجامع لوحات وصديق. كلاسيكيات مي خوري وأطباق فواكهها، في إخلاص واضح لعنوان المعرض، وأجواء العيد فيه. قصص شذى بطاينة وحكايات نساء لوحاتها. وفي أعمال الزميل حسين نشوان العشرة للمعرض، تجريبية خصبة الآفاق، وفيها رصد محدق لمسيرة اللون البنّي، وفيها لوثة الطين، وحس تركيبي معماري طولي وانسيابي، وهي انسيابية تمتد فتصل لأعمال نوال عبد الله التسعة للمعرض، وحركات ألوانها ورشاقة تلك الألوان. هاني دلة يلقي بالاً للحروفية العربية ومنها ينسج عالم لوحاته. كائنات معلقة إما بخيوط التحكم أو في فراغ السديم تظهر في أعمال مها خوري الأربعة للمعرض. مهرجان ألوان ونساء وتفاصيل ثاوية داخل حديقة السر في أعمال زينة سليم. وجوه مونيكا فان ستين وشفاه هذه الوجوه الصارخة بأشواق الرغبة الممكنة والجاهزة في متناول اليد. أسود سالم الدباغ المتمدد فوق سطوحه القماشية، اسكتشات وليد رشيد وخطوطه الأولية، وكذلك اسكتشات ألبيرت كوما، وحيواته ونسائه وأثره فوق السطوح البيضاء. منمنمات رنا سانيج، تفاحها المتكرر في معظم أعمالها، برقوقها وقائمة الفواكه الخاصة بها، وخضرواتها. دواليب وليد إبراهيم، ومجاميعه. قصة الإطار والمتن مرة أخرى في أعمال فلاح السعيدي، وبوسترية نجلاء الرماحي، ووعيها الملصقي العصري المتصالح مع ثقافة العصر الجديد. الصورة : لوحة للفنان محمد العامري . المصدر : جريدة الرأى الأردنية .