أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب نشر رواية "أشواك" للمفكر الإسلامي الراحل سيد قطب وهي واحدة من الأعمال التي سعى مؤيدو أفكاره على إسقاطه من قائمة أعماله الكاملة، نظرا لارتباطها بماضيه كناقد أدبي. ورواية"أشواك" صدرت في العام 1947 عن دار سعد، ولم تنشر مرة أخرى وتعكس قصة حب فاشلة عاشها كاتب الرواية وكتب البعض انها كتبت على غرار رواية سارة لعباس العقاد الذي كان مثلا أعلى لسيد قطب خلال تلك الفترة.. وصدرت الطبعة الجديدة من الرواية بمقدمة للشاعر والناقد الأدبي شعبان يوسف لفت فيها الى أن مخاطر المصادر على أعمال بعض المفكرين والأدباء واصفا عقلية المصادر بأنها "عقلية قاصرة"، مشير الى أن هناك حالة أسطورية تكونت حول سيد قطب (1906- 1966 ) بعد إعدامه من قبل السلطة الناصرية وساعدت هذه الحالة في عملية الترويج لافكاره وتقديمه في صورة المناضل الصارم ضد السلطات الكافرة وهي صورة ساعدت علي تبني أفكاره في أوساط الشباب الإسلاميين. ولا ينكر يوسف الطابع الرومانسية لهذه الصورة النضالية بما انطوت عليه من ملامح حقيقية لكنه يؤكد أنها عملت كذلك على صناعة "هالة" حالت دون قراءة أعماله بطريقة نقدية. ودعا يوسف إلى قراءة أعمال سيد قطب الإبداعية التي تنكر لها أتباع صاحب "في ظلال القران" عقب عودته من أمريكا وهي رحلة فاصلة في مسيرته يجمع المؤرخون على أنها أحدثت قطيعة مع ماضيه الأدبي ودفعت به الى عملية قراءة مأزومة للتراث الديني، مشيرا كذلك إلى أن قطب وبحسب رسائلة إلى أنور المعداوي قد انتقل من الأدب لأن مجالا آخر يناديه وهو ما اعتبره مجالا للإصلاح الاجتماعي والديني. بينما يعتقد مؤرخون آخرون أن قطب ترك هذا المجال لأنه لم يحقق فيه ما كان يبتغيه من شهرة ونجاح وبالتالي كان رحيله عن هذا الميدان نوعا من التمرد عليه أو الإحباط منه وهو ما ينفيه شعبان يوسف في مقدمته المتميزة. مؤكدا أن ما جرى في سيرة قطب هو نوع من التحول الحقيقي رسم مساره الفكري بحيث عمل بعض أنصاره فيما بعد إلى إخفاء ماضيه الأدبي باعتباره ينتمي إلى الفترة الجاهلية في حياته وهي فترة مزعومة ويدلل يوسف على صواب فكرته، بالإشارة إلى المعارك الأدبية التي خاضها سيد قطب وبعضها كان دفاعا عن موهبة الكاتب الشاب آنذاك نجيب محفوظ الذي كتب بدوره مقالا في مديح سيد قطب نشرته مجلة الرسالة في أبريل عام 1946. كما كتب عنه فصلا لافتا في روايته الشهيرة "المرايا" تحت عنوان "عبدالفتاح إسماعيل".. تضمنت صورة سلبية إلى حد كبير. ويرى مقدم رواية "أشواك" لسيد قطب أن تقديمه لهذه الرواية هو محاولة لتحرير فكر سيد قطب من الوصاية، ولإتاحته بطريقة تمكن القارئ من إدراك تحولاته الفكرية وهي قراءة تلائم المناخ الذي أوجدته مصر بعد ثورة 25 يناير بما يتطلبه من انفتاح فكري يفرض علينا معرفة سيد قطب وإبداعه بشكل كامل، بدلا من اختصاره المخل في مرحلة واحدة، وهذه المعرفة ستمكننا من إخراجه من إطاره الأسطوري إلى الإطار الواقعي. . المصدر : بوابة الأهرام