"جاء ما في هذا الكتاب الذي يهديه مؤلفه إلى "ثَورة ينايرَ المجيدَة. إلى رُوحِ شهدائِها. إِلَى عَبقِ كَرامتها الذي غمرَ العالم. إِلَى مَيدانِ التحرير والعزةِ والكَرامَة" مختارا بعناية، لدرجة أن يقدر شاعر كبير مثل رفعت سلام هذا الكتاب بأنه "وصف ثقافي لمصر"، ويقول: "نعم، ما أشبهه ب"وصف مصر"؛ الإبداعية، الثقافية؛ أو وصف الضمير المصري الذي لا ينام؛ ساهرًا على الإبداع والوعي والإشارة والتنبيه. فإذا كان "وصف مصر" الفرنسي- المنجز إبان الحملة الفرنسية- قد قام بمسح شامل لمظاهر الحياة المصرية المختلفة، ورصد تضاريسها الاجتماعية والاقتصادية؛ فإنه لم يتطرق إلى "وصف مصر" الروحية، الثقافية، التي تستعصي كثيرًا على "الأجنبي"؛ فظل المرجع الفرنسي مفتقرًا في ذاته إلى الشمول والكلية؛ في اقتصاره- ربما الإجباري – على ما يمكن رصده من الخارج، على ما هو مادي، أو أقرب إلى المادي". جاء هذا على لسان الروائي والباحث السياسي عمار علي حسن، بمناسبة استعداد المجلس الأعلى للثقافة لمناقشة كتاب أدب المصريين يوم الأحد الموافق 8 من أكتوبر الساعة السابعة مساء. الجدير بالذكر أن الكتاب يناقشه الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة المصري السابق، والدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة السابق، والشاعر والمترجم رفعت سلام، والروائي والباحث السياسي الدكتور عمار علي حسن، وتقدم الندوة الروائية والصحفية هالة فهمي، وذلك في السابعة مساء الأحد الموافق الثامن من أكتوبر عام 2017، وذلك بقاعة الندوات بالمجلس القار في شارع الجبلاية، بجوار مترو الأوبرا وداخل مبناها، بالقرب من النادي الأهلي وكوبري الدقي، يأتي ذلك ضمن برنامج "مدى" مؤسسة هالة فهمي للتنمية الثقافية. وأضاف عمار علي حسن: "لكن دراسة أحمد سراج مختلفة عما سبق، فكتابه، الذي صدر ضمن مشروع يحمل اسم "أدب المصريين"، يقوم على تقديم شهادات لستة وستين من الكتاب المصريين، مستندة في جزء منها على حوارات للكاتب كان قد نشرها بالفعل في عدة صحف وإصدارات مصرية وعربية منها: "الأهرام"، "الأهرام العربي"، و"أخبار الأدب"، و"الحياة". وينتمي مقدمو الشهادات إلى مختلف المجالات الإبداعية، ويعقب كل شهادة نصٌّ إبداعي". ويقرر عمار: "وقد التزم الكاتب بالفعل في ثنايا كتابه هذا بذلك الافتراض، وأوفى بما وعد به، ليس القارئ فقط، إنما أيضا للدارسين الراغبين في الإلمام بالمشهد الإبداعي المصري الراهن، وهو ما لفت انتباه الشاعر الكبير رفعت سلام ليقول في المقدمة: "إنها المرة الأولى- في الثقافة المصرية – التي يبادر فيها أحد للقيام بمثل هذا "المسح" الثقافي، في لحظة تاريخية وإبداعية معينة".