منذ زمن لا أتذكّر مداه قرأت مقالاً في إحدى الصّحف ينتهي بسؤال ما زال محفوراً في ذهني حتّى هذا الوقت! يحكي كاتب المقال عن أحد كبار الملحّنين المبدعين في مصر والوطن العربي وبالطّبع لم يذكر اسمه. هذا المبدع قام بزيارة طويلة للعاصمة الإنجليزيّة لندن وكان في استقباله أعزّ أصدقائه. ورغم ضيق الحال به لم يتردّد لحظة في استضافته في بيته وسط زوجته وأبنائه طول مدّة إقامته في لندن التي امتدت إلىي ما يقارب الشّهرين اللائي رحل في نهايتهما. ولكنه لم يرحل وحده بل رحل مصطحباً زوجة صديقه الّذي أكرمه وأدخله بيته تاركاً له الخزي والأسى وأبنائه! إلى هنا انتهت القصّة ليسأل كاتب المقال سؤالاً تحيّرت كثيراً في الإجابة عليه حتّى هذا الوقت، ألا وهو: هل علينا أن نعامل هذا المبدع على ابداعه أم علي أخلاقه؟! ليترك لي كاتب المقال الّذي لا أتذكّر اسمه حيرة إلى هذا الوقت. أتابع بأسى بالغ التّراشق بين عملاقي الغناء المصري والعربي عمرو دياب وشيرين. ولكن في الحقيقة أريد هنا أن أتحدث عن الفنّانة العظيمة شيرين، لأنّها وحدها من أطلّت علينا بوجهها في الإعلام لتنقل لنا المشكلة كاملة من وجهة نظرها . في رأيي الشّخصي المطربة شيرين أهمّ مطربة مصريّة في الوقت الحالي. فهي الّتي حافظت على الغناء المصري الأصيل، وفي نفس الوقت لم تقف جامدة به فهي لم تنضم لموجة الابتذال السّائدة حالياً في الغناء كذلك لم تبعد عن الحداثة. فهي كما وصفت نفسها تماماً، هرم، ولكن هل يليق أن تقول عن نفسها هرم ؟!هل يليق كلّ هذا التّراشق منها لفنان بقيمة عمرو دياب ؟! هل يليق كلّ هذا الغرور والتّعالي والحديث عن النّفس؟! يحكي عن الإمام علي بن أبي طالب أنّه سأل صحابته عن من منكم الأفضل. فقال أحدهم إنّه الأفضل ليقل له الإمام علي: "لو كنت أفضلهم ما قلت إنّك أفضلهم" هذا ويبقي السّؤال محيّراً، هل علينا أن نعامل المبدع على إبداعه وما قدّمه على المستوى المهنيّ أم على أخلاقه وسلوكه وما قدّمه على المستوى الشّخصيّ؟!