(ان ايركير شونغيركايم ادميري اغ كابينا in erker shungherkayem ademery agh kapeanna) اي في هذه البلاد الناس يأكلون النقود !! عبارة قالتها والدتي رحمها لله بعد ان هجرنا من النوبة الغريقة الي صحراء كوم امبو .. المعني الفلسفي لهذه العبارة تلخص تقريبا معاناة مصر بعد يوليو 52 من تدني الخط البياني للاقتصاد الي ادني مستوياته !!.. نعم كل مشاكلنا تنحصر في اننا اصبحنا امة مستهلكة وغير منتجة !!.. لا ننتج حتي ما نأكله وفي السنوات الاخيرة اضيفت لا ننتج حتي ما نلبسه !!.. كنا في النوبة الغريقة نأكل مما نزرعه وما نقوم بتربيته من دواجن بط وأوز وأرانب ومواشي من أبقار وأغنام وماعز.. وحينما كنت صبيا والكبار في يعملون في الارض الزراعية كنت البي طلبات معدتي بالدخول الي حظيرة الدواجن حيث البيض الكثير ولم يكن اعداده يتطلب تكنيكات معقده !!.. لازلت اتذكر شاعرا نوبيا كان مفعما بحب يوليو 52 وهو يتغني قائلا (ابرالتون صاروخين كيلكا ماشاالله اركونا اغ اورو) اي اننا اصبحنا نصنع كل شئ في بلادنا من الابرة للصاروخ !! والمذهل اننا حتي الآن نستورد ابر الخياطة من الخارج .. اما الصواريخ فهي للقتل والدمار فلا تسد جوعا ولا تروي رمقا !! .. حينما كانت مصر دولة زراعية كانت لنا ارصدة في البنوك الاجنبية وكان الجنيه المصري يتم تحويله للخارج للاستيراد .. اذا اكلنا ما ننتجه حتما سيكون هناك فائض وحتما يمكننا الاستغناء عن المستورد وحتما ستقوي اقتصادياتنا وحتما لن نحتاج لمايوهات لتعويم الجنيه ..نظرية فائض القيمة فسرها رايكارد بالفائض من المنتج الزراعي وفسرها كارل ماركس بالفائض من ما يبذله العامل فيأخذ العامل القليل ويربح من ورائه صاحب العمل الكثير . .وبالفائض من المنتج الزراعي تقدمت شعوب مثل هولندا وتقريبا كل دول اوربا وبالفائض من ما ينتجه العامل تضخمت ثروات القلة من رجال الاعمال وتدهورت اقتصاديات البلاد.. يحيي صابر