يحملني قسرا إليك أيها الهارب من صخب الماء الغارق في عبق وشذاه .. يا من حل خافق الورد فحظي بالخلد بعد الفناء .. أيها الممتزج بالريح وحفيف الشجر بالنور وتغريد الوتر.. يا من يجتاحني همسا مع كل خشوع في محاريب العودة إلي يا من يسكن أفياء الكروم كفرح مباغت بليل الحزن .. يحاصر الكبرياء يعيدني إلي مع كل لقاء سكن الروح فتصغي الدمعات لهمس يعانق نبضي توقظ وجع حيرة تسكنني تصغي لتغريد الطير على شجر علق بعيني تعيدني لسحر ليل حملني في هوادجه وجزيرة منحتها اسمي بعد دمي .. تدعو الحلم أميرا على مراسيها تغرقني في نور نجم زرته يوما أميرة تنسج من الصبر أغنيات .. لكل نغمة ألف سنة قبل الميلاد وألف بعدها .. تجمع زمني الذي كان للحزن مساحات في ثانية فرح لم تبد .. وذاك الطريق البعيد المديد يعبر أوردتي .. يغازل ذاكرتي .. يلغي المسافات عن المسافات .. يحضن وهج عين ودمعة يعيدني إليه خفية عنك .. فأشهد همسك أدرك حكايا أخريات نمت على حوافه المذعورة على خطه الذي حملني ذات ليل وصمت .. يقول عابرة أنت لكل المسافات .. فافقهي لحن الطير أقرئي صوتا تجاوز مداه .. عودي إلى نقطة البدء افقهي ما خطه قدر في علاه عهدك يا ابنة الروح عانقته الريح العادية في كل الجهات درته ياسمينا خط الطريق من بدئه إلى منتهاه سقاه رذاذ ليل وسناه .. وبقي نزر من ذكراه نصلا بخافق المدى حسرة بقلب الماء نزفه بين حين وحين يعلو صداه لوحات من نور بخافق شجر وطير رق لمعاني الوفاء تعرضها الريح المسافرة في زمني تاريخا حفظ بأسفار حزينة .. نبيلة حماني