ليبانون ديبايت – المحرّر الأمني تفرّغ حزب الله من مسألة الحدود اللّبنانيّة السوريّة بعد نجاحه باستعادة ما يقارب ال85% منها، سواء أكان من خلال العمليّات العسكريّة المُباشر أم غير المباشرة، أو عبر المفاوضات التي أتت نتائجها وفق تصوّر الحزب الاستراتيجي. بقي للمقاومة جزءاً محدوداً من جرد القلمون الشّماليّ الغربيّ (قارة – الجراجير) والجزء الشّماليّ الشّرقيّ من عرسال (جرود عرسال)، حيث تتمركّز مجموعات إرهابيّة. وفي حين تتقاطع معلومات أنَّ حزب الله ينشط في الوقت الراهن ويقوم بدراسة منطقة جرود القلمون وعرسال عسكريّاً، ويعمل على تنقيحِ خُططٍ كانت موضوعةً سلفاً، يبدو أن العدَّ العكسيّ لتطهير هذين الجزأين بدأ من خلال عمليّةٍ مزدوجةٍ يُتَوَقّع أنْ تنطلقَ من داخلِ الحُدودِ السّوريّة، وعلى رأس أولويّاتها إنهاء هذا الوجود، لكن وفي الوقتِ نفسه يتقاطع نشاط الحزب مع حديث روسيٍّ – سوريّ عن تفعيل خُططٍ لإخلاء الجزء السّوريّ للجرود من مسلحي جبهة النصرة إلى إدلب، وربّما تأتي العمليّة العسكريّة من بابِ الضغط لتعزيزِ أوراقِ الإخلاء. وتُشير معلومات عسكريّة حصل عليها "ليبانون ديبايت"، أنَّ "أبو مالك التليّ أمير قاطعِ جرود القلمون بجبهة النصرة، قلّل من حركته في الجرود، وحصر وجود جماعته في قطاعاتٍ عسكريَّةٍ مُحدَّدة وهو يخوض غِمار اشتباك سياسيّ – عسكريّ مُتفاوت النسب مع داعش من جهة، وسرايا الشّام من جهة أخرى، فالأوّل يرفض إخلاء الجرود، أمّا الثّاني يحاول التليّ الوصاية عليه في مسألة التفاوض وربط الملف به، خاصّة وأنه يعتبر أنَّ نجاح النازحين بتسوية يعود عليه بالضرر. على جبهة جنوبسوريا يختلف الوضع بالنسبة إلى حزب الله الذي عقد العزم على استكمال مشوار تأمين الحدود اللّبنانيّة – السّوريّة، لكن هذه المرّة اختار الجهة السّوريّة الجنوبيّة المرتبطة مع جبهة جنوبلبنان، جغرافيّاً وسياسيّاً، لكن المُفارقة أنَّ هذه الجبهة محكومةً ببعدٍ إسرائيليّ بدأ يتمظهر من خلال السّعي لإنشاء مِنطقةٍ عازلة بدعم أميركيٍّ – أردنيّ هدفها الأساس، على ما تقول تسريبات إعلام إسرائيل، إبعاد حزب الله والحرس الثّوريّ الإيرانيّ عن خطِّ الجولان المُحتل. لكن وحتى الآن ترزحُ خُطط إسرائيل تحت وابل سرعة مثيلاتها لدى حزب الله، إذ علم "ليبانون ديبايت" أنَّ لواء عسكريّ على الأقل تابع للحزبِ كان يقوم بمهامٍ في منطقتي الزبداني – مضايا، نُقِلَ إلى منطقة القنيطرةجنوبسوريا قبل أسبوعٍ ونيِّف، عقب انتهاء الجولة الثانية من اتّفاقية القُرى الأربع. مصدر ميداني أكّد معلومات "ليبانون ديبايت" كاشفاً أنَّ "حزب الله بالتعاون مع الجيش السّوريّ، بدأ عمليّةٍ عسكريّةٍ في خطِّ حرمون بريف القنيطرة"، يتقاطع ذلك مع تمهيد هجومي بدأ في منطقة جبل حرمون جنوبيدمشق، يقوده حزب الله ويهدف إلى شقّ الطّريق نحو القنيطرة، وفقاً لما اعلنَ الاعلام العبري. وقال، أنَّ كتيبة ال42 السّوريّة التي تضمّ قوّات النّخبة وعناصر من الفرقة الرابعة تشارك في الهجوم إلى جانب عسكر من الباسيج الإيراني العامل تحت ذِراع الحرس الثوريّ. وبحسب المصدر الميداني، فإنَّ الهدف من شنِّ هذا الهجوم هو سباق محوره من يصل أوّلاً إلى شريط القُنيطرة المُلاصق لخطّ الجولان، وله غايتان: – إفقاد المِنطقة العازلة "المُقترحة" مضمونها، وإبعاد القوّات الأميركيّة والإسرائيليّة عن خطٍّ يمكن أنْ يُستَغل لدعم حركاتٍ من أجل العُبور نحو دمشق من الخاصرةِ الجنوبيّة الشرقيّة. – السّيطرة على سلسلة قرى جبل الشّيخ (محور حضر – جباثا الخشب – بيت جان) وبالتالي وصول حزب الله إلى عُمق منطقة العمل الأمنيّ الإسرائيليّ، وربطها استراتيجيّاً مع جنوبلبنان بصفتهما جبهة واحدة. كلام المصدر، عزّز تحليل أنَّ الضربة العسكريّة الإسرائيليّة التي حصلت فجر أمس، واستهدفت منشآت في مطار دمشق، هدفها تسديد ردّ فعل على حِراك حزب الله على جبهة جبل الشّيخ وتحويل أنظاره عنها.