"ليبانون ديبايت" – عبدالله قمح: لا تزيح غُبار المعارك في حلب، تركيز حزب الله على منطقة الحدود اللبنانية – السورية قيد أنملة، فضراوة المعارك هناك التي تُعبّد تحقيق الأهداف الإستراتيجية في ظل إشتداد تسرّبات خزان التداخل الأقليمي والدولي في مجرى المعركة، تنعكس بإسلوب أو بآخر، على واقع الحدود اللبنانية حيث يتحضر حزب الله لإقنتاص اللحظة ومباغتة المسلحين في خط إلتقاء محاور الشرق والغرب في القلمون. بدايةً، شهدت منطقة جرود الطفيل اللبنانية إمتداداً نحو جرود بلدة حام اللبنانية، حركة لافتة للمسلحين في الفترة الماضية تُرجمت من خلال دخول هؤلاء في العمق اللبناني وتنفيذ عمليات خطف. أمر أدركه وفهمه حزب الله وفسّره على أنه محاولة لخروج المسلحين من الحصار المفروض في هذا الجزء نحو التنفيس في الجانب اللبناني، وعليه، يجب إستعادة خطط الردع وتفعيل مبدأ سد المنافذ مجدداً. هنا، يؤكد مصدر ميداني ل"ليبانون ديبايت"، أن منطقة جرود الطفيل إمتداداً حتى سرغايا وسهل رنكوس، هي مكان نشاط لجماعة "لواء القادسية" التي تعتبر فصيلاً في الجيش الحر كان مصدر إلهامها النقيب المنشق عن الجيش السوري المدعو "أسد الخطيب" (قتل مطلع 2016 في معارك مع أحرار الشام). الأخير، وفي حمى معارك القلمون 2014 وجرود القلمون 2015 حُصر وجوده وجماعته في بلدة رنكوس، وبقيَ لمجموعاته هامش حركة في الجرود الممتدة من جنوب غرب الطفيل حيث بلدة "إفرة" والمحيط الملاصق لها "بلدة هريرة" (سيطر عليها حزب الله والجيش السوري مؤخراً)، وهذه تقع إلى الجنوب من الزبداني، بالاضافة إلى منطقة وادي بردى، ويمتد هذا الوجود ليشمل سلسلة جبال حلبون – سرغايا – هريرة. في العمليات السابقة، فصل الجيش السوري منطقة شرق القلمون عن غربها عبر الجرود حيث كانت جرود عسال الورد هي الحدود. طهّر حزب الله بشكل كبير جرود الغرب وبقيت له جرود الجراجير – قارة حيث يلعب هناك تنظيم "داعش" آخر أوراقه، بينما بقيَ في الجزء الشرقي جرود "رنكوس" والمدينة، إمتداداً نحو الزبداني – يقّين – مضايا وجيوب ليست قليلة موجودة في جردي الطفيل – سرغايا، فيما لا يزال هناك عمق جيد للمسلحين في منطقة وادي بردى حيث تتركز العملية التي يُعدّ لها من أجل فصل مصادرة قوة المسلحين وكمشهم بغاية عدم السماح بإستعادة قدراتهم العسكرية التي تمكنهم من الخروج من الحدود الضيقة المحاصرين فيها. وعليه، يتحضّر حزب الله حالياً حاشداً قواته في هريرة تمهيداً للتقدم بغاية السيطرة على "إفرة" الواقعة في شرقها ليكون بذلك قد إقتحم البوابة الشمالية لوادي بردى التي تضم قائمة قرى تسيطر عليها فصائل من الجيش الحر. الحشد في هريرة الذي يوحي بأن هناك عملية واسعة، تؤكد مصادر ميدانية ل"ليبانون ديبايت" أن "ساعة إتخاذ قرارها يأخذ في وقته، وهي ستكون عملية عسكرية سريعة ومباغتة تقتنص البلدة بهدوء وتعيد ربطها مع هريرة على أن يكونا مقدمة للتقدم نحو بقية المناطق شمالي الوادي". وإذ توحي المعطيات أن ثمة قرار من قبل حزب الله والجيش السوري بتطهير مناطق شمال وادي بردى وبالتالي فرض حالة عسكرية جديدة على الوادي – مصدر المياه لدمشق – ككل، لا تؤكد المصادر الميدانية أن هناك نية بمعركة شاملة لأن "الإهتمام الحالي منصب على الجهود في حلب، بل أن الأسلوب العسكري في هذه المنطقة يأخذ شكل عامل المفاجأة لإنقضاض سريع يكسر الدفاعات ويسقط القرى".