طيارة ورق أهلي بيتي عارفين كويس كرهي لنوم العصاري .. و لو أنا نمت في الوقت ده يشكوا بأني مريضة. المهم عيني غفلت و الغفلة عندي دقائق أصحى بعدها على خبر سيء أو فاجعة أو أصحى زهقانة زي ما حصل النهاردة بالضبط .. و علشان كده أقاوم النوم و يساعدني كل فرد في عيلتي . لو سمحتم مش عايزة أسمع أني متشائمة أو ده تخريف إلخ.. لأن ده وااااقع. في يوم في نفس الوقت العصراوي ده .. سمعت صوت أطفال ف الشارع: _ طيارة هييييه .. طيييارة هيييييه. مسمعتش صوتها و لكن صوت العيال كأنه بيصرخ فيا .. و كأن كنبة الأنتريه تنفرد تحتي تمهدني علشان أنام و بالفعل جاتني الغفلة إياااااها .. حاولت الهروب منها و أكلم نفسي.. أل طيارة أل هو في منطقتنا هنا مطار؟! أما عيال صحيح!! الصوت يعلا و أنا أغفل و شفت حلم اللهم اجعله خير. شفت فيه نفسي كنت صغيرة يعني سن خمسة ولا سبع سنين كده .. و ماسكة في إيدي مقص و ورق السيلوفان .. أطبق الورق كذا مرة و بعدين أقصهم علشان أعمل شرايط طويلة و بألوان مختلفة أحمر و اصفر و أخضر و أزرق .. و أخويا الكبير (عزت) و الأصغر منه مباشرة (سمسم) الله يرحمهم بقه.. بيعملوا طيارة ورق و بالشرايط دي يعملوا الديل الطويل.. و كل ما كان الديل طويل و ألوانه كتيرة كان أجمل و زاد عدد العيال المشجعين لنا .. و كان أخويا إللي أكبر مني مباشرة بعتبره توأمي لدرجة أني كنت ألعب معاه هو و أصحابه الكورة الشراب و بعدها البلاستيك و الكفر ..كنت ولد بجد. المهم سمسم يطير الطيارة و هي تعلاااا و ألوانها تزغلل في الشمس و عزت يمد بالخيط لحد ما الطيارة أختفت في السما .. و أنا أصرخ له : نزل الطيارة يا سمسم ..نزلها يا حبيبي .. سمسم و عزت فشلوا في إنزالها و هي نجحت في سحبهم معاها لفوق.. و أنا أصرخ و أصرخ.. صحيت من نومي سمعت فعلا صوت طيارات حربية تحوم فوق بيتي و كأنها هتقف عليه و لا هتضربه.. و كانت بتحتفل بنصر أكتوبر و صوت العيال ضاع قصاد صوت الطيارات.. طلعت بسرعة على السطح و أنا بقول للطيارات : أوعاكم تخبطوا عزت و لا سمسم و لا حتى طيارتهم . لقيت فعلا دموعي نازلة على خدودي بتحرقها .. و جوزي واقف ورايا بيعيط معايا و بيقولي . . تعالي نزورهم في قبورهم و نزلني للشقة و لبسنا و احنا بنعيط و سافرنا البلد و طول السكة ساكتين .. واتصلنا و احنا ف العربية ببنت أخويا عزت علشان تقابلنا و تفتح لنا المدفن بالمفتاح. وقفت عند القبر و حكيت لهم الحلم و أنا بيعيط و أكيد مش مفهوم من كلامي حاجة .. و سألت جوزي : ليه حلمت بالسن ده بالذات و بالطيارة الورق .. رد عليا و قالي علشان أختك سهير ماتت و أنتم بتطيروا الطيارة الورق على السطح و ساعة ما سمعتم صرخة أمكم .. بالفعل سبتم الطيارة في الفضاء و دخلتم تشوفوا أختكم في سريرها ميتة . قلت له : صح .. تفتكر ف الجنة طيارات ورق تلعب بيها اختي سهير؟ ********* إلى اللقاء في حلقة جديدة(سالمة المغربي).