أقام اتحاد الكتاب لجنة القصة والرواية، تأبينا للكاتبين الراحلين أبو المعاطي أبو النجا وأحمد الشيخ وبحضور أسرة الراحل أحمد الشيخ، أدارت الندوة: الكاتبة والإعلامية د.عطيات أبو العينين: وقد قدمت الندوة بنبذة عن الكاتبين وتخلل حديثها عن النزعة الفكرية التي كانت تغلب على كتابات أبو المعاطي أبو النجا ولم يكن يلتفت أبو المعاطي للنقد الذي يكتب عنه إلا تلك الرؤى النقدية المختلفة التي تضيف له. روايته "العودة إلى المنفى" واحدة من أفضل مئة رواية عربية. وهو أحد أبناء جيل بهاء طاهر وسليمان فياض ويوسف إدريس ويوسف الشاروني الذي فقدناه بالأمس فلقد جئنا نؤين الراحلين أبو النجا والشيخ ليفاجئنا الشاروني الكبير برحيله. أما الروائي أحمد الشيخ فقد ارتبط ارتباطا كبيرا بالأرض عبر عنها في كفر عسكر روايته التي تحولت لدراما، ولم يكتف برواية واحدة عن الريف بل عبر في ثمان روايات عن كفر عسكر والريف، كما كتب عن المدينةالإهداء الذي كتبه في كفر عسكر غاية في العمق والتكثيف والفلسفة والحب كذلك المقدمة التي بدأ بها الرواية، تدعوك كقاريء للتأمل كثيرا . وقد تحدث د.ثريا العسيلي أستاذ الأدب الحديث والشاعرة والناقدة عن الكاتبين وأن أبو النجا لم يكن يميل للظهور، وقدم للأدب أعمالا متميزة، أما أحمد الشيخ كان يتصدى للقضايا كان مهموما بالحياة الثقافية والكتابة والمثقفين ، رأيه في اتحاد الكتاب وعلى حد تعبيره" يظل اتحاد كتابنا بؤرة حوار ممدود يمتد ويطال المسئولين من كل المستويات لأنه واجهة وطن له تاريخ" لقد استطاع أحمد الشيخ أن يحفر اسمه في عالم الأدب بجدارة . كما أضافت د.نوران فؤاد: أن التربة الخصبة التي نشأ فيها وترعرع فيها الكاتب أحمد الشيخ جعلته يعبر عنها في كفر عسكر وغيرها من ابداعاته المختلفة، أما أبو المعاطي أبو النجا هو كاتب له خصوصيته وكتاباته فكل أديب يختار المجتمع الذي يحب أن يندمج فيه . وتتحدث القاصة والمترجمة :رانية أبو العينين جلست إلى مكتبى على مقعدى المريح أنظر إلى صديقى الحبيب فى هذا الكون انه قلمى …. فإذا به يجذبنى من زراعى و ينطلق بى إلى مكان لم أعهده من قبل ثم توقفنا فجأة أمامه….. تأملته جيداً …. انه هو فى جلسته الهادئة المتواضعة يلتف فى عباءته الصوفية الفاخرة سانداً يده على عصاً أبنوسية الخامة و فى يده الأخرى كتاب يقرأه ….. حدقت جيداً فى عنوان الكتاب و كان (العودة إلى المنفى) …… اقتربت منه مهللة من الفرحة قائلةً : أستاذى الفاضل الأستاذ أبوالمعاطى أبوالنجا..فإبتسم الرجل ابتسامة هادئة مشيراً إلى بالجلوس فجلست و باغته بالسؤال…. بطل هذا الكتاب هو عبدالله النديم فمن هو برأيك ؟ أومأ برأسه إيماءة حكيم الزمان ثم قال : عبد الله النديم، الساحر المهزوم، جليس الأكابر والصعاليك ومضحكهم جميعاً . . الرجل الذي ورث الشرق فأصبح أي شيء شرقي يمكن أن يُنسب إليه بدءاً من خطيب الشرق إلى باعث نهضة الشرق . . هو الشاهد على وهج الحلم والأمل، وخيبة الهزيمة والإدراك. الكاتبة سلوى الحمامصي : أبو المعاطي أبو النجا هو أحد جيل الستينيات في الأدب المعاصر، نموذج للتحول من قصة الفكرة في البدايات والذي اعتقد البعض أنها مقالات وضعها الكاتب في صورة قصة، إلى الديناميكية والحركة والحوار واهتمامه بالمشهد. ومن أقواله ينشغل عقلي كما ينشغل عقل أي كاتب بأفكار ورؤى كاملة أو ناقصة من ذلك الصراع شبه الأدبي في داخل الفرد بين النزوع إلى توسيع دوائر الحرية والإبداع. الكاتب والسيناريست صلاح معاطي راح يتساءل هل يخطف المجمع اللغوي الكاتب من الإبداع؟ وأجاب أرى أن هناك بعض الهيئات الثقافية طبيعتها تكبل المبدع بالعديد من المهام التي قدتعوق المبدع عن ممارسته للعملية الإبداعية على أهمية تلك الهيئات وأهمية العمل الذي تقوم به. أما عن أبو النجا فلقد قابلته في عام 1995 وأهداني روايته العودة إلى المنفى ومجلة العربي هو شخصية متحفظة قليل الكلام لا يظهر كثيرا في المحافل الأدبية ونستطيع أن نصف كتابات أبو المعاطي أبو النجا الأولى بأنها تنتمى إلى المدرسة الواقعية المفرطة، مع البحث النفسى داخل الشخصيات القصصية والروائية فيما بعد، حيث إن أبو النجا كانت لديه قدرة فائقة فى تتبع سلوك أبطاله بدأب دارس عميق لشخصياته، وذلك قبل أن يكتب روايته العظيمة "العودة إلى المنفى" التي صدرت عن دار الهلال عام 1969، وهي عملت على تقديم شخصية الزعيم الشعبى الكبير عبد الله النديم ، وتعتبر الرواية من أبرز الروايات التاريخية في مصر والعالم العربي، ويضاف إلى أبي النجا أنه كتب عددا من الدراسات النقدية حول روايات وقصص عربية، لتعطى بعدا آخر يفصح عن ذائقة نقدية فريدة. وعن رواية العودة إلى المنفى حاول أبو المعاطي أبو النجا التعبير عن ألم نكسة يونيو 1967 من خلال استدعاء التاريخ في شخصية عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية. بينما نجح أحمد الشيخ في التعبير عن النكسة من خلال إزكاء الروح الوطنية من خلال الرؤية الكونية لكفر عسكر ولابد لنا أن نتذكر تاريخ كتابتها بعد النكسة وقبل أكتوبر إبان احتدام الصراع العسكري وفي أوج بعث الروح المصري واستنفاره لمقاومة الشعور بالانسحاق تحت وطأة المعركة الأولي واستجماعها للهمة لخوض الجولة الثانية التي كانت قد بدأت بحرب الاستنزاف في هذا المناخ يستلهم أحمد الشيخ نبوءة توفيق الحكيم في عودة الروح الكاتب فوزي وهبه: في الحقيقة قدمت رواية عن حرب أكتوبر بعنوان عيون على الخط وكان يشرف على الإصدار أحمد الشيخ وكنت الوحيد الذي تقدمت من الصعيد فوجد أن يمنحني الفرصة ويقدم عملي ليعطي أهل الصعيد فرصة للنشر .ويعطي للصعيد حقه لهذا أعتز بروايتي عيون على الخط فهو إنسان محب للخير يبحث عن غيره من الكتاب يحمل الحب للاتحاد وأعضائه. تتحدث هدى يونس أخت الراحل أحمد الشيخ وقد حاولت أن تتماسك فخانتها دموعها أحمد كان حريصا على معرفة مابين السطور أي ما لا يقال من الشخصية التي أمامه وهناك شخصيات تشبهه كثيرا في أعماله، هو كاتب غير محدود يغوص ويكتب صحيح أنه يحمل مرارة بداخله لأنه لم يجد التقدير الموازي لما يقدم. هو كاتب يكتب بعمق بدأ كتابته قبل دخول الجيش ولكنها تعمقت بعد خروجه من فترة الجيش. أما زوجته السيدة ماجدة الشيخ لم تستطع الحديث وخانتها بالفعل عبراتها وتركت الحديث لابنه حازم أحمد الشيخ مخرج كان صوته متأثرا للغاية لكنه غالب دموعه وهو يقول: والدي أحمد الشيخ ارتبط بالأرض كان يكتب عن الآخر بموضوعية وحرفية دائما يسبقنا بخطوتين حتى كتابته في دائرة الإنحناء كان يعبر من خلالها أنه لا يمكن أن نقوم من نكستنا إلا إذا اعتززنا بأمنا مصروكذلك عبر في رواية شوق يعرض دوافع المغتصب من وجهة نظره وصاحب الحق من وجهة نظر أخرى . أما عن علاقتي بوالدي فلقد كان بمثابة الأب والأخ والجد والصديق يمنحني النصيحة كيفما ووقنما أحتاجها أنت تجده بالكيفية التي تحتاج إليها، يمنحني وإخوتي النصيحة دون مباشرة هو العالم بالنسبة لي ولأسرتنا الصغيرة هو المحب دائما لمصر والمرتبط بالأرض.