"لا نهضة شاملة دون تحقيق نهضة ثقافية".. قناعة طالما رددها المثقفون وخاصة ما بعد ثورة يناير، مؤكدين أن معطيات الواقع المصري الآن وما نشهده من تهديد للهوية الوطنية يلزمنا بضرورة استعادة وجه مصر الثقافي والإبداعي، لكن هل تتحقق تلك النهضة المرجوة دون وجود رئيس يؤمن بأهمية الثقافة؟ بل دون وجود رئيس يقرأ؟ ومن ثم وجهت «البديل» هذا السؤال إلى مجموعة من المثقفين: ما هي أبرز الكتب أو الروايات التي تقترح على الرئيس الجديد قراءاتها؟ يقترح الكاتب والقاص سعيد الكفراوي على الرئيس الجديد، قراءة أدب نجيب محفوظ وتحديداً رواية «الحرافيش» مشيراً إلى أنها قائمة على فكرة العدالة والانتماء للفقراء والمهمشين، كما تتناول فكرة الحرية بعمق شديد، وأن مجمل قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، والاقتصاد الجيد، هي سعي مصر الحقيقي لبناء دولة حديثة، وأضاف "الكفراوي" أقترح عليه أيضا قراءة الكتب التاريخية التي تتناول تاريخ مصر العظيم، لعله يجد سؤاله الغائب. بينما ينصحه القاص الدكتور أحمد الخميسي بقراءة رواية "العودة إلى المنفى" لمحمد أبو المعاطي أبو النجا، مؤكداً أنها واحدة من الروايات القليلة التي تؤكد أن الشعب المصري لا يكف عن الثورة، ذلك من خلال تناولها لرحلة حياة «عبد الله النديم»، ويضيف «الخميسي»: أنصحه أيضًا بقراءة ثلاثية نجيب محفوظ لأنها تتناول فترة طويلة من تاريخ مصر. ويرى الشاعر ماجد يوسف، أنه من الأفضل للرئيس قراءة روايات محفوظ التي تنبأت بنكسة 5 يونيو 67 مثل "ميرامار، وثرثرة فوق النيل"؛ ليدرك أهمية العمل الفني الصادق وقدرته على استشراف المستقبل، كما ينصحه أيضًا بالاطلاع على كتابه الصادر مؤخرًا عن الثقافة الجماهيرية "جر شكل.. نظرات وعبرات في أحوال المجتمع المصري"، ويضيف "يوسف": سأرسل نسخة من كتابي إلى الرئيس لأن الكتاب يقدم تحليلات –أعتقد أنها وافية- لكل المشكلات التي تقف عائقًا أمام تحقيق نهضة حقيقية. لكن الكاتب والناقد سيد الوكيل، يرى أن قراءة الواقع أهم وأخطر من قراءة الروايات، موضحًا: كل المثقفين والحالمين أثبتوا فشلهم ولذلك أتمنى من «السيسي» أن يقرأ الواقع جيدًا لأنه هو الرواية الأخطر، وأعتقد أيضًا أنه قرأ كثيرًا من الأعمال الأدبية لأنه رجل مخابرات، والمعرفة الاستخباراتية تأسست على المعلوماتية. وينصحه الكاتب والروائي فؤاد قنديل، بقراءة أدب أمريكا اللاتينية وخاصة "روايات بارغاس يوسا"، مشيراً إلى أن "يوسا" من الكتاب الذين عبروا عن بشاعة الطغاة الذين دمروا شعوبهم حتى استطاعت هذه الشعوب أن تقضي عليهم وتقتنص الحرية. ويضيف «قنديل»: أنصحه أيضًا بقراءة رواية "ليالي ألف ليلة" لنجيب محفوظ لأنها تتناول فترة المماليك والطغيان، ورواية "الزيني بركات" لجمال الغيطاني، و"الثائرون نيامًا" لسعد مكاوي، وإن جاز لي أن اقترح عليه قراءة شيء من كتاباتي، فأتمنى أن يطلع على رواية "السقف والنبي الأزرق"؛ لأنها تركز على الشعوب المقهورة وحتمية مواجهة الديكتاتور والطاغية.