ماذا أفعل؟! إلى أين اذهب؟! لما تَضيق بي الطرقات رغم أنها مازالت واسعة؟! مازالت الاشجار تَبعِث ظلاً وفيرًا ولونًا مبهجًا بعيد الغَوْرٌ. السماء صافية. النجوم تَلمَع بلا غَمَسَ. الأرض ثابتة. النسَمات تُداعِب الوجوه. أرى كل هذا، لكني لا أشعر به. أمر بهم. أراهم. لكني لا اتأمل تأملاتي التي اعتدت عليها ولا أشعر بالدفء والحميمية التي تؤثر في الجميع. أشعر بالإحباط، لكني مُكَبَل. وبالفشل، لكني غير مسئول عنه. لا شيء بيدي يمكن أن أفعله. حاولت البقاء طويلاً، الْتَفَّ حول الظنون وأكبسها كَبسًا. الصقيع الذي شعرت به جعلني أهرب. فأنا لا أحيا في الأجواء الباردة وبين الجدران التي تَنشَع رطوبة. لا أنجو إلا بالدفء والود والحياة الحقيقية. أنا الشقيّ المتعب. أحدِق في عَتَبَات تلك البيوت التي تَنظر إليّ وكأنها تراقبني؟! تتوعدني إن حاولت العبور. بأي ذنب أصبحت منبوذًا؟! ماذا جَنيت؟ على أي شيءٍ اُلام وفي حقيقة الأمر أنتم المُلامون. أنا الأبديّ الظُلم. القبيح أَلأشْعَث. الذي لم ينج من عيبٍ واحدٍ. رغم كل هذه الاتهامات المُلاقاة على كتفي، كنت أرغب في البقاء. أفكر في العودة. استجدي الفرصة؛ لكن بعد تلك الليلة لم يَعُد في إمكاني البقاء ولو لليلة واحدة. *** هشام و مهند ورامز، ثلاث اصدقاء جمعتهم صُدفة غريبة في قِسم الشرطة. كان يقوم كل واحدٍ منهم بالإبلاغ عن حادث سرقة ببيته، والمُفارقة أن بعد التحقيقات تَبَيّن أن طريقة السرقة واحدة وأنها في الأغلب مجموعة من اللصوص اختاروا تلك البيوت ليَسطوا عليها في وقتٍ واحد، ويسرقوا بعض الأشياء الثمينة. في هذا اليوم عَرف الشباب الثلاثة أنهم يقطنون في نفس الحي، وبالقُرب من بَعضهِم. وبسبب هذا الحادث ومحاولات الشرطة للعثور على تلك العصابة، تَعددت لقائتهم وتَوَطدِت علاقتهم واصبحوا أصدقاء. ثلاث شباب في أعمار متقاربة، وجوههم وملامحهم مألوفة تُحب أن تَطَلَّعَ فيها. مقبلون على الحياة. يصنعون البهجة من أي شيء. جمعتهم صُدفة أخرى هي أن ثلاثتهم لم يَمُر على زواجهِم بِضعة أشهر. تجمعهم بزوجاتهِم علاقة قوية تملأها الود والتفاهم. تَعَودوا أن يلتقوا كل اسبوع. أحيانًا يلعبون ألعابٍ مختلفة للتسلية كالدومينو أو الطاولة. يضحكون. يثرثرون. وفي أحيانٍ أخرى يتحدثون عن مشاكلهم اليومية أو المهنية. مر عامان. الأصدقاء يتقابلون دون انقطاع إلا إذا مرت بهم ظروفٍ عصيبة، لكن شيئا فشيئا، ويوم بعد يوم لم يعد الصَخب والضحك يصاحِب جلساتهِم. تَعَذَّرَتْ المُضْحكات. ونَدرَت الحكايات الطريفة و أصبحوا أكثر هدوئًا. لدرجة أن النادل الذي يعمل في المقهى التي اعتادوا اللقاء فيها أنتبه لذلك وسألهم، لكن هذا السؤال لم يمر عليهم عاديًا، ولم يعتبروه ثلاثتهم أنه سؤالاً من نادلاً يحاول أن يظهر أمامهم أنه ينتبه ويهتم بزبائنه و كل من يرتاد مَقهاه. كان بمَثابة نَاقوس لهم أن هناك أشياءً ما تتغير في حياتهم وأحوالهم. لحظات صمت سَيطَرَت على جَلسَتهِم. الأصدقاء الثلاثة ينظرون لبَعضهِم البَعض. كلمات سجينة حُلُوقهِم. حبيسة خوفهِم من التصريح بها. فجأة. نطق ثلاثتهم في لحظة واحدة جملة واحدة وهي " أنا لم أعد أُحِب زوجتي. " *** اليوم هم صامتون. مستكينون. مقهورون، وربما نادمون، لأنهم لم يتخلوا عن الوَعد الذي قطعوه على أنفسهِم. أصبحت الكلمات مُتَعثِرة والحديث فقير و زهيد؛ بعد أن قام كل واحدٍ مِنهم بتنفيذ ما تَم الاتفاق عليه. هذا الاتفاق كان قبل رأس السنة بأسبوع، وكان الشَرط الأول هو أن يكون الاحتفال بالعام الجديد مع زوجاتهِم مختلف عن العامين السابقين. وأن يتركوا الأمر يفرض نفسه. إذا مازال هذا الشعور الذي اعترفوا به معًا مازال يسيطر عليهم ولم يتغير أي شيء بعد تلك السهرة المميزة؛ أن يلتقوا في المقهى في اليوم الأول من العام الجديد في العاشرة مساءً. الشرط الثاني كان أن يتحدثوا بمنتهى الصراحة والصدق عن حياتهِم وما حدث في هاذين العامين، وجعلت ألسنتهم تطلق هذا الاعتراف دون حساب أو تفكير. كان السؤال من أين يبدأ الحديث. هل من بعد الزواج والشهور الأولى؟ أم من أول خِلاف حَدث بينهم، أم من المرة الأولى التي تسلل فيها الشعور بالملل وبدأ شعورهم يتغير، ولم يعد البيت مكانًا ذو أُلفة ودِفء وحميمية كما كان في السابق. كان القرار أن من يبدأ الحديث أولاً هو من يُحدِد من أين يبدأ الحديث، ليس لأنه أكثر حِنكة ويَعلَم من أين تؤكل الكتف، لكن لأن المُغامِر الأول والأكثر جرأة من بينهم بالحديث عن مشَاعرة اولاً؛ يَستَحِق أن يكون هو المُشرِع لقوانين الجَلسة، و على الأخرين احترام ذلك. *** هشام قرر أن يبدأ هو الحَديث، وأن تكون البداية منذ أن تعرَف على زوجته، ليست رغبةً منه في إجبار مهند ورامز على أن يفعلا المِثل، ولكنه لم يجد اسْتِهْلال مناسِب إلا من ذي اليَوم. هشام:- أحببتها من يوم أن وَقعت عينايّ عليها لأول مرة في الشركة التي أعمل فيها – أنا أعمل في شركة لتجميع السيارات كما تعلمون- لم يكن ذلك لأنها جميلة فحسب أو لأنها أجمل من رأيت في حياتي، لكنها كانت تمتلك شخصية أّسِرة، تستحوذ عليك في لحظات. كانت عندما تمُر في مكان يتنحى الجميع جانِبًا وكأنها أميرة بل سلطانة. هذا الإحساس يتغذى ويزداد أَزْرًا، إذا ما تحدثت معها، إمرآة طموحة، جميلة، ذكية، ذات خُلق وأصل، والأهم من كل ذلك تشعر أنها قريبة من القلب، وشخصية قوية. تَحدَّت رغبات أهلها منذ أن كانت مراهقة ودَرسَت هندسة السيارات رغم معارضتهم ومحاولات إقناعها أن هذا المجال لا يناسبها، لكنها أصرت وفعلت ما تريد. كانت علاقتنا تَقوي يومًا بعد يوم، خاصة بعد أن أفصح كل منا عن ما يُخفيه في قلبه. تَمت خطبتنا بسرعة و دون مشاكل، بل كان التفاهم حليفنا في كل المراحل إلى أن تزوجنا. مرت شهور من السعادة لا يمكن أن أصِفها، ملأت حياتي بهجة وحب وفرحة أكثر مما خلقته بمجرد أنها تواجدت في حياتي. كان مجرد أن استيقظ من نومي وأرى وجهها كفيلاً لأن يمتلأ جسدي كله طاقة إيجابية، شئون صغيرة يمكن أن تمر على الجميع لكنها كانت تملأني نشوة ومتعة. أن تضع في فنجاني قطعة سُكَر وتذوبه بيدها. أن تطارد خصلة من شعرها عيناها وتحاول إزاحتها، ولا تكف عن معاكستها ومضايقتها إلى أن تثبتها خلف أُذنِها. رامز:- شئون صغيرة… وأيُّ صغيرة! هشام:- لَكَ أن تُصدِق أو لا تفعل، لكنها الحقيقية! مُهند:- إذًا ماذا حَدث لكل هذا الحُب؟! هشام:- الطمع! مُهند:- كيف؟ هشام:- كلانا طموحان، نهتم بعملنا أكثر من اللازم، وياليت المال هو ما نسعى له، لربما كنا فكرنا ذا يوم أن نُنفِق ما جمعناه، لكن النجاح شهوة ايضًا كلما حققت شيءً ما، تزداد الرغبة في أن تحقق ما هو أكثر. تملكتنا تلك الشهوة لدرجة أننا قررنا أن نؤجِل إنجاب ولو طفل واحد، خمس سنوات. لم ننتبه أن نجاحنا ومراكزنا في عملنا حقًا تكبر، لكن حُبنا يتلاشى ويتضاءل ويَصغَر. لم تعد العيون تتحدث، ولا قلوبنا تَنبض. بالكاد نلتقي على وجبة فِطار أو غذاء، لكنها لا تخلو من المكالمات الهاتفية الخاصة بالعمل. هل تصدقا أننا قضينا ليلة أمس نتحدث عن مشروع جديد للشركة، وأن نجاحنا فيه سيؤهلنا للحصول على فرصة للعمل في المانيا. رامز:- لماذا لم تحاول التحدث معها؟! هشام:- فَعلت، لكنها لم تفهم ما أقصده. ظنت أنني أريدها أن تهتم بالبيت وبي أكثر. لكن المشكلة أنها لم تكن مهملة في البيت أو فيّ، المشكلة أنها لم تَفهَم أني أريد شغف وجنون وطاقة عاطفية تنبع من الداخل، من أعماق قلبها. مع الوقت أصبحت مثلها، لا أُنكِر أن بيننا تفاهم وهدوء واتزان لا يوجد عند الكثيرين، لكني لا أخجل في أن أعترف أني عُرضة لنزوة، إن صَدفتها. حقًا أقولها دون تفكير، فلم يعد ما يَجعَل بيتنا للحب مأوى. وليلة أمس أكدت ذلك للأسف. *** رامز:- بما أن هشام بدأ قصته من حيث تَعَرَف علي زوجته؛ فعلىّ أن أبدأ أنا أيضًا من البداية، ويبدو أن الأمر سيكون شاقًا فقصتي بدأت منذ الطفولة. أنا لم أتعرف على زوجتي بإرادة كاملة. فتحت عينايّ على الدنيا من خلالها، فهي ابنة عمي وصديقة طفولتي وشبابي. أدركنا الحياة معًا. وتطورت خِبراتِنا معًا. وجودها في حياتي كان واقعًا فُرض علي الجميع. كنت صغيرًا جدًا عِندما بدأ قلبي ينبض لها. أشيائنا الصغيرة وعالمنا الصغير وضحكاتِنا وعراكِنا؛ لايزالون يملأون قلبي جَذل وسعادة حتى الأن. تلك الدعابات الرقيقة الصغيرة التي كانت تبتكرها كنت أعشقها. كانت تفرك يديها الصغيرتين ببعضهم وتملأهم بالدفء وتضغط بهم على عيني وهي تقول " ستري النجوم في هذا السواد"، وظلت تلك العادة تلازمها كلما غَضبت منها وأثارت جنوني لأي سبب. ومهما حدث لم تَفقِد تلك العادة تأثيرها. هشام:- شيء رائع أن تكون حبيبتك رفيقة عُمرَك، تشعر بأنها حقًا خُلقَت لأجلك. رامز:- كنت أظن ذلك لوقتٍ قريب، لكن الحقيقة هي أنها احتكرت خبرتي وتجاربي ومشاعري دون قصد منى أو منها. لم أرى نساءً غيرها، لم أدخل في تجارب عاطفية أو جسدية مع غيرها، باتت هي بالنسبة لي كل نساء الأرض. لا أعلم إن فكرت هي أيضًا في ذلك أم لا. بينما فكرت وأصبحت مهووس بفكرة هل هى فعلاً الوحيدة التي تناسبني؟ هل هى فقط القادرة على إسعادي؟. حتى في علاقتنا الجسدية؛ لم أستطع أن أُميز هل ما أشعر به معها أقل أم أكثر متعة من الشعور الذي سأشعر به مع غيرها. لم أنفك من التفكير إلى أن حولت هذا الهوس إلى حقيقة، وتعرفت على إمرأة أخرى، كانت زميلة جديدة في العمل. إمرآة جميلة وناضجة. لن أدعي أنها حاوَلَت لَفت انتباهي أو إثارتي، لكنها سايرَتني وتجاوبت مع مشاعري عندما حاولت التقرُب منها. تَطورَت علاقتنا بسرعة أو بالأحرى أنا من أردت ذلك وفَعَلت ذلك، لكنى لم أكن على قَدر كافٍ من الخبرة تَجعلني قادر على إخفاء ما فعلته، وأني تَمَرَّغت في فِراش أُنثي غيرها. عرفت كل شيء وجَنّ جنونها، وبطبيعة الحال انهارت الثقة بيننا رغم أني نَدمت كثيرًا، ندمًا وليس مصطنعًا للتأثير عليها. اكدت ذلك بعدم تكرار تلك التجربة. أعلم أنى أخطأت في حقها، وأن الدافع غير مُقنِع. وأن ما حدث لها كان خارج عن سيطرتها تمامًا. تَحَوَلت حياتنا لحِمل ثقيل لا نَقوى على حَمله معًا، فهي لم تطلب مني الانفصال فقط من أجل ابننا، لكنها أيضًا لازالت تحمل في قلبها غضبًا ولم تُجاهِد نفسها في أن تتخلى عنه وأن تُسَامِحَني ونبدأ من جديد وكأنها أصبحت أمرآة عاقر عن إنجاب الثقة. خرج الحب ولم يعد. ليلة أمس مَرَت دون مشاكل هذا صحيح، لَكِنها تَحجَجَت بأن والدتها لن تتحَمل الوَلد طويلاً وطلبت أن نَذهَب بعد ساعة. لم نحتفل حتى ببداية العام الجَديد معًا. تأكدت أن ما كان بيننا لن يعود مهما فَعَلت وأن لم يَعُد بيننا ما يَجعَل بيتنا للحب مأوى. *** مهند:- لم يتبق غيري، قصتي تختلف عن قصتكما نوعًا ما، فأنا وزوجتي لم نكن السبب في ضياع ما كان بيننا. رامز:- اذًا من كان السبب؟ مهند:- والدي كان شريك لوالدها في أكثر من مشروع. كانا صديقان منذ فترة طويلة، وكنا نلتقي من وقت لأخر، لكن لم نكن نتحدث كثيرًا. ذات مرة التقينا بالصدفة في الجامعة، لم نكن نلتق كثيرًا لأننا كنا نَدرس في كلتين مختلفتين. مع مرور الأيام تعددت لقائتنا وتعلقنا ببعضنا البعض مدة دراستنا في الجامعة، وقررنا أن نُخبِر والدي ووالدها بعد أن أنهينا دراستنا بأننا نريد أن نتزوج. هشام:- اممممممم فَهِمت…. لم يوافقوا مهند:- لا بالعكس وافقا الاثنان وفرحا جدًا رامز:- ثم؟! حدثت مشكلة كبيرة في مشروع من مشاريعهم المشتركة، واختلفا الاثنان وأنهوا شراكتهم، ثم حَدثِت خلافات أكثر وهم ينهون شركاتهم. مهند:- ألهذا الحد؟! هل وصل الأمر لخلافات شخصية وقطيعة؟! مهند:- وصل الأمر إلي مكائد وتوريط بعضهم البعض في جرائم خطف وحيازة مخدرات هشام:- حقًا؟! مهند:- نعم. لم يكن أمامنا إلا حلان؛ أن نتخلى عن بعضنا أو نتزوج دون إرادتهم. فكرنا كثيرًا وحاولنا أن ننهي ما بيننا. لكن رغبتنا في أن نكون معًا.، كانت أقوى بكثير من قدرتنا على تَحمُل الفراق. حاولنا الدخول في أى علاقة أخرى لربما نَنسى ويَقدِر الطرف الأخر على الاستحواذ على مشاعِرنا. لكننا فَشلنا نحن الاثنان. لم يتَبَق لنا خيار إلا أن نهرب منهم. ترَكنا الإسكندرية وجِئنا إلى القاهرة. هشام:- وماذا عن أهلك وأهلها؟ مهند:- رغم كل خلافاتِهم اتفقا الاثنان على شيء واحد؛ هو التبرّأ مني ومنها وحرماننا من إرثهِم. رامز:- بِئْسَ تلك الحالة! مهند:- لكن يبدو أن الحب وحده لا يصنع عائلة وعِزوة وحياة سعيدة مستقرة. تَعَددت خِلافاتِنا. في كل مرة كانت نظراتنا تفضح ما بداخلنا، وكلما اشتاق أحدًا منّا لأهله، يلقي اللوم على الأخر. ويمكنني أن أقول وأنا نَاعِم البال ومُرتاح الضَمير؛ لولا أن ليس أحدًا منا أحدٍ أخر سوي الأخر؛ لما بقينا مع بعض حتى الأن، فبيتنا رغم ما واجهناه لنبنيه لم يعد أيضًا للحب مأوي. نعم لم يعُد لي مأوى في بيوتكم، وأشعر أن ليس لي مأوى في بيوتٍ أخرى كثيرة. أنتم أموات وأنتم لا تَعلمون. فالحياة بدوني قبرًا جماعيّ. اعملوا، تَنفسوا، اضحكوا كلوا واشربوا، وتخيلوا أنكم أحياء. لكن تذكروا جميعًا أنني لا استقر واستكين، إلا بين هؤلاء الذين يقدّرون حقًا قيمتي ويحافظون عليّ. حقًا انا قدر من عند الله، لا يد لكم فيه. لكن الاحتفاظ بي، بين ايديكم وطَوع تصرفكم وتمسككم بتِلك المنحة الربانية. هناك من يعيشوا ويموتوا دون أن يشعروا بلذة الحياة، ويكون نصيبهم من الدنيا قدرًا واحدًا أخيرًا هو الموت.