قيل قديما ان الشعر رسالة تحمل مضمونا من مرسل إلى مرسل إليه. ولكن هاتيك الرسالة قد تكون للاخر او للذات فتخلق مونولوجا حواريا ترتد فيه الذات إلى أناها الاولى وتستدعي جوابا في لا وعيها وبذلك يغدو الشعر رؤية مكثفة تتكلف بارهاصات الأنا ونبؤات وجودها. وفي مقطوعة الشاعرة منال دراغمة حوارية بين الذات الثانية والانا الاولى اذ تحاول الذات الثانية المرور فوق نكوص الانا الاولى لتصل الى النبؤة التي عجزت عنها الانا في وجودها. اذ تحيل حوارية القدر وحيازته الى انه رؤية ذاتية تنبؤية عجزت الانا عن الدلف الى بنيتها فتكلفت الذات الثانية في الولوج اليه. ومايؤكد ذاتية القدر في نص الشاعرة هو تغليف النبؤة بالحلم الواعي والربط بين الحلم والقدر على انهما تواشج سيفضي الى خير فالقدار محملة بالايجاب والسلب والاحلام تلوح برؤية الخير اكثر من الشر. واما دلالة الربط الثانية بين النسقبن فهي محاولة تخويل الحلم من النيؤة الى قدر محتوم وتتجلى تلك المحاولة في قولها: " في العام الجديد ساعبر اليك حافية القدمين مغمضة العينين" اذ يتجسد في الاغماض والتحفي اصرار تحقيق نبؤة الحلم والامساك بماهية القدر مع ميل الذات الثانية وهي تسعى لتحقيق رؤيتها. الى رفع امارات الصفح والنسيان والشوق : "يلتف حول معصم ولهي منديل تدلى من فم المسافة" ومن ثم يتراى الحلم حقيقة والنبؤة وجودا فيكون القدر واقعا والتماهي بين الذات والاخر يوتبيا وجودية: "ليصمد هذا الزحف الحارق من قفصك الصدري نحوي" ان النص يتحول في بنيته الزمنية من الاستشراف للقدر الى وضع نهايته الزمنية بوساطة تحديد زمنية انتهاء القدر بزمن انتهاء صمود الزحف الحارق او الدعوة التي انبعثت منها رسالة الشاعرة. وتستثمر الشاعرة ثيمة التكرار اللفظي: " انا قادمة او قادمة لامفر ثالث" بيد انها تحاول فك الارتباط بين دلالة اللفظ الى دلالتين : دلالة القدوم ، ودلالة القدوم المغيب ومايؤكد ذلك قولها(لامفر ثالث)اذ فرقت بين الدلالتين فكانت الاولي تاكيدية وكانها تلمح الى (انا فاعلة هذا)وكانت الاخرى يوتوبيةتلمح الى(انا ساكون قادمة على الرغم من غيابي الوجودي). ويخلص النص الى تحقيق نبؤة الذات بعد نكوص الانا والى انتهاءلعبة القدر المؤجل بانفضاء زمن الصبر. إلى قدري للكاتبة _ منال دراغمة خلفَ كواليس الحلم في العامِ الجديد سأعبرُ إليك حافية القدمين مغمضة العينين يلتف حول معصم وَلَهي منديلٌ تدلى من فم المسافة ليصمد هذا الزحف الحارق من قفصك الصدري نحوي.. انا قادمة أو قادمة لا مفر ثالث…