ناصيف جاسم: الكلاسيكية بين تعادلية الكتلة واحترافية الكثافة

قراءة تحليلية في اعمال الفنان العراقي ( نصيف جاسم)
عندما تستوقفني الالوان زهراوات البساتين .. والحروف متراقصة علي فضاءات السطح .. والعائلات اللونيه لها وسامات الطرح .. فأدرك انني في عالم الحقيقة مملكة الحروف والألوان التي تؤرخ للعشق والحلم.. وتبدو مستحضرات لعرائس البحر
هذه الحروف هي نبؤات والألوان عاشقات متعشقات في ميزان التداخل والانسجامات الحروفيه والتشكيلية .. هنا مستوطنات الرؤى والتماهيات اللونيه والإعلان عن تجمعات لمفردات شفيفه ولغويات ومساحات تملك جغرافيا الاحلام لتفتح دينمائيه الخطابات السيميولوجيه وتنطلق في فضاءات متراقصة لتصنع مجدا علي لوحات تتخذ من قمم النخيل زمكان ومن ملمس الشمع احساس.
انه عالم الفنان العراقي التشكيلي والخطاط والرسام المبدع (نصيف جاسم) عالم من والروعة والشمولية والتنوع فهو العاشق المتيم بالحرف استخدم الحرف العربي في تشكيلات رائعة تاخذنا لعالم المتعه واللامتناهي والغير تقليدي , تبحر بنا معالجاته الي عوالم غير مالوفه وهو يمتلك القدره علي توظيف الرؤى التخيليه التي لها ابعاد بصريه رائعة بتشكيلات حديثه قودت سلطة المرجعيات المرتبطة بقواعد الخط العربي وقوانينه وهنا الفنان يقدم الحرف في شكل نص يأتي في صورة متراقصة علي فضاءات السطح ويمتلك لغة تخاطبيه تواكب مجريات المعاصره , وكل حرف هو نص بذاته يقدم استاتيكا لها مضمون قوي مدهش وهو يجمع بين التنوعيه واللامتناهيه في النصوص الحرفيه فهو ينتمي لعائلات الالوان والخط العربي كخط الثلث وبعض الخطوط الكرلماتيه التي يصوغها في اشكال بصريه تحتوي علي طاقه استاتيكية لها ابعاد روحيه وتعطي علامات ورمزيه بشكل منفتح يمتلك المساحه ويقدم هوية متفردة وفلسفه دراماتيكية بأسلوب خاص.
ونلاحظ ارتباط الحروف والألوان بعضها ببعض مما يشكل سيميائيه ووحدة بنائيه تعادليه لامتناهيه في الشكل والمضمون تتحدث بلغه شفيفه منفتحة وبصياغة بشكل جمالي وهو له استراتيجيه وفلسفه خاصة في التناول والطرح
فهو فنان احترافي بامتياز وشمولي متنوع الرؤى والمواهب وهو علم من اعلام الفن التشكيلي والخط العربي في العراق والوطن العربي ونحن نعتز بأعماله ونفخر بها ونعتبرها تثري ساحتنا الابداعيه ورصيد زاخر لمكتباتنا وهو فنان وجهة مشرفه لكل مبدع وأعماله علامة مضيئة في تاريخ الفن التشكيلي والخط العربي وهو قيمه فنية كبيره عربيا وعالميا ..