قراءة تحليلية في أعمال الفنانة العراقية (الموصلية جنة احمد عزت عدنان)

( جغرافيا الأحلام وروعة الأقلام .. بيان)
بقلم الباحث الناقد (محمود فتحي – مصر)
الفنانة العراقية الموصلية جنة عدنان فنانة احترافية جغرافية الهوية فهي الكاتبة والخطاطة العالمية تقمصت الحروف فلبست لباس الحلم قضيه علي أرضيه مشتركة
أساسها العربية هنا تنطلق مراكب الشمس وتبرز الأحلام موصلية هذه جوازات الحروف
لها هوية اسمع صوت الشتاء زمهرير ومراكب الأوجاع قلوع شراعية هنا الحروف
والخرائط جغرافيه هنا الموصلية وقناعتها بوحدوية القضية
إنها المحطة الكبيرة في تاريخ الفن المعاصر وهي الجغرافية المتميزة والمتفردة في منطقة صعبة مابين مناخ الحلم وتضاريس الحرف فهي التي استطاعت أن ترسم الخرائط بشكل فني وتجويد هندسي بارع وبمقاييس بيانيه غير تقليدية فهي في قلب الحدث تؤرخ وترسم لقضية لقد استخدمت الفنانة جنة عدنان ثقافتها وموروثها الحضاري في توظيف الحرف لخدمة القضية العربية فاستطاعت بمهارة عبقرية وفنيه ورؤية هندسيه وتكتيكات جغرافيه أن ترسم خرائط الدول العربية علي وجه التاريخ فقد قدمت القصص القرآني والآيات القرآنية بشكل مطابق مع المكان وهو مكان وقوع الحدث القرآني
قدمت الكتابات بخط الثلث الجلي وبالبنط العريض بهويه كلاسيكيه غاية في الروعة والديناميكية فكانت الحروف والمقاطع تقدم بشكل تكتلي أكثر انفتاحا واستطاعت أن تتحرك بالحروف والمقاطع بمسار وفق اتجاه سير الخريطة والحركات البيانية لها
وتأتي كتاباتها بشكل تكتلي رائع البناء ومتعادل في توزيع الكتلة رغم توزيع العناصر بشكل منفتح ولكن الحروف عندها أخذت أبعاد هندسيه رائعة البناء
ويجيء التشكيل عند الفنانة ببنط عريض ورفيع وبأحجام مختلفة لخلق كتله متعادلة وكسوه للحروف والمقاطع تملاء بها الفراغات العلوية والسفلية فما أعظم هذا التشكيل الذي يخلق كتله بنائيه متماسكة متعادلة وهي تعتبر مدرستها الخاصة في التشكيل الإعرابي والتزييني ولها فلسفه خاصة بها في كيفيه التوفيق بين الكتلة والكثافة
وتلعب الكثافة في كتاباتها دورا محوريا هاما تأتي علي الوجه الايجابي حيث تمتلك مهارة تضفير الحروف والتداخلات المقطعية والتشعب القوي المتماسك لمقاطع الحروف الذي يدلل علي مهارة هذه الفنانة ومرونة يدها العالية
ومن ضمن المهارت التي تمتلكها الفنانة (جنه عدنان) أنها تكتب بكلتا اليدين في وقت واحد جملة كتابية بمهارة وتعادلية واتزان وقوة في الحرف وهذه مهارة لايمتلكها كثيرا من الخطاطين وهي منطقة إبداع متفردة
ولقد استطاعت أن تنافس الرجال في هذه المنطقة من الإبداع وهي رسم خرائط الدول العربية وتوثيق القصص القرآني مكان حدوثه إذن هي في قلب الحدث وتوفق القصص القرآني مع الزمكان ولا أبالغ عندما أقول أنها أعطت أكثر مما أخذت فهي قدمت لجميع الدول العربية خرائط كتابيه في صوره هديه لتؤرخ للحدث وتجعل من الخرائط تاريخ لكل دولة
ونحن بالنيابة عن كل محبي الخط العربي نكرم هذه الفنانة في قلوبنا وعقولنا لان كتاباتها خرائط محفورة في الذاكرة وستبقي تاريخ ونتمني من كل محب وذواق ومالك قرار أن يكرم هذه الفنانة العملاقة لان تكريمها هو تكريم لنا ونحن نتشرف بعروبتها فهي منا ونحن منها وهي وجهة مشرفه ونقطة نور موصليه وسفيرة القلم والبيان .