أيّها العالم اللعين هل لي أن أكون ما أنا بداخلي و لو للحظةٍ مُتناسية، أيها العالم اللعين أستسمحك عذراً لكن هل لك أن تُزيل يديك عنّي ، ألا ترى عينيّ تدمعان طوقاً للإنفلات ، للتحليق ،لا ليس نحو السماء بل ذاتي , أأستطيع أن أعود لها ? إن مشيّتُ في طرقات الحياة المتشعبة وقفت هناك ضاحكاً مستهزأً : "عليك الركض بدلاً من المشي " ، فتضع يديك على خاصرتي محكماً الإمساك و تدفعني بلا هوادة لأركض ، لألهث بلا دربٍ ، بلا مرشدٍ كالمكبين على وجوههم ، تصرخ بي من بعيد :" أسرع أسرع" و من بين الظلمة الحالكة أُبصر بريقاً خافتاً ، فأستسيغ قسوتك لما توشك يداي على إلتقاطه ، خطوة خطوتان ، أمد بيدي لإنتشال البريق علّني ألعقهُ أشربهُ ، فأصيرُ نوراً لا ظلمةً ، لكنّك تضربني على يديّ قائلاً :"ليس هذا الحلم حلمك ، هذا البريق خلق لغيرك " "بل هو لي ، هذا البريق الأزرق المُعتم خُلق من بعد إنزال الله لي لتجده أنايّ و تنتشله" "كلا". فتبسط كفيك أمامي ، أنظري كل هذا البريق متاحٌ لك ، فقط عليك الإختيار ، أُدير لك ظهري راكضة نحو البريق الأزرق و بلمحةٍ أجدك تضعه بيدين ليستا لي . تبصُقني أعلى طريقٍ آخر ، فأحفر آخراً ، أمشي حيناً ، أستظل أسفل فيء شجرةٍ و عندما أنتهي أحرقها ، مهما حفرت مهما عليتُ، هويتُ، زحفتُ ، انحرقتُ ،تجمدتُ ، لا أستطيع أبداً إلتقاط بريقي الأزرق ، لا أستطيع إرضاء العالم ! فتحنو نحوي ملامساً خصلات شعري :"فلتُخطي معي ، ستجدين السعادة ،حاولي يا ابنة الشمس الحارقة" ، بيأسٍ أضع يدي بيده و أخطو أياً ما يرسمه أمامي و أحياناً كثيرة خلفي ، و كلما تأرجحت بدهاليزك المُفرغة يحشو الأزرق ذاته عميقاً بي حتى حملت بطفله ، و لن أنسى أبداً أيها العالم اللعين كيف وضعت يديك على رحمي محاولاً إجهاضي و لم تنجح فصرخت بوجهي إنكساراً :" أنت خللٌ ، معطوبةٌ بلا أمل" . الأزرق لطالما كان بي لا أحتاج إحتوائه بين كفيّ ، الأزرق أنا ، أنا الأزرق . نوال هند.