أمسية ثقافية وتشكيلية رائعة شهدها جاليري ضي – اتيليه العرب للثقافة والفنون – حيث تم افتتاح معرض الراحل الكبير محمود أبو المجد الذي ضم أكثر من مائتي عمل فني في مجالات الفنون التشكيلية من تصوير ورسم ونحت وسيستمر المعرض لمدة أسبوعين وقام الجاليري باقتناء جميع الأعمال المعروضة . وعلي هامش المعرض تم تدشين الكتاب الخاص به الذي أعده جاليري ضي ونظم الجاليري امسية ثقافية قدمها هشام قنديل رئيس مجلس ادارة اتيليه العرب للثقافة والفنون وشارك فيها الناقد والفنان عز الدين نجيب والدكتور مصطفي الفقي والمهندس محمد محمود ابو المجد نجل الراحل الكبير والدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية الاسبق والفنان طارق الكومي مدير متحف مختار والدكتور أيمن السمري والفنان خالد أبو المجد والفنان محمود الببلاوي ولفيف من الفنانين ومحبي الفنون التشكيلية. في بداية الأمسية قال هشام قنديل اننا حصلنا علي هذه الاعمال بعد عناء وبحث طويل واوضح ان هذا نهج ينهجه الجاليري في البحث والتنقيب عن الاسماء المصرية المظلومة في الحركة التشكيلية المصرية سواء كانوا من الراحلين او المعاصرن واشار ان هذه خطوة اولي ستتبعها خطوات اخري في نفس الاتجاه وقال الفنان والناقد الكبير عز الدين نجيب أنه شهق عندما شاهد المجموعة الكاملة لهذا الفنان العبقري الذي ظلم حيا وميتا وأشاد بالدور الكبير الذي يلعبه جاليري ضي في اعادة اكتشاف هذا الفنان من جديد … فتلك حقا إضافته إلى الفن المصري التي لم يلتفت إليها النقاد و الفنانون على إمتداد عدة عقود، وآن الاوان اليوم للكشف عنها وتتجلي بوضوح المشاهد السردية للوحة في ثنائيات و ثلاثيات بشرية تعبر عن هول القارعة، و بتصدر هذه الملحمة شخص جهة اليمين يمد ذراعيه يستصرخ الجنديين الواقفين عاجزين بلا حول و لا قوة، وعلى اليسار عجوز آخر ممددا على ظهره عاريا بلون أخضر كالموت … وفي أغلب اللوحات الزيتية او بالنحت البارز في الخشب يستخدم أسلوب التقطيع إلى مقاطع منفصلة / متصلة تعكس الحس الحكائي السردي مستهلما مشاهد من جحيم رسالة الغفران للمعري بين العالمين العلوي و السفلي واضاف عز الدين نجيب أنني عرفت أبو المجد شخصيا في بداياتي الفنية أواخر الستينيات عند ترددي على مقر الادارة العامة للفنون الجميلة بمقرها القديم في سراي النصر بالجيزة، حيث كان يعمل موظفا بها، وكان يشكو دائما من تهميشه الطويل – عن عمد – بتسكينه في عمل إداري لا يناسب تخصصه فوق ما كان يعانيه من سوء معاملة المدير العام له، والمفترض أنه فنان يقدر قيمة المبدع و يعمل على مساعدته و إن كان رئيسا له، وربما عانيت شخصيا من سوء معاملة نفس المدير فترة عملي تحت رئاسته لكن لأسباب أخرى، إلا أن شخصية محمود أبو المجد جعلته يفضل قضاء ما تبقى من فترة خدمته بالحكومة بعيدا عن أية صراعات ويعمل في صمت و صبر بمنزله سنوات طويلة، دون أن يسعى لإقامة معارض لأعماله حتى يتواصل من خلالها مع متذوقي الفن و نقاده، ويوضع في مكانه الصحيح في الحركة الفنية، باستثناء معرضين علمت أنه أقامهما عامي، 1962 ،1968ولم أكن أقيم بالقاهرة خلال هذه الفترة، و قد حاولت مرارا معرفة مصيره و مصير أعماله و قت كتابتي لفصول كتابي » فنانون و شهداء , » وفشلت في الامساك بخيط يوصلني إليه أو إليها، وظل بالنسبة لي فصلا مجهولا و عالما يستعصي الدخول إليه .. لكن هذا لا يعفيني من المسؤولية في الحقيقة .. ! و هأنذا الآن أعتذر عن تقصيري في حقه كأحد شهداء الفن في مصر! واليوم تقدم إلينا قاعة » ضي » بالمهندسين أعمال هذا الفنان بعد تجميعها من أسرته ربما لأول مرة وقال الدكتور صلاح المليجي ان المعرض مفاجأة من العيار الثقيل وهو أكثر من رائع ويؤرخ من جديد لفنان لم يلق عليه الضوء يقدمها باقتدار جاليري ضي ليعيد ترتيب الحركة الفنية المصرية من جديد ويواصل نهجه في الكشف عن كنوز لم تر من قبل والجميل ان المعرض يصاحبه كتاب يوثق لاعمال الفنان مصحوبا بنص متميز للفنان والناقد عزالدين نجيب. وقال الفنان طارق الكومي أن هذا المعرض هو أحد أهم المعارض التي شهدتها الحركة التشكيلية المصرية في المرحلة الاخيرة والجميل ان الفنان بارع في جميع فرروع الفنون التشكيلية من تصوير ونحت ورسم وقال الكومي ان الظروف ساعدت ان تكون هذه المجموعة كلها في جاليري ضي دون ان تتناثر بين ايدي الورثة او ايد المقتنيين. واعرب الفنان محمود الببلاوي عن اعجابه الشديد للمعرض وقال ان هذه الاعمال بحد ذاتها مدرسة تشكيلية قائمة بذاتها ويجب ان تدرس للجميع .