لا صوت ينهش بلحمي ، ولا وخزة تُفزع جسدي للدوران حول مركزي بإستمرار حتى يصيبني الغثيان ، لا صديقة باكية أمام عينيّ متكئة أعلى كتفيّ ، لا نزوة عابرة تبقيني دافئة ليومين أو ثلاث قبل أن يعود موسم الشتاء ، و لا أنت أينما كان لا في قصائدي المحتضرة ، ولا مُسّمر مثبت أمام عيناي ، اللعنة عليك كيف هبطت من غيمة أحلامي المهترئة دون أن ألحظك منسّلاً، فمن له أن يثبتني على الصراط تساقطت مساميري واحدة تلو الأخرى آخذة معها ما كان مني ، بل منها ، لا أنا الطرية اليوم ، ودعتها زمناً بعيداً ، أجلستها على حافة الهاوية أروي لها كيف تفتت لقطعٍ كثيرةٍ صغيرةٍ هشة لا تستطيع يداي إصلاحها من جديد ، أزين لها الموت و ما يحمله من سبات طويل سيكفن دماغها المحترق لنهاية هادئة لطالما تمنتها ، أرنم أجود لها النور الواحد الأحد في عتمتها فدفعتها لمصرعها المحتم ، أنا الآن تجربة الحياة المتمكنة أعلى جسد إنسان ، أنا الآن وعائظ بشر متجمدة الفتيل ، أنا القوية المُتصلبة ، فاقدة حشرجة الصوت عند البكاء ..هي ميتة فهل أنا حية ? حاولت إحياءها كثيراً ، كلما سقطت رفعتها عن الأرض ، كلما جُرحت قطبت لها الجروح غرزةً غرزةً ، و كل مرة تفرغ حقيبتها من حبوبها المهدئة خانقة أنفاسها ، أفتح فمها و أنفخ لها كل ما أملك من أكسجين ، لا يمكنني أن أخطو مجدداً بجثة محملة داخل أحشائي ،لكنك قضية خاسرة أيتها الطرية أعلم إني أعلم بيقينك العميق أن ليديك الصغيرتين إزاحة بضع ثوابت من الحياة ، أعلم أنك ظننتي نفسك قضية ممكنة ، لا تبكي أيتها اللعينة ، أفلتي أظافرك من أعلى جلدي و لتفن فناء يليق بأسطورة لم تستطع أن تكون يوماً ، سنجتمع يوماً بعد أن يتعب الجري قدميّ بعد أن تفرغني الدنيا من ذاتي كما فعلت بك ، و لو لي التمرد على قانون الإستمرارية لأفلت يدي معك . نوال هند