مقارنة بالعام الماضي تنفرد الماركة التجارية لساعات كوروم السويسرية التي تأسست في العام 1955 بثقل استثنائي في ذاكرة الأجيال، إذ ترتبط بصور العراقة واصالة ضبط الوقت وأناقة دقيقة تعود الى القرن التاسع عشر، تماما كرئيسها التنفيذي دافيد تراكسلر، الذي يؤمن بأن الساعات الكلاسيكية الثمينة والراقية أبدا لا تعرف طعم الخسارة أو تتأثر بأي عوامل خارجية من تحديات اقتصادية أو سياسية حول العالم. يتمتع دافيد تراكسلر بخبرة تزيد على 15 عاما في قطاعات السلع الفاخرة، بداية بشركة Bulgari ثم شوبارد، إضافة إلى خبرة واسعة اكتسبها نتيجة شغله منصبيْ المدير الإداري لدى شوبارد في كل من إيطالياوالولاياتالمتحدة، ومدير التراخيص. وُلد السيد دافيد تراكسلر السويسري المنشأ في مدينة نيويوركالأمريكية، وقد أمضى معظم حياته في الخارج، كما أنه خريج كلية العلوم السياسية من جامعة ميلانو الإيطالية، إلى جانب ذلك فهو يتمتع بخلفية متعددة الثقافات. ويؤكد تراكسلر على ثقة الماركة بسوق التجزئة في الإمارات بالرغم من التحديات الاقتصادية الدولية، خاصة مع نمو أصحاب الذائقة الفنية من محبي اقتناء الساعات السويسرية الثمينة، وأن لا ركود في المرحلة المقبلة:"انا متفائل بالمستقبل لأننا جزء من بنائه. يتحدث الرئيس التنفيذي لشركة كوروم عن صناعة الساعات بشكل عام. * ما هي أهم التوجهات تأثيرا على صناعة الساعات في رأيك؟ لقد نضجت السوق الآن سواء من حيث أحجام الساعات أو التعقيدات التقنية. وباتت السوق اليوم تبحث عن شيء جميل وربما غير تقليدي وفاتن بعض الشئ.. نؤمن بوجوب تضمين بعض المتعة في منتجاتنا، فضلا عن الدراية والتكنولوجيا الفائقة. وهذا هو محور تشكيلة "ببل"، التي تمثل حقا إحدى ساعات كوروم بالتعاون مع فنانين من جميع أنحاء العالم. * ما هي توقعاتك لهذا القطاع مستقبلا؟ في الواقع نحن متفائلون نظرا لأن بداية العام كانت رائعة ونحتاج إلى العودة بالشركة إلى مكانتها كعلامة رائدة للساعات الفاخرة. يسعدنا تسجيل نمو سنوي بنسبة 80 % مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يبدو رائعا في ظل حالة الركود العام في سوق الساعات الفاخرة والهبوط الشامل في صادرات الساعات السويسرية. إلا أن كوروم تقاوم ذلك بفضل أسلوبنا الناجح في السباحة ضد التيار رغم مؤشرات السوق الباهتة. تمثلت أهم دوافع نمونا الرئيسية في الأسواق الكبرى مثل الولاياتالمتحدة وجنوب شرق آسيا. واليوم باتت العلامة أقوى مائة مرة. أنتجنا العام الماضي 10,800 وحدة ومن المتوقع أن يكون هذا العام أكثر بكثير. * ما مدى أهمية سوق الشرق الأوسط لعلامتكم؟ يرجى ذكر بعض الإحصائيات إن أمكن، أو على الأقل نسبة الحصة السوقية؟ لا تزال منطقة الشرق الأوسط سوقا في غاية الأهمية لعلامتنا. نتوقع أن تصل حصة سوق الشرق الأوسط إلى أكثر من 15 % من إجمالي مبيعاتنا حول العالم هذا العام. إلا أن ذلك لا يتضمن المبيعات التي تتم لعملاء الشرق الأوسط في باريس، لندن أو أي مكان آخر. تقوم سوق الشرق الأوسط على هواة الساعات المميزين الذي يؤثر بشكل كبير على عالم الساعات الراقية ككل. * في رأيك ما أهمية صناعة الساعات الذكية وساعة آبل على وجه التحديد؟ هل تعتقد أن ذلك سيكون له تأثير طويل المدى على صناعة الساعات السويسرية". ساعة آبل رائعة، كما أن جيل الساعات المتصلة يعد عالما مثيرا جديد كليا على السوق وسينمو قطعا. إلا أنها لا تحتوي على هوية كوروم بالتأكيد ولا أعتقد أن أي ساعة يمكن أن تكون أذكى من ساعتنا الساحرة "جولدن بريدج" بحركتنا الطويلة التي لا تضاهى! * هل العصر الذهبي لصناعة الساعات قد ولّى؟ وهل تعتقد أنه سيعود للذروة مجددا؟ لن أقول أن هناك طفرة أخرى قادمة، لكني أقول حين يكون لديك تجارة بأرباح جيدة على مدى 30 عاما عليك أن تتوقع أنها سوف تنضج في نقطة معينة وأنها تنضج لذلك فهي تجارة أفضل. أتصور أنه حين تكون الأمور طبيعية أكثر فإنها تكون تجارة أفضل. * ما هو دور الأبحاث والتطوير في التطوير المستمر للعلامة؟ بازل ورلد هي المنصة التي نعرض من خلالها أحدث إبداعاتنا للعالم للوقوف على الإتقان الفني والإبداع في التصميم لمحترفينا. لقد لعب البحث والتطوير ولا يزال دورا فاعلا جدا في تحديد طريقة تطوير العلامة بمرور الزمن. لقد أنجزنا استثمارات هائلة في مصنعنا لآليات الحركة – EMC. وسوف يتزايد تشغيل ساعاتنا بآلياتنا بداية من العام الحالي. * في رأيك ما هو الموديل الأيقوني في كوروم؟ بكل تأكيد "جولدن بريدج" – إنها ساعة فريدة، خاصة ونحن الشركة الوحيدة التي تصنع شيء كهذا. إلا أن كوروم لها تاريخ طويل في القطع الخاصة التي صنعتها على مدار السنين، راجع الأرشيف وسوف تذهل لما تراه. سترى قطعا مثل ساعة "كوين" التي ارتداها الرؤساء، وآندي وارهول، من Bee Gees، تعلم، لأناس خاصين يختارون ارتداء ساعات خاصة. ذات يوم آخر رأيت ملك أسبانيا والذي كان يرتدي إحدى ساعات "أدميرالز كاب"، كما أنك ترى الكثير من الناس ممن يمكنهم تحمل تكاليف ما يريدون واختيار ما يريدون ويكون اختيارهم لكوروم. كما أنهم يختاروننا على مدى السنين وهو ما يكسبنا مزيدا من الخصوصية. * في ظل التشكيلة الواسعة لساعاتكم، ما هو تحديدا موقع العلامة والركاتز التي يعتمد عليها نموها؟ حسنا، أعتقد أنه التحدي. أساسا، لدينا ثلاث علامات في علامة. لدينا أدميرالز كاب، ببل وجولدن بريدج. وحين يكون لديك هؤلاء الثلاثة عليك أن تكون قادرا على ترويجهم كما أنهم غير مترابطين إطلاقا، وإنما مختلفون كل الاختلاف. إلا أن هذه التشكيلات الأيقونية كانت الركائز التي اعتمد عليها نمو العلامة التي تمنحنا مرونة في السوقة حيث أن أدميرالز كاب مثلا تؤدي بشكل أفضل في أوروبا فيما تكون جولدن بريدج أقوى في آسيا. لذلك لدينا نقاط قوى مختلفة في أسواق متباينة. * ما هو أفضل خطوطكم من ناحية الأداء؟ إعادة إطلاق "ببل" كان أمرا في غاية الخصوصية على مستوى الكم والكيف. على الجانب الآخر، تظل جولدن بريدج المستديرة أفضل منتجاتنا مبيعا من ناحية القيمة. * ما هو الجمهور المستهدف ل "ببل" وكيف يتسق ذلك مع قصة العلامة؟ لقد كانت "ببل" من القطع الأيقونية منذ إطلاقها في 2000، وهناك الكثير من هواة تجميع "ببل". نوعها ينتمي لعالم مختلف. إنها ساعة مجنونة تروق لمن يريدون تصنيع ساعات حقيقي وفي الوقت نفسه يريدون شيئا مختلفا بلمسة مميزة. إنها ساعات خاصة لأناس خاصين. الاختلاف كله يكمن في سرد القصة – قصة مجنونة، مسلية ومضحكة. زبون "ببل" زبون ثري ينشد لمسة مميزة. لذلك ما نراه هو أناس يتوجهون للمتجر بحثا عن ساعة فاخرة وفي المقابل ينتهي بهم الأمر بشراء خمس، ست أو سبع ساعات "ببل"، ونرى الكثير من عمليات الشراء المكررة هذه. * كيف ترى كوروم اليوم؟ وبعد خمس سنوات؟ بصفة هامة هذه التجارة تجارة صحية متطورة – عصر الأنا العظيمة ينهي زمن مشاركة الإنصات والانفتاح يفتح. لا بد أن نضع في اعتبارنا أننا لا ننقذ أرواحا، إنما نبيع ساعات فقط للسعداء، حيث أن لا يوجد من يشتري ساعة في يوم شاق. تتمحور هذه التجارة حول تكريم أنفسنا، متعة العطاء وجمال المنتجات مع فخر أولئك الذين يصنعونها. لا يمكنني التنبؤ بالمستقبل، كل ما أعلمه هو أننا في كوروم، في Citychamp معا نسعى للإقناع. * ما هي أهدافكم طويلة المدى بالنسبة للعلامة؟ آمل أن تكون العلامة ضمن خمس علامات تصنف على أنها علامات في غاية الخصوصية يحرص هواة التجميع على اقتنائها. الأمر لا يتعلق بالحجم، وإنما بالتمير. وأعتقد أن جولدن بريدج لا بد أن تكون إحدى هذه الساعات التي يحرص على اقتنائها كل من يهوى اقتناء الساعات. وأتصور أن "ببل" لها مكانتها هناك أيضا. الأمر يتعلق بهوية العلامة أكثر من حجم العلامة.