الأمير تمر الحسنى. الزردكاش ………. هو احد المماليك الجراكسة من الذين كان لهم عنصرًا فاعلا في توجيه دفة الأمور وبخاصة فى نهاية الدولة المملوكية الجركسية . …. امتلكه السلطان سيف الدين إينال، ثم انتقلت ملكيته للسلطان الغورى الذى تقلد عرش مصر فعينه اميرا (رئيسا ) للرماحة، وهم مجموعة من فرسان المماليك يبلغ عددهم أربعين مملوكاً يترأسهم امير واربعة باشات يرتدون الملابس الحمراء المميزة لهم , ليتقدموا الإحتفال بخروج المحمل الذى يحمل كسوة الكعبة المشرفة، ليستعرضوا فيه مهاراتها فى اللعب بالرماح . …….. خلع السلطان الغورى على معلم الرماحة "تمر الحسنى" لقب الزردكاش اى ( المسئول عن المكان المخصص لحفظ السلاح والعتاد ) فى التاسع من شهر رجب عام 910ه عقب الانتهاء من دوران المحمل …. خرج الأمير تمر الزردكاش مع السلطان الغوري فى موقعة مرج دابق لملاقاة الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم الأول بالشام حاملا السنجق ( العلم ) فى مقدمة الجيش فقاتل قتالا عنيفا مما مكنهم من الانتصار فى بادىء الامر …وهذا ما أورده إبن إياس الحنفى فى كتاب بدائع الزهور فى وقائع الدهور عندما ذكر قائلا : ان الأمير تمر الزردكاش كان أحد المقدمين الذين قاتلوا قتالاً شديداّ وكانت النصرة لعسكر مصر أولا . :… تمكن سليم الاول من ان ينهى المعركة لصالحه زاحفا للقاهرة بعد هزيمة الغورى الذى سقط مشلولا من هول الهزيمة , فقد ذكر ابن الزنبيل الرمال الحدث بقوله : فلما تحقق السطان من هزيمته نزل عليه فى الحال فالج ( أى شلل ) فطلب ماء فشرب منه قليلاً وخرجت روحه من شدة قهره وسقط تحت سنابك الخيل). …. وبانتهاء المعركة فر أمراء المماليك بما فيهم الزردكاش صوب مصر التى تولى سلطنتها الأمير طومان باى ابن أخ السلطان الغوري، والذى انتهى به الأمر بهزيمته أمام سليم الأول العثماني في الريدانية ففر هاربا محتميا بجامع شيخو بشارع الصليبة بحى الخليفة …. طالب سليم الاول من امراء المماليك بالظهور واعدا إياهم بالأمان فى اوراق مكتوبة. وضعوها على رؤوسهم ووضعوا فى رقابهم مناديل الأمان …….. استغل الزردكاش وامراء المماليك الموقف لصالحهم فقرروا مهاجمة على السلطان طومان باى وهو بجامع شيخو وقبضوا عليه ووضعوه فى الحديد، وسلموه باليد إلى السلطان سليم خان إبن عثمان ………. ظن الامراء ان هذا الأمان يفيدهم فعندما قابلوا سليم الاول سألهم: لم تركتم ملككم وجئتم إلى عدوكم؟ قالوا: آثرنا خدمتك على طاعته واخترنا أن نكون من أجنادك فقال لو كان فيكم خيراً لكان طومان باى ووبخهم بالكلام وبصق فى وجوههم وذكر لهم ظلمهم وما كانوا يصنعون وأمر بضرب أعناقهم بين يديه وهو ينظر اليهم …. ذكر أبو العلا خليل : أن نساء الأمراء ظلت ترشى المشاعلى ( أى القائم بتنفيذ القتل ) حتى يمكنهن من نقل جثث أزواجهن ليحضرن التوابيت للدفن فى الترب المخصصة لهم، وصارت الجثث مرمية تنهشها الكلاب وحملت زوجة الأمير تمر الحسنى الزردكاش جثمانه ودفنته بقرافة سيدى جلال الدين بالسيدة عائشة فى تربته التى بناها لنفسه فى عهد السطان المملوكى قنصوه الغورى ليدفن بها حين يأتى الأجل المحتوم. . …. وعلى الباغ تدور الدوائر ايها الزردكاش اميمه حسين