ناقد فنى / ومستشار تحرير مجلة الخيال تفاجأ الجميع يوم الخميس 2/8/2016 بصدور قرار غريب ومريب وصادم من رئيس هيئة قصور الثقافة سيد خطاب بوقف صدور مجلة ( الخيال ) تلك المجلة التى كانت حلما ظلت الحركة التشكيلية والثقافية تحلم به منذ أكثر من مائة عام حتى تحقق الحلم عام 2010 وهى مجلة متخصصة فى الفنون البصرية وليس الفنون التشكيلية فقط .. حيث أعطت المساحة لأقلام وتجارب جادة فى الفن التشكيلى والسينما والمسرح والأوبرا … الخ ومنحت الفرصة لمئات الكتاب والنقاد وقدمت خدمة ثقافية لمناطق كانت محرومة منها طوال عمرها خصوصا فى محافظات الأقاليم والصعيد وسيناء والوادى الجديد .. وغيرها وتشهد على ذلك أعداد المجلة ..!!؟؟ وقد تواصلت هيئى تحرير المجلة – وأنا شخصيا- مع السيد وزير الثقافة حلمى نمنم والذى أكد منذ أيام قليلة على أنه سيحافظ على المجلة حتى ظهر فجأة هذا القرار الصادم والذى أثار موجة غضب عارمة بين جموع الفنانين والنقاد والمثقفين .. فهل السيد رئيس الهيئة هو الذى أصدر هذا القرار دون علم الوزير بقصد توريطه والإساءة إليه .. أم ماذا ..؟؟ وخصوصا وأنه أمده بمعلومات كثيرة خاطئة قبل ذلك ..!!؟؟ لقد مر على المجلة العديد من وزراء الثقافة – أكثر من 7 وزراء ثقافة – لم يتخذ أحد منهم مثل هذا القرار الغريب المعادى للفن والثقافة حتى علاء عبدالعزيز وزير ثقافة الإخوان …!! ورغم أن السيد رئيس هيئة قصور الثقافة – سيد خطاب – قد أقاله وزير الثقافة السابق جابر عصفور وأحاله للرقابة الإدارية .. إلا أن الوزير الحالى قد أعاده الى منصبه دون تفسير أو مبرر واضح … لماذا ذهب .. ولماذا عاد …!!؟؟ ومن الواضح ان القرارات التى أصدرها سيادة رئيس الهيئة هى قرارات لوئد مشروع النشر بالهيئة والقضاء عليه تماما .. فعندما تحول إصدارات ورقية الى إلكترونية فإنك تقضى عليها .. وعندما تحول سلاسل شهرية الى فصلية فإنك تقضى عليها … وعندما توقف مجلة الخيال ومجلة أبيض وأسود وسلسلة كتب التنوير .. فبالتأكيد أنت جئت لتقضى على أى أمل فى الأبداع أو فى تنوير العقول .. !!؟؟ مما دفع البعض الى التأكيد على أن مثل هذه القرارات الظلامية لا تصدر إلا من الخلايا الإخوانية النائمة والمتشعبة فى كل إدارات الوزارة والوزير هو أول من يعلم ، وخصوصا بعدما كشف الكاتب الكبير محمد السيد عيد عوراتهم وتبرأ بشكل معلن – فى العدد الماضى جريدة القاهرة – من قرارات لجنة النشر التى صدرت بإسمه وأكد أنه تم التلاعب بها وتغييرها وأنهم إستخدموا إسمه كنوع من التضليل لخداع الوزير والمثقفين …!!!؟؟؟ ولا أدرى ماذا ينتظر وزير الثقافة لإقالة رئيس الهيئة والتحقيق معه بعد أن تأكد له أنه يضلله ويعرض عليه معلومات خاطئة .. والى متى سوف يتحمل الوزير أخطاء وخطايا رئيس الهيئة ..؟؟ والغريب أن هذا يتم فى الوقت الذى تتنافس فيه الدول العربية على إصدار المجلات الفنية والثقافية – حيث تصدر دبى مجلة وتصدر قطر مجلة وتصدر الكويت مجلة وأيضا الأردن وأخيرا تونس – بينما تتراجع مصر عن دورها الريادى والثقافى وتتنازل طواعية عن قوتها الناعمة وتترك الساحة لطيور الظلام … والسؤال لمصلحة من كل هذا ….!!!؟؟؟ فهل هذا هو المشروع التنويرى والثقافى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى .. وهل هذا هو ماخرجب من أجله جموع المصريين فى ثورة 30 يونيو المجيدة .. وهل هذا هو ما إعتصم المثقفون من أجله فى وزراة الثقافة فى 2013 لذا فأنا أدعو الوزير حلمى نمنم الى ضرورة مراجعة هذا القرار حتى لا يكون نقطة سوداء فى تاريخه .. وحتى لا يذكر التاريخ أنه جاء ليغلق منافذ الإبداع بدلا من أن يفتحها ويزيد منها ..!!