أثار قرار غلق مجلة الخيال التابعة لهيئة قصور الثقافة أخيرا موجة غضب عارمة بين جمع المثقفين خاصة عقب تصريح وزير الثقافة بانها باقية مما يعكس بشكل واضح حالة الارتباك في صنع واتخاذ القرار. في البداية أكد الناقد الفني د. خالد البغدادي أنه تفاجأ مثل الوسط الثقافي كله بقرار وقف إصدار مجلة متخصصة في الفنون البصرية, بعد أن كان القرار نقلها الي قطاع الفنون التشكيلية, خاصة بعد ما أكد له حلمي النمنم وزير الثقافة شخصيا أن المجلة باقية بهيئة قصور الثقافة.. وفوجئ الجميع بقرار وقفها. وأشار إلي أن الكاتب الكبير محمد السيد عيد رئيس لجنة النشر تبرأ بشكل معلن من القرار المزعوم الذي صدر أخيرا باسمه باغلاق المجلة, وأكد أنه تم التلاعب بهذا القرار واستخدم البعض اسمه كنوع من التضليل لخداع الوزير والمثقفين لأن هناك من يعبث بمقدرات الهيئة العامة لقصور الثقافة وقد تم نشر هذا التكذيب في العدد الأخير بجريدة القاهرة مما يبرهن علي ان الوزير ادلي بمعلومات خاطئة ولجنة النشر بريئة من تلك الإدعاءات. لافتا إلي أنه تعاقب علي المجلة العديد من وزراء الثقافة ولم يتخذ أحدهم مثل هذا القرار الغريب المعادي للفن والثقافة حتي من علاء عبدالعزيز وزير ثقافة الإخوان آنذاك!! وتساءل بغدادي: هل هذا هو المشروع التنويري الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ وهل هو ماخرجت من أجله جموع المصريين في ثورة30 يونيو المجيدة؟.. وهل هذا ما اعتصم من أجله المثقفون في وزراة الثقافة منذ عام2013 ؟. من جانبه أشار الفنان أحمد الجنايني رئيس تحرير مجلة الخيال إلي أن قرار الغلق مؤسف جدا خاصة في الوقت التي آلت فيه المجلة إلي مستوي تتحدي به مجلات كثيرة بالمنطقة العربية بشهادة المتخصصين سواء من ناحية المادة التحريرية او الإخراج الفني وفي ظل زيادة ارتفاع توزيعها يسعي د. سيد خطاب رئيس هيئة قصور الثقافة لإغلاقها واهدائها إلي قطاع الفنون التشكيلية بالرغم ان هذا ليس من صلاحياته لان المجلة جزء لايتجزأ من ممتلكات الهيئة منذ مايقرب من7 أعوام. لافتا إلي انه سعي لمقابلة وزير الثقافة الذي ابلغه بأن نسبة التوزيع تراجعت ووصلت إلي20% بحسب تقرير رئيس هيئة قصور الثقافة مما جعلني أذهب علي الفور إلي جهة التوزيع التي اكدت عدم صحة تلك المعلومات وان التوزيع في تزايد ووصل إلي نسبة%79.1 لكن بصفتي رئيس تحرير الخيال لست مسئولا عن توزيعها من عدمه الا انني تقدمت منذ اول عدد بمقترحات لتخفيف العبء المالي عن كاهل الوزارة وطرحها خارج مصر بسعر غير مدعوم وهذا يحقق المعادلة الصعبة التي لم تقدمها ادارة التسويق التي تغط في نوم عميق بالهيئة, لكن لاحياة لمن تنادي. وطالب الجنايني وزير الثقافة بضرورة مراجعة هذا القرار حتي لا يكون نقطة سوداء في تاريخه, وحتي لا يذكر التاريخ أنه جاء ليغلق منافذ الإبداع بدلا من تطويرها والعمل علي زيادتها خاصة أن الخيال مجلة متخصصة في الفنون البصرية وليس الفنون التشكيلية فقط.. حيث اسهمت بشكل كبير في فرد مساحات لأقلام وتجارب جادة في جميع مجالات الفن التشكيلي والسينما والمسرح والأوبرا الخ, ومنحت الفرصة لمئات الكتاب والنقاد وقدمت خدمة ثقافية لمناطق محرومة طوال عمرها خصوصا في محافظات الأقاليم والصعيد وسيناء والوادي الجديد.