:لقد أخذت الولاياتالمتحدة الأميريكية مع بداية القرن القرن العشرين تدرس أحوال إمبراطوريات القارة العجوز أوروبا سواء منها المتهالكة بطول السنين أو تلك المتماسكة وتصلب عودها وتعطي نفسها عمرا متجددا بكل الوسائل 0 كما أنها قد كانت في بعض تصرفاتها في المرحلة تخالف فيها وصايا الجنرال جورج واشطن 0 كما أنها قد كانت مدركة وهي تتابع مجرى الأحداث في القارة العجوز أوروبا بعد توحد الألمانيتين وحرب السبعين وسقوظ حكومة نابليون الثالث ومشهد باريس المؤذن بعصر من الثورات الإجتماعية 0 فكانت القارة القديمة العجوز أوروبا مقبلة على حرب عالمية لإعادة توزيع المستعمرات0 فكان التحدي الأكبر الذي واجه الولاياتالمتحدة الأميريكية هو كيف يمكنها إزاحة تلك الإمبراطوريات القديمة والإستلاء على ممتلكاتها 0 فكانت طبعا هذه المرة المهمة أصعب لأن إمبراطورية كل من إسبانيا والبرتغال موجودة في حوض مياه الولاياتالمتحدة الأميريكية وكان قد نزل عليهما الغروب 0 في حين أن الإستلاء على الإمبراطوريات الأوروبية سوف يتم على شواطئ بعيدة عن الولاياتالمتحدة الأميريكية0 هذا طبعا وقد كانت بداية حلم الإمبراطورية الأميريكية في أواخر القرن التاسع عشر والذي ظهر ليقوم بالقضاء على كل الإمبراطوريات التي سبقته كإمبراطورية إسبانيا والبرتغال أللتين أصابهما الوهن ونزل بهما الغروب بعد ما أفسدهما الذهب المنهوب من كنوز قبائل وشعوب أمريكا اللاتنية 0 ومع هذا فإن الإمبراطورية الأميريكية لا تزال إلى اليوم مصممة على إدعاء العظمة في جنوب ووسط الكرة الأرضية الغربي وتعتبر نفسها سيدة ممتلكات تعتبر لها ولها وحدها حق الإكتشاف والفتح 0 هذا طبعا وتبقى الإغارة التي قامت بها الولاياتالمتحدة الأميريكية عليهاممتلكات إسبانيا والبرتغال سهلة0 وهذا مما فتح لها شهية الإغارة على الإمبراطوريات الأخرى للحصول على كل شيئ مرة واحدة 0وهذا طبعا مماجعل الولاياتالمتحدة الأميريكية بعد ذلك تعمل بكل ما في وسعها لإيجاد أساليب لسيطرة لا يكون فيها للقوانين والقيم الدولية المشتركة فعالية أوشيئ يذكر 0 لأن مثل هذه الأساليب هي المجدية طبعا للسيطرة كتلك الجمل من عمليات غزو السيادات الوطنية بذريعة إحلال السلام وحقوق الإنسان ونشر الحرية والديموقراطية 0 كما أن الولاياتالمتحدة الأميريكية لا تريد أن تشغل نفسها بالسيطرة على بلدان منردة وأنما طبعا تأخذ الأقاليم وتنهب كل ما فيها ظاهرا وباطنا من موارد طبيعية ومصادر طاقوية 0 فهذه الثقافية السياسة طبعا قد وجدت وقائعها منذ أكثر من مائة سنة 0 . ففي عام 1898 كانت قد تبنت الولاياتالمتحدة الأميريكية تنصيب خيمة الحرية السياسية في مساحات أبعد من العالم وكان منرو سياساتها يقولون لأعداء التوسع الأميريكي أن الحرية تليق فقط بالشعوب التي تستطيع حكم نفسها بنفسها وأما الشعوب التي لا تستطيع فإن واجب الولاياتالمتحدة الأميريكية يفرض عليها قيادتها إلى النموذج الأميريكي في الحياة لأنه نموذج الحق والولاياتالمتحدة الأميريكية كدولة عظمى لاتستطيع أن تتهرب من ممسئولياتها لإنقاذ الحرية والحضارة وأن علم الولاياتالمتحدة الأميريكية يجب أن يكون رمزا لكل الجنس البشري 0 كما أن هذا النوع من التفكير السياسي في الولاياتالمتحدة الأميريكية لم يغب يوما من المعتقد الإستراتيجي الأميريكي 0كما أنه طبعا بصول الرئيس الأميريكي السابق جورج الإبن إلى البيت الأبيض أخذت تتبلورفكرة ورؤية الإمبراطورية الأميريكية الجديدة وأصبح الأمر بالنسبة للفريق الحاكم في الولاياتالمتحدة الأميريكية مقصور على التبشير بدولة أميريكية عالمية وأصبح طبعا كل شأن من شئون العالم يخص الولاياتالمتحدة الأميريكية برئاسة جورج بوش الإبن ويخص أمنها ومصالحها الجيوستراتيجية 0 0 هذا طبعا وتبقى إستراتيجيات الولاياتالمتحدة الأميريكية المتعلقة ببناء النظام العالمي على أساس التجارة المفتوحة والمؤسسات الديموقراطية قد يكون له تأثير على الإرهاب كما تسميه الولاياتالمتحدة الأميريكية في المدى البعيد لكنه في الحقيقة لا يعالج التهديدات الفورية القائمة اليوم 0 فأزمة العنف قائمة اليوم على أبواب معظم دول العالم بما فيه الولاياتالمتحدة الأميريكية وهو الأمر الذي يجعل طبعا من الجهود الرامية إلى تقوية قواعد المجتمع الدولي ومؤسساته غير ذات قيمة عمليا 0 فالشعوب اليوم قد أصبحت تتصور أسوأ ما يمكن تصوره و الذي يقوم على أنها لا تعرف ما لاتعرفه وهذا طبعا مما يجعل كل شيئ آخر يصبح ثانويا سواء القواعد الدولية أو تقاليد الشراكة أو حتى معايير الديموقراطية بل إنها الحرب والصراع 0 خاصة وأن الحرب عادة هي شيئ خطير جدا لأن الأخطاء الناجمة عن المحبة و الإنسانية هي أسوأ أنواع الأخطار 0 وهذه طبعا تعد من أبرز معالم الدولة الأمنية العالمية 0هذا طبعا ويبقى إنسحاب الولاياتالمتحدة الأميريكية من معاهدة الصواريخ لم يؤدي إلى سباق تسلح عالمي 0 إلا أنه في الحقيقة قد مهد الطريق أمام إتفاق قيل عنه أنه إتفق تاريخي قد أدي إلى تخفيض التسلح بين الولاياتالمتحدة وروسيا 0كما أن هذه الخطوة التي تعد إيجابية لأنها تخدم مصلحة الإنسانية لن تؤدي إلى هدم البيت الدولي 0 لأنه قد أصبح بوسع العالم أن يتحمل مقاربات أمنية جديدة في راديكاليتها وأن إمكانية التأقلم مع الإنفرادية الأميريكية قد أصبح ممكن جدا0 لكن الإستقرار ليس هدفا في نظر المتتبعين للوضع السائد في العالم اليوم 0 لأنه في الحقيقة بإمكان سياسة الصقورية الجديدة أن تزعز إستقرار أي منطقة من العالم خاصة العالم العربي 0 والذي تراه الولاياتالمتحدة الأميريكية ثمنا ضروري لإقتلاع أي نظام شرير وخطير0 وهذا مما جعل بعض المفكرين يرون بأن الإستراتيجيات الكبرى للولايات المتحدة الأميريكة لم تعد نافعة لأن الأمن الولاياتالمتحدة الأميريكية لم تعد تضمنه هذه الإستراتيجيات الواقعية والمتمثلة في الحفاظ على الردع و العلاقات لمستقرة بين الدول العظمى لأنه في الحقيقة في عالم التهديدات غير المتناظرة لم يعد ميزان القوة العالمي هو يميل كفة الحرب أو السلام 0 كما أنه في نهاية الحرب الباردة كان عدد من الإستراتيجيين يقولون بوجود نظام عالمي وأن الولاياتالمتحدة الأميريكية ستقوم في هذا النظام بدور لاينحصر في الممثل الأكبر بل يمتد إلىدور المدبر0 حيث بعد محو الخصم السوفياتي لم تعد وحدة القارة العجوز تعود على الولاياتالمتحدة الأميريكية بأية منفعة بل قد أصبح العكس بل حتى وإن كانت الولاياتالمتحدة الأميريكية قد أصبحت تنظر إليها على أنها متماسكة وأنها قوة إقتصادية فإن الولاياتالمتحدة الأميريكية لن تتسامح بأن تصبح أوروبا قوة جديدة تتقاسم معها السلطة العالمية 0 وقد تجاوزت الولاياتالمتحدة الأميريكية في ثقافتها السياسية الجديدة السيادة القومية والوطنية وكذا الأخلاق السياسية التقليدية 0 مع أنه في الحقيقة كان بإمكان البلد الذي يجعل من حقوق الإنسان عنصرا ساسيا في سياسته الخارجية أن يميل إلى الوعظ الأخلاقي بدل من إستخدام العنف المفرط بحثا عن أهداف أخلاقية حتى في أسوأ الحالات