ياه ما هذه البرودة ومن هؤلاء الملتفين حولى ؛ اضاءة قوية مسلطة على جسدى ومجموعة بشر بزيهم الاخضر يمسكون مشارط ومعدات معدنية . ممددات ؛ وادوات جراحة معقدة؛ لا ادرى لما كل هذا الاسطول ؟ اه كم يتالم كثيرا ؛ دماء دافئة تخرج هنا وهناك واحاديث حياتية تجرى بينهم وكانهم على منضدة طعام يتفاكهون ويتندرون ؛ نعم اراهم جيدا …. اشعر بحركة مشرط فوق جلدى ويغوص بشدة وخفة ليمزق طبقة وراء طبقة ولكن جسدى ثقيل جدا لا يستطيع رد الفعل او الحركة .. مستسلم ؛ وانفاس تحرك رئتي وتعلن ان الحياة مازالت قائمة ؛ اريد ان اتحدث لهم واشاركهم الحديث ؛ هذا طبيبى وراء كمامته الزرقاء ؛ الحنون الذى كثيرا ما ترددت على عيادته وكثيرا ما طمئننى واعطانى الامل ؛ ثم القى الى ببشارة حياتى ؛ بانى وبعد هذا العمر ساصبح صانعة معجزة ؛مثل كل السيدات على وجه الارض ؛ساسمع للحياة نغما جديدا ؛ وذوقا ممتعا , وملمسا رقيقا ؛ وكم كانت صورة سونار حملى مبهجة؛ ودقات قلب تخفق فى داخلى واسمعها جليا ؛ تدخل الممدات فى احشائى ويسيل الدم جانبا , وقطع بيضاء باصابع خبيرة تقوم بتجفيفها حول جسدى. كل ما سبق الالاما منسية, سانساها ولن اكترث لصداها ابدا؛ فهى الالام فرح وسعادة . مشرط خفيف يكاد يقتل عيناى يظهر كرة صغيرة مكسوة باللون الابيض والاسود بفتحات صغيرة ؛بلا اصوات ؛ورقبة دقيقة ؛هى فعلا تشبهنى ولكنها تتحرك بصعوبة ؛ اراها ضعيفة تحاول الحركة؛ ويد الطبيب تنتزعها نزعا من احشائى , وكمية مياة دافئة تخرج فجأة ؛ ومازال حبلى السرى مرتبط بها . حقا فسيصبح جزأ منى فى تكوينها الجسمانى طيلة حياتها المديدة ؛ ياه اريد ان اسمعها , يربت بقوة على ظهرها ؛ لتطلق نغما مدويا يعلن ميلاد فرد جديد بالعائلة ؛ يبتسم الطبيب لها ويحدثها ؛ يا غجرية صوتك عالى ؛ اريد ان المس بشرتها الرقيقة, بدا جسدى يتاثر ماهذا راسى تتحرك يمينا ويسارا قبل ان يتم الطبيب خياطة وتقفيل الجرح ؛ وينادى الجراح على طبيب التخدير بان يزيد جرعة التخدير , ولكن لا ذنب له فالجرعة المقررة مظبوطة ولكنى من محبى القهوة والنسكافيه, وكثيرا ما نصحنى طبيبى بالقليل منها ؛ تحسبا لهذا اليوم وتلك الساعة العصيبة ؛ وبدأت الممرضات يحصون عدد المجففات البيضاء قبل انهاء التقفيل ؛ ويعلن الطبيب بان احدى المناشف ناقصة ؛ يبحثون مرة اخرى فالخطا هنا بحياة؛ شاركتهم البحث والعد ووجدتها ملقاة تحت سرير العمليه ؛ وفجاه تنبهت الممرضة بانها وجدتها وتنفست الصعداء ؛ فتحت عينى, والتفت امامى ساعة غرفة العمليات ؛ نعم هى واضحة تماما . لقد فاتت ساعة زمن . منذ اخر لحظة رأيتها ؛ ثم تحولت عينى الى سقف الغرفة ولكن اغمضتها فجاة ؛ وسكنت حركتى بعد حقنة تخدير اضافية ؛ اتحرك معهم فى غرفة العمليات بخفة يحملنى الاثير ؛ ولكنى هذه المرة ابحث عن ملابس وليدتى التى اشتريتها بيضاء اللون من افخر محلات لندن ؛ رأيتها واعجبتنى ؛ فى كتالوج يعرض الملابس بمتاجر لندن الفاخرة ؛وصلتنى بالشحن الجوى وتسلمتها. وكم كانت فرحتى عند استلامى لها ؛ وقفت امام المراه ؛ ووضعتها على بطنى وتحدثت اليها هل اعجبك الابيض ,ام اللون الوردى وجدتها سعيده بالاثنين وهى تستحق كل الجمال والمال والحياة فهى ستعطينى السعادة وتمنحنى الخلود ,بوجودها بحياتى ؛ كم اشتقت لكى ،ولكنى اراكى الان ومازال اشتياقى لك حاضرا او يزيد. متى ينتهى مفعول التخدير ؟ حتى ارجع لهذا الجسد المسجى امامى ومازلت اراه من اعلى كما لم ارى الدنيا من قبل , خرجت على صوت اختى وامى تدعوان الله بدعاء طويل ؛ ان ينجينى من مضاعفات التخدير, وان اخرج اليهم يسلامة وصحة ؛ وجدتهما فجاة يقفان ؛ بعد ان فتح الباب لكى تبشرهما الممرضة بان العمليه انتهت وسوف تذهب الصغيرة بمصاحبة ابيها الى غرفة المواليد ؛ ومن يريد رؤيتها يتجه خلف الغرفة الزجاجية ؛ وكم اغضبنى ذلك كثيرا.. اريدها بجوارى ؛لا لا تذهبوا بها بعيدا . رجعت الى جسدى المسجى؛ ووجدت الطبيب يقوم بعملية الافاقة ,ويتحدث الى , وبدا جسدى فى الحركة ونظرت الى وجوه الحاضرين ؛ وانظر الى سقف الغرفة مرة اخرى ؛ ورجعت فجأة لكى ارد على اسئلة الطبيب ؛ الحمد الله على السلامة : تمت الافاقة ؛ ولكنى اردد اين ابنتى اريدها بجوارى الان؟ تحدثت الى طبيبى ووجدت نفسى احدثه عن امور حدثت فى اثناء العملية مازالت عالقة فى ذهنى ؛ لن اتناول القهوة كثيرا ؛ وان المنشفة البيضاء كانت عالقة تحت سرير العمليات ؛ نظر الى وقد عقدت الدهشة لسانه وتحدثت الى اخوتى وامى بأن لا تخافو عمر الشقى بقى . متى اذهب الى غرفتى واين صغيرتى ؟ اريدها الآن …حقا هى جميلة وذات انف دقيق وجبهة عريضة. ادخلتها باحضانى رغم الامى سكنت عن بكائها ؛وبدات اشعر بالحياة مرة اخرى.