فى مناقشة "إخناتون بين الأدب والتاريخ" القاهرة – من داليا جمال طاهر شهدت قاعة "كاتب وكتاب" إقامة ندوة لمناقشة كتاب "إخناتون بين التاريخ والأدب " لكاتبه الإعلامى خالد عاشور . فى البداية أكد "عاشور" مؤلف كتاب " إخناتون بين الأدب والتاريخ " أن حياة إخناتون كانت ومازالت مجالا خصبا للعمل الإبداعى والأدبى وملهما للعديد من الكتاب ، على الرغم من أن إخناتون كان قيادة كارثية فى تاريخ مصر القديم، حيث أهمل الإمبراطورية المصرية الممتدة والكبيرة التى ورثها عن والده تحتمس الثالث، أهملها تماما موجها كل اهتمامه إلى فكرة أو اختراع الإله "أتون" الذى رسخ له حياته، مفردا كل وقته لبناء معابده، وطرق وكيفية عبادته مهملا استمرار الفتوحات للإمبراطورية المصرية لحساب اختراعه الجديد الذى كان يحمل العديد من الوقائع الإنسانية الملهمة التى دفعت العديد من المبدعين والكتاب لتناول قصته فى أعمالهم الأدبية والمسرحية، سواء من داخل مصر وعلى رأسهم نجيب مخفوظ ومحمد المنسى قنديل وحتى على المستوى العالمى . مضيفا، أن الكتاب يتناول حياة إخناتون وكيفية تناولها فى أعمال متعددة أدبية وغيرها لإلقاء الضوء على كيفية تناول هذه الشخصية فى الأدب المصرى والعالمى ، لافتا إلى أن الأدباء فى تناولهم لشخصية إخناتون وهذه الفترة التاريخية اعتدوا على الحقائق التاريخية لتوظيفها لصالح العمل وتجاوزوها سواء بإضافة أشخاص أو حذف أشخاص آخرين ، لافتا إلى أن المعيار فى الحكم على الأديب فى تناول التاريخ يكون توظيفه لتداخلاته فى الحقيقة التاريخية لصالح العمل الأدبى . مشيرا إلى أن العامل المشترك فى تناول الأعمال الأدبية لقصة حياة إخناتون هو إدانة ما فعله إخناتون بشأن الإله "آتون" وجعله إلها لكل المصريين، ويصورونه فى أعمالهم الأدبية دائما على أنه فى نهاية حياته كان نادما على ما فعله وإجباره للمصريين على عبادة إله واحد وهو الإله "آتون" . اما الدكتورة رشا صالح الناقدة الأدبية فأوضحت أن التاريخ ليس دائما على حق فالهوى يحتل مكانة كبيرة للمؤرخين الذى يكتبون عن التاريخ خاصة إذا كانت هذه الكتابة فى فترة وقوع الحدث لخضوعهم للقيادات المتواجدة فى هذه العصور، وهذا الهوى دائما ما يرتبط بشكل أكبر مع الشخصيات التى تحدث نوعا من التغيير والثورة وخاصة الثورة فى الجانب العقائدى مثل ما حدث مع إخناتون. مضيفة أن ثورة إخناتون لم تكن فقط دينية ولكنها ثورة إنسانية، والتى ظهرت جليا فى تعبيره عن حبه لزوجته نفرتيتى وأطفاله أمام الشعب المصرى فى مواقف متعددة، لافتة إلى أن هذا الكتاب تنبع أهميته من قدرته على استخلاص الحقيقة الفنية حول شخصية إخناتون خاصة فى ظل إختلاط الرؤى الموضوعية بالذاتيه التى تؤثر فى تناول التحليل التاريخى فى تناول إخناتون سواء على المستوى الأدبى الذى يتميز بالذاتية على حساب الموضوعية أو التاريخى الذى يتميز بالموضوعية . ومن جانبه أوضح الدكتور جمال العسكرى الناقد الأدبى أن خالد عاشور أستطاع فى كتاب " إخناتون بين الأدب والتاريخ" تمكن من خلال هذا العمل من إدهاش القارىء وإمتاعة فى نفس الوقت، وهو أمر ليس بالسهل بإعتبار أن القدرة على فض الإشتباك بين النصوص المختلفة التى كتبت حول إخناتون سواء على مستوى التاريخ أو الأدب ليس بالأمر السهل . موضحا أن التنازع بين الأدب والتاريخ ، يجب ألا ننشغل به كثيرا فى تناول القصص والاحداث التاريخية ، حيث أن الرواية التاريخية ليست بالضرورة هى الجهد البشرى الأصح فى تناول الحقيقة التاريخية ، والأمر نفسه يرتبط بتناول الحقيقة التاريخية فى تناولها من خلال الأعمال الادبية، ومن هنا يكون العمل البشرى أو الجهد البشرى بشكل عام هو الذى يستحق الإهتمام فى التعامل مع أى جوانب إنسانية حتى لو تعلقت بحقيقة تاريخية، لأن الخلاف المزعوم بين الأدب والتاريخ يجب أن ينتهى بإعتبار أن الموضوعية المدعية فى كتابة التاريخ هى بالأصل تضليل .